مقالة خاصة: فلسطيني يحول النفايات الصلبة إلى تحف فنية وألعاب بيئية مثيرة للإعجاب

2020-01-06 20:45:06|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 6 يناير 2020 (شينخوا) يفترش الفلسطيني أيمن عبد ربه، الأرض ممسكا بإحدى يديه إطار سيارة قديما وباليد الأخرى سكينا لمساعدته في تشكيله بحرفية عالية من أجل تحويله إلى كرسي بألوان زاهية.

وينهمك عبد ربه، وهو رجل في الأربعينيات من عمره، من بلدة "قوصين" قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية، على مدار عدة ساعات يوميا في تحويل النفايات الصلبة إلى تحف فنية وألعاب بيئية مثيرة لإعجاب سكان بلدته.

ويقول عبد ربه لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما يقوم بتدوير الإطار الأسود، إن "إعادة تدوير النفايات إلى أشكال فنية رسالة إلى المواطن الفلسطيني من أجل المحافظة على البيئة".

ويؤكد عبد ربه، الذي بدا سعيدا في عمله، "ضرورة التخلص من النفايات بالشكل السليم حتى يعيش المجتمع بمكان آمن وصحي ونظيف وأيضا بلمسة جمالية".

واعتاد الرجل منذ صغره تحويل النفايات إلى أشكال فنية، قبل أن يتحول إلى مدرب في الحفاظ على البيئة من النفايات وإعادة تدويرها منذ العام 2010.

وكان عبد ربه، وهو أسير محرر قضى 14 عاما في السجون الإسرائيلية، يصنع ألعابه من المخلفات مثل الجرارات والجرافات من عبوات المشروبات الغازية المعدنية والعصائر المختلفة.

ويوضح أن الوضع الاقتصادي السيء في طفولته كان الحافز لصناعة بعض الألعاب لأنه لم يكن بمقدوره الحصول على ثمنها، مشيرا إلى أن مدة اعتقاله ساعدته في تنمية قدراته، فكان يصنع "المسابح من نواة (الزيتون) وعلقات المفاتيح من نواة فواكه وبرواز قبة الصخرة المشرفة من عبوات معجون الحلاقة".

ويعمل عبد ربه موظفا في سلطة جودة البيئة التابعة للسلطة الفلسطينية، وقد استخدم وظيفته في تطوير إمكانياته الفنية والعمل في ميدان التدريب الميداني في المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية ذات العلاقة بالبيئة.

ومنذ بداية مشروعه حتى منتصف العام الماضي أنجز عبد ربه، قرابة 662 دورة ونشاطا في مجالات فن تدوير مخلفات البيئة ضمت آلاف المتدربين على مدار آلاف الساعات التدريبية.

واستهدفت الدورات كافة الفئات العمرية من طلاب وطالبات مدارس وجامعات وربات بيوت وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبحسب عبد ربه، فإن الدورات خلصت البيئة مما يقارب 250 شوال ورق من المخلفات الورقية و13 ألف عبوة بلاستيكية و20 ألف إطار سيارة تالف.

ولا يتقاضى عبد ربه، أية عوائد مادية نتيجة تدريبه أو ما يقوم بإعادة تدويره من النفايات، مشيرا إلى أنه يقدم التوعية البيئية باستخدام المجال التفاعلي كتدوير المخلفات بشكل مجاني.

ويقول إن عمله المجاني "من أجل المساهمة في إنشاء جيل يحترم البيئة ويساهم بإنقاذها من الدمار والهلاك التي تعاني منه بتراكم النفايات".

ويجمع عبد ربه، المواد التي يستخدمها مثل البلاستيك والكرتون والخشب والحديد وإطارات السيارات التالفة من الطرقات، والحاويات ومن ثم يقوم بغسلها وتعقيمها.

ورحبت رئيس سلطة البيئة الفلسطينية عدالة الأتيرة، في تصريحات ل(شينخوا)، بأعمال عبد ربه في فن تحويل النفايات إلى أشكال يستفيد منها المجتمع الفلسطيني.

وتقول الأتيرة إن عبد ربه استطاع "خلق حالة من الوعي هو سعى إليها منذ البداية وتحول إلى مدرب في هذا المجال خاصة في ظل ما تتعرض له الأرض الفلسطينية من مظاهر تدمير للبيئة".

وأضافت أن توجه سلطة البيئة يقوم على تبني مثل هذه المبادرات الهادفة إلى خلق حالة من الوعي لدى الجمهور الفلسطيني للحفاظ على بيئته من ناحية وخلق مشاريع استثمارية تدعم ذلك.

وتقدر كميات النفايات الصلبة المنتجة في الأراضي الفلسطينية بحوالي 2551 طناً يومياً، بواقع 1835 طناً يوميا في الضفة الغربية و716 طناً يومياً في قطاع غزة، وذلك وفقا لإحصائيات مسح البيئة المنزلية (2015) في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وتظهر الإحصائيات أن معدل إنتاج الأسرة الفلسطينية من النفايات الصلبة 2.9 كغم، حيث بلغ متوسط إنتاج الأسرة في الضفة الغربية حوالي 3.2 كغم، أما في قطاع غزة فبلغ حوالي 2.4 كغم.

الصور

010020070790000000000000011100001386828161