تحليل إخباري: هل ينفذ الكاظمي تعهداته بعد مرور 100 يوم على توليه رئاسة الحكومة العراقية

2020-08-14 20:25:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 14 أغسطس 2020 (شينخوا) بعد مرور أكثر من 100 يوم على تولي مصطفى الكاظمي، رئيس المخابرات السابق رئاسة الحكومة وإدارة شؤون العراق الذي يعاني من أزمات أقتصادية وسياسية وأمنية وصحية نتيجة تفشي مرض (كوفيد19) ، فهل خطواته تشير إلى أنه عازم على تحقيق ما تعهد به للشعب العراقي؟ .

وتسلم الكاظمي منصبه كرئيس للحكومة الجديدة والقائد العام للقوات المسلحة في السابع من مايو الماضي، خلفا لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، والذي استقال نتيجة للاحتجاجات الشعبية في بغداد وتسع محافظات وسط وجنوبي البلاد، والتي طالبت بإجراء انتخابات مبكرة وإصلاح العملية السياسية وتوفير الخدمات.

وجاء تشكيل حكومة الكاظمي بعد إعلان محمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي اعتذارهما عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة عبد المهدي.

وتعهد الكاظمي في برنامجه الحكومي بعد منحه الثقة من البرلمان مطلع مايو الماضي، بإجراء انتخابات مبكرة في غضون سنة من تاريخ استلامه المنصب بعد استكمال القانون الإنتخابي من قبل السلطة التشريعية، استجابة لمطالب المتظاهرين السلميين بهذا الشأن.

ووضع الكاظمي أمام حكومته مهام آخرى هي الاستجابة لمطالب الشعب وفرض هيبة الدولة من خلال حصر السلاح بيد قواتها المسلحة وتحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة وتطوير المؤسسات الأمنية وعدم تحويل البلاد إلى ساحة للصراعات أو منطلق للاعتداء على دول الجوار.

كما تعهد بمعالجة التحديات الاقتصادية والمالية والصحية وتثبيت ركائز العلاقات الخارجية ومكافحة الفساد والإصلاح الإداري وجعل العدل معيارا للدولة الناجحة واعتبار الاحتجاج السلمي طريقا لإرشاد الدولة، فضلا عن ترسيخ قيم المواطنة من خلال احترام الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية، وتوفير الإمكانات اللازمة لعودة النازحين إلى ديارهم وغلق ملف النزوح.

ومن أجل تنفيذ ما تعهد به أعلن الكاظمي في 31 يوليو الماضي تحديد السادس من يونيو المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المبكرة، متعهدا بتوفير الحماية لجميع القوى السياسية للتنافس الشريف في الانتخابات المقبلة.

وواصل الكاظمي لقاءاته مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة والجهات المختصة، لإنجاز هذا المطلب الشعبي (الانتخابات)، وأمر جميع وزارات ودوائر الدولة بتذليل العقبات وتسهيل الإجراءات اللازمة أمام المفوضية، للعمل بكل الإمكانيات لإجراء الانتخابات في موعدها.

وجدد الكاظمي يوم أمس تأكيده على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، معلنا إتفاقه مع رئيسي الجمهورية والبرلمان على إقرار قانون الانتخابات في أول جلسة مقبلة للبرلمان، فضلا عن إكمال النقص الموجود في نصاب المحكمة الاتحادية العليا كونها الجهة المخولة دستوريا في المصادقة على نتائج الانتخابات.

ويرى المراقبون أن الاخفاقات والمشاكل المتراكمة على كافة الأصعدة في العراق لا يجب أن تتحملها حكومة الكاظمي الفتية والتي كلفت بإدارة شؤون العراق وإجراء انتخابات مبكرة وإيقاف تدهور الأوضاع في البلاد.

وقال المحلل السياسي صباح الشيخ لوكالة أنباء (شينخوا) "إن الإجراءات والخطوات التي اتخذها الكاظمي خلال المائة يوم الماضية، ورغم صعوبة الأوضاع السياسية وقلة الدعم من الكتل الساسية الرئيسية، تدل على أنه يسير في تنفيذ تعهداته، وخير دليل على ذلك هو تحديده موعد إجراء الانتخابات المبكرة".

واضاف "أن الكاظمي بدأ بمعالجة ملف المتظاهرين الذين قتلوا، وصرف لهم مستحقات الشهداء وعوض عوائلهم، كما أمر بمعالجة الجرحى منهم خارج العراق، فضلا عن قيامه بفرض سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية، والتي كانت تسيطر عليها جهات حزبية، ما حرم الدولة من إيرادات تلك المنافذ".

وتابع "أن الكاظمي يسير في طريق وعرة ومزروعة بالعبوات، ولا توجد لديه كتلة سياسية كبيرة تدعم خطواته، لكن رغم ذلك يواصل العمل، من أجل تخفيف وطأة الأزمة المالية والصحية التي تضرب البلاد"، مبينا أن خطوات الكاظمي تحظى بدعم شعبي.

وأكد أن الكاظمي يتعامل بحكمة في قضية العلاقات الخارجية، حيث زار إيران، وسيزور الولايات المتحدة الأمريكية في الأسبوع المقبل، وهو يسعى لإبعاد العراق عن الصراع الدائر بين طهران وواشنطن، لكي لا تكون بغداد ساحة لتصفية الحسابات بينهما.

وخلص الشيخ إلى القول "التحديات كبيرة والصعوبات كثيرة ، ولا توجد لدى الكاظمي عصا سحرية لتجاوزها خلال فترة قصيرة، لكنه يواصل العمل بجدية لتنفيذ ما تعهد به".

لكن بالمقابل هناك من ينتقد الكاظمي بأنه لم يتخذ أي إجراء لمحاربة الفاسدين ، فضلا عن عدم اتخاذ حكومته إجراءات فعالة لوقف تفشي مرض (كوفيد19 ) والتي زادت الاصابات بهذا المرض في الشهرين الماضيين بشكل مخيف.

وقال الدكتور محمد الجبوري أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية لـ (شينخوا) "لم نلاحظ خلال المائة يوم المنصرمة أي إجراء اتخذ بحق كبار الفاسدين، رغم أن الكاظمي يحظى بدعم شعبي في هذا المجال".

وانتقد الجبوري الإجراءات الحكومية لمنع تفشي مرض كورونا قائلا "أعداد الإصابات في تزايد، وعلى الحكومة وضع خطط عاجلة لمواجهة هذا الارتفاع المخيف، وبعكسه سوف يفقد العراقيون المزيد من ذويهم بهذا المرض".

وأشار إلى أن الهجمات التي تستهدف المنطقة الخضراء والقواعد العراقية ومطار بغداد الدولي ارتفعت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية، ورغم ذلك لم يتم كشف الجهات التي تقوم بإطلاق هذه الصواريخ، الأمر الذي يهدد هيبة الدولة بأنها غير قادرة على حماية المواقع المهمة والحساسة.

وخلص إلى القول "لم يلمس المواطن تحسنا في الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء، كما لا تزال تشهد المحافظات تظاهرات للمطالبة بتوفير فرص عمل"، لكنه أقر بوجود بارقة أمل بغد أفضل إذا طبق الكاظمي تعهداته.

ويقر المراقبون بصعوبة مهمة الكاظمي كون الملفات والقضايا التي يجب عليه معالجتها والتصدي لها شائكة ومعقدة وكبيرة، لذلك يتطلب منه إيجاد طرق استثنائية لحل هذه المشاكل أو على الأقل التخفيف من تأثيراتها.

الصور

010020070790000000000000011100001392910131