تحقيق إخباري: قطاع المطاعم في لبنان يكافح من أجل البقاء وسط الأزمة الاقتصادية وكورونا

2021-04-16 02:55:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بيروت 15 أبريل 2021 (شينخوا) يتعرض قطاع المطاعم اللبناني المشهور بطعامه اللذيذ وسخائه ، لخطر الانهيار حيث تم إغلاق حوالي 4300 مطعم ومقهى من إجمالي 8500 مطعم منذ اندلاع احتجاجات أكتوبر 2019 وحتى نهاية 2020، وفقا لرئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري والنوادي الليلية في لبنان طوني الرامي.

وقال الرامي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "احتجاجات أكتوبر التي أعقبتها الأزمة الاقتصادية وتفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وكارثة انفجار مرفأ بيروت وجهت ضربة قاتلة للمطاعم في جميع أنحاء البلاد.

وأشار الرامي إلى أن 2069 مطعما دمرت إما جزئيا أو كليا جراء كارثة انفجار التي هزت مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 ، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص وإصابة حوالي 6500 آخرين بجروح وتدمير جزء كبير من بيروت.

وأضاف الرامي أن فترات الإغلاق العديدة التي فرضتها السلطات اللبنانية للحد من انتشار (كوفيد -19) أدت إلى إفلاس مئات أصحاب المطاعم الذين استمروا في دفع المصاريف دون تحقيق أي إيرادات في المقابل.

ويواجه لبنان أزمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.

وأوضح الرامي أن "الأزمات حرمت غالبية السكان من زيارة المطاعم لأنها أصبحت رفاهية لا يستطيع تحملها سوى 5 في المائة من اللبنانيين".

واشتكى مديرو المطاعم الذين قابلتهم ((شينخوا)) من تراجع الأعمال وحثوا السلطات على استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي لدعم بقائهم.

وقال لـ ((شينخوا)) إيهاب أيوب ، مدير مقهى "باي روك" ، أحد أشهر مقاهي بيروت ، "لقد فقدنا حوالي 70 في المئة من زبائننا" ومعظم زوارنا اليوم هم إما لبنانيون مغتربون أو أجانب يعملون في شركات دولية في لبنان.

وأوضح أيوب أن زبائننا المحليين لم يعد بإمكانهم تحمل نفقات المطاعم لأنهم فقدوا أكثر من 80 في المئة من قيمة مداخيلهم بعد انهيار العملة المحلية.

وقال ميشال أبي منصور ، المدير التنفيذي في مطعم "كوزمو" في منطقة الأشرفية في بيروت لـ ((شينخوا)) إن المطاعم صارت شبه خالية ولا يقصدها سوى أعداد قليلة من الزبائن.

وأضاف "الزبائن ، حتى المنتظمين ، قللوا من زياراتهم إلى المطعم والزبون الذي كان يزورنا أسبوعيا يزورونا الآن شهريا".

وأشار إلى أن الزبائن الذين كانوا يسكنون بالقرب من المطعم في أحياء مار مخايل والصيفي ومونو التي تعرضت للدمار بكارثة انفجار مرفأ بيروت انتقلوا إلى مناطق أخرى ولم يعودوا يزورون "كوزمو" بشكل متكرر.

وذكر أبي منصور أن "أسعارنا ارتفعت بنسبة 30 في المئة على الأقل بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وشراء المطعم للمكونات بالدولار الأمريكي، لافتا إلى أن قلة قليلة من الناس لا يزال بإمكانها تناول الطعام في منافذ البيع.

من جهته ، قال مدير مطعم "توت" في بيروت لـ ((شينخوا)) إن المطعم يتكبد خسائر كبيرة في ظل الانخفاض الكبير في عدد الزبائن وازدياد تكاليف التشغيل.

وأضاف "لا يمكننا تغطية نفقاتنا على الرغم من تسريح نصف موظفينا وإذا ظل الوضع على ما هو عليه ، فقد نضطر قريبا إلى الإغلاق".

وكان لبنان خفف مؤخرا قيود العزل بسبب تفشي (كوفيد-19) وسمح للمطاعم بفتح أبوابها للناس مرة أخرى لساعات معينة وبسعة محدودة مع قديم خدمات التوصيل على مدار الساعة رغم حظر التجول الليلي من الساعة 9،30 ليلا حتى الخامسة صباحا وهو الأمر الذي يعتبره أصحاب المطاعم بأنه لا يكفي لتحقيق فرصة للربح.

وأبلغ مديرو المطاعم عن تسريح كبير للموظفين على أمل استمرار عملياتهم ، وقال الرامي لـ ((شينخوا)) بأن إجمالي التسريح من قبل المطاعم في لبنان وصل إلى ما يقرب من 110 آلاف من أصل 160 ألف مع وجود 50 ألف يعملون بدوام جزئي.

وأجمع مديرو المطاعم على حاجة البلاد إلى الاستقرار السياسي باعتباره الركيزة الأساسية لبقائهم وقال أيوب "بدون استقرار سياسي، لا يمكننا الاستمرار لفترة أطول".

بدوره أكد الرامي أن الاستقرار السياسي ضروري للغاية لمنع أصحاب المطاعم من مغادرة البلاد الى دول الخليج ومصر ، وهو أمر أصبح شائعا في الآونة الأخيرة.

ويواجه لبنان شغورا حكوميا منذ أغسطس الماضي بسبب خلافات المسؤولين والقادة السياسيين على حصصهم الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة وسط انهيار العملة الوطنية وتآكل رواتب ومدخرات اللبنانيين وتفاقم التضخم والبطالة.

الصور