مقالة خاصة: كوفيد-19 يغيب مظاهر الاحتفال بمناسبة "القرنقعوه" في قطر
الدوحة 26 أبريل 2021 (شينخوا) تبدو سارة عبر كاميرا برنامج "زووم"، جميلة بملابس تقليدية تراثية اشترتها والدتها خصيصا من أجل الاحتفال بليلة "القرنقعوه"، المناسبة التي تنتظرها سارة مثل غيرها من الأطفال في قطر والخليج، للاحتفاء بهم نظير جهودهم في محاولة الصيام خلال شهر رمضان.
وترتسم على محيا الطفلة ذات الـ 12 ربيعا ابتسامة وهي تفتح الكيس الذي تحمله وتردد أهزوجة شعبية بانتظار أن يملأ الكيس بالمكسرات والحلوى اللذيذة، كما جرت العادة.
واحتفلت سارة وأطفال قطر مساء يوم الإثنين بليلة "القرنقعوه" التراثية، لكنها لا تشعر بالرضا تماما عن احتفالها هذا العام، فاكتمال طقوس الاحتفال عكر صفوها مرض كوفيد-19 الذي ألقى بظلاله على هذه المناسبة، كما العديد من مناحي الحياة ليس في قطر فحسب بل في العالم أجمع.
ودرجت العادة في قطر وغيرها من دول الخليج على الاحتفال بمناسبة "القرنقعوه"، على اختلاف مسميات هذه الليلة في كل بلد، حيث تحييها الأسر الخليجية وحتى المؤسسات الحكومية والخاصة، في ليلة النصف من رمضان تكريما ومكافأة للأطفال الذين أتموا صيام نصف هذا الشهر، وتشجيعا لهم على الاستمرار في صيام ما تبقى منه.
وقالت والدة سارة، السيدة إيمان، وهي أربعينية تعمل موظفة في القطاع الحكومي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن أهل قطر يحرصون على إحياء هذا الموروث الثقافي الذي تتناقله الأجيال في منطقة الخليج، وهي مناسبة تجمع الأهل والأصدقاء وتنشر البهجة في نفوس الأطفال.
وتقضي طقوس هذه الليلة أن يخرج الأطفال بعد الإفطار وصلاة التراويح في رمضان، وهم يرتدون أزياء تقليدية تراثية خاصة ثم يطوفون على البيوت وهم يرددون أهازيج شعبية لطلب "القرنقعوه"، وهو عبارة عن مزيج من المكسرات والحلويات.
وتتذكر السيدة إيمان كيف كانت تنتظر هذه المناسبة وتحتفل بها في طفولتها بطريقة بسيطة، ثم كيف أصبحت تحتفل بها مع أطفالها والأهل وتجهز لها منذ اليوم الأول من رمضان باختيار الملابس والأكياس المميزة والحلوى ذات المذاق الخاص وتجهيز ركن خاص بالمناسبة، مع تحول الاحتفال للشكل العصري.
وكانت قطر تقيم احتفالات هذه الليلة في الشوارع والأماكن العامة، لكن كوفيد-19 غيب مظاهر احتفال الأطفال بهذه المناسبة عن هذه الأماكن، حيث فقدت هذه المناسبة الشعبية التراثية حضورها في شهر رمضان للعام الثاني على التوالي في ظل انتشار المرض وفرض قيود وإجراءات احترازية في مواجهة انتشاره.
وقالت السيدة إيمان، بسبب كوفيد-19 بات لزاما على الجميع الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم استقبال الضيوف وعدم الخروج من المنزل، في مسعى لتقليل عدد الإصابات التي أخذت في التزايد بعد انتشار السلالات الجديدة من الفيروس في المجتمع.
وأضافت أنها هذا العام احتفلت في إطار أسرتها المكونة من سبعة أشخاص وداخل منزلها، فلا تجمع ولا زيارات للأهل والأقارب، الذين اقتصر الاحتفال معهم على العالم الافتراضي عبر برامج مكالمات الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتصدر وسم "قرنقعوه" موقع (تويتر) في قطر، وسط دعوات من الجهات الرسمية في الدولة إلى عدم السماح للأطفال بالتنقل من منزل إلى آخر كما جرت العادة، والاحتفال في البيوت وفي إطار الأسرة الواحدة، تماشيا مع الإجراءات الاحترازية والقيود المفروضة.
وحذرت الجهات الصحية بدورها من تجهيز التوزيعات الخاصة لهذه المناسبة وتقديمها للأطفال حتى لا يتعرضون مع ذويهم لخطر الإصابة بالفيروس في ظل انتشار السلالات الجديدة، مشددة على التقيد بالإجراءات حتى لا يتسبب الاحتفال بهذه الليلة في نشر المرض وزيادة عدد الإصابات.
وأطلقت وسائل إعلام محلية مسابقات رصدت لها جوائز لأجمل الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال أثناء احتفالهم في البيوت، فيما تفاعل المغردون بنشر صور لاحتفالاتهم وأطفالهم بهذه الليلة، وذكريات احتفالهم في هذا اليوم المميز، متناقلين رسائل توعوية تدعو الجميع إلى الحرص على السلامة مع الدعاء بأن تعود الأمور لسابق عهدها.
وأعلنت وزارة الصحة العامة بدولة قطر اليوم في بيان، تسجيل 703 حالات إصابة جديدة مؤكدة بكوفيد-19، بواقع 422 حالة من أفراد المجتمع و281 حالة بين المسافرين العائدين من الخارج، ليصل إجمالي الإصابات في البلاد إلى 202904 حالات منذ بدء انتشار المرض.
وأشار البيان إلى شفاء 1578 مصابا بالفيروس، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليبلغ إجمالي حالات التعافي في البلاد 183100 حالة، بينما سجلت تسع حالات وفاة جديدة تتراوح أعمارها بين 43 و80 عاما، ما يرفع حصيلة الوفيات إلى 439 شخصا.
ومنذ تدشين أكبر حملة تطعيم في قطر ضد الفيروس في ديسمبر العام الماضي، تم حتى اليوم إعطاء 1442708 جرعات من اللقاح المضاد للفيروس، مع تلقي ما يزيد عن 507 آلاف شخص كلتا الجرعتين، ليكون بذلك قد جرى تطعيم ما نسبته 22.3 بالمائة من سكان الدولة المؤهلين للحصول على اللقاح بشكل كامل ضد الفيروس، بحسب الوزارة.
