سوريا تتهم تركيا بالسيطرة على كميات كبيرة من حصتها من مياه نهر الفرات
دمشق أول مايو 2021 (شينخوا) اتهمت الحكومة السورية اليوم (السبت) تركيا بالسيطرة على كميات كبيرة من مياه نهر الفرات، ومنعه من الجريان باتجاه سوريا ما انعكس سلباً على الواقع المعيشي والزراعي في ريفي الرقة ودير الزور (شمال وشمال شرق سوريا)، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة (سانا) عن عبد الرزاق خليفة محافظ الرقة قوله إن " قيام الجانب التركي بتخفيض الوارد المائي من نهر الفرات إلى سوريا من 500 إلى 200 متر مكعب بالثانية في الفترة الأخيرة الأمر الذي حال دون تشغيل عنفات توليد الكهرباء المنتجة في سد الفرات ناهيك عن تدني المتاح المائي من مياه الري والشرب".
يشار إلى أن الاتفاقية الموقعة مع الجانب التركي في العام 1987 تنص على ألا يقل الوارد المائي في نهر الفرات من تركيا إلى سوريا عن 500 متر مكعب في الثانية لتشغيل عنفات الكهرباء في سد الفرات.
من جانبه، ذكر زياد الكاظم عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دير الزور أن "الانخفاض الكبير والمتسارع في منسوب نهر الفرات أثر في عمل المعبر الطوفي العائم لتسهيل انتقال المواطنين المقيمين في القرى والبلدات الواقعة في ريف المحافظة الشمالي ويهدد عمل محطات مياه الشرب التي تستمد مياهها من مجرى النهر".
وبدوره، حذر رئيس اتحاد الفلاحين بدير الزور خزان السهو من مخاطر "انخفاض منسوب النهر لجهة توقف المضخات المائية على النهر المخصصة لري الأراضي الزراعية"، مبيناً أن "انخفاض منسوب المياه يهدد المحاصيل الزراعية ولا سيما محصول القمح الاستراتيجي الذي تبلغ مساحة الأراضي المروية المزروعة به نحو 30 ألف هكتار".
ويأتي تخفيض كمية المياه من قبل الجانب التركي في سياق اعتداءاته المتواصلة على السوريين حيث ينتشر المقاتلون الموالين لها في العديد من القرى والبلدات القريبة من الشريط الحدودي ويسيطرون على ممتلكات الأهالي ومحاصيلهم الزراعية إضافة إلى قيامهم بمنع مياه الشرب عن أهالي محافظة الحسكة بشكل متكرر عبر وقف ضخ المياه من محطة علوك، وفقا لوكالة (سانا).
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم، نقلا عن نشطاء من محافظة الرقة، تأكيدهم خروج مضخة مياه معدان عتيق ومضخة غانم العلي شرقي الرقة، ودبسي عفنان غربي الرقة عن الخدمة بسبب الانخفاض المستمر لمنسوب مياه نهر الفرات في ريف الرقة الخاضع لسيطرة القوات السورية، بسبب استمرار الحكومة التركية بإغلاق السدود من جانبها، في حين تأثر التيار الكهرباء في عموم مناطق "الإدارة الذاتية" بسبب توقف عنفات توليد الطاقة الكهربائية عن العمل في محطات سد الطبقة.
وأشار المرصد السوري إلى أن التيار الكهربائي في محافظة الحسكة مقطوع عن المدينة لليوم الثالث على التوالي، حيث يصل لمدة ساعتين في اليوم فقط، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن باقي مناطق "الإدارة الذاتية" لساعات طويلة.
وحذر المرصد السوري من وقوع كارثة بيئية تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تهدد نحو مليونين ونصف المليون من السكان المستفيدين من نهر الفرات في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور وكوباني.
وكانت "هيئة الطاقة" فيما يعرف بـ "إقليم الفرات"، عمدت إلى رفع ساعات تقنين الكهرباء في مناطقها من عين العرب (كوباني) وصرين بريف حلب إلى عين عيسى وريف تل أبيض بريف الرقة، حيث وصل التقنين إلى قطع 17 إلى 18 ساعة في اليوم مقابل وصولها من 6 إلى 7 ساعات فقط، وبررت ذلك بخفض تركيا لمنسوب ضخ المياه إلى نهر الفرات في الجانب السوري.