مقالة خاصة: مصر تسعى لنشر وحماية تراثها الحضاري من خلال أول مصنع للمستنسخات الأثرية
القليوبية/ مصر أول يونيو 2021 (شينخوا) عكف العشرات من المصممين والنحاتين والرسامين والعمال، وهم يرتدون المعاطف البيضاء، على صناعة التماثيل والتوابيت والمسلات الفرعونية وغيرها من الآثار المصرية، لإنتاج نسخ طبق الأصل من القطع الأصلية.
ويعمل جميع هؤلاء في مصنع "كنوز مصر للنماذج الأثرية"، الذي يعد أول مصنع في مصر والشرق الأوسط لإنتاج المستنسخات الأثرية.
وتم إنشاء هذا المصنع على مساحة عشرة آلاف متر مربع في المنطقة الصناعية بمدينة العبور في محافظة القليوبية شمال القاهرة، من خلال التعاون بين وزارة السياحة والآثار المصرية وشركة (كنوز).
وقال محمد نصير، وهو أحد مسؤولي التشغيل بالمصنع، إن "المصنع يقوم بإنتاج النماذج الأثرية المصرية القديمة، منها الفرعونية والقبطية والإسلامية واليونانية -الرومانية".
وأوضح نصير أن اختيار القطعة، التي سيجرى استنساخها يتم على أساس "القيمة الفنية والتاريخية للقطعة، وكذلك شهرتها محليا ودوليا".
وعلى جانبي المدخل المؤدي للمصنع، يوجد بعض النماذج الكبيرة من التماثيل الفرعونية، بينما يعمل داخل المصنع ما لا يقل عن 120 شخصا من المهندسين والمصممين والنحاتين والرسامين والنجارين والفنيين والعمال.
ويتكون المصنع من عدة أقسام متقابلة على جانبي الممر الرئيسي، منها التصميمات والطباعة، والنحت، والصب والاستنساخ، والتشطيب، والرسم والتلوين، والمشغولات المعدنية، والمشغولات الخشبية، والتطعيم، والتغليف والتعبئة.
وكان أحمد حسين رئيس قسم النحت، يعمل على نموذج للقناع الذهبي للملك المصري الشهير توت عنخ آمون.
وقال النحات المصري لوكالة أنباء ((شينخوا))، "هنا يولد نموذج القطعة الأثرية"، مضيفا أنه "يتم عمل النموذج بنسبة واحد إلى واحد، ونحن نحافظ على نفس الشكل، ونحاول الوصول إلى الروح الفرعونية التي تم بها عمل القطعة الأصلية".
وكان من ضمن منتجات قسم المشغولات الخشبية نماذج صغيرة من المراكب الشمسية والكراسي الفرعونية والمشغولات الخشبية ذات الطراز الإسلامي، بينما كانت هناك ماكينة كبيرة في آخر الغرفة الشاسعة تنتج نماذج خشبية متماثلة من أحد التمثال اليونانية - الرومانية.
وتم إنتاج نموذج من عربة توت عنخ آمون في قسم المشغولات الخشبية أيضا، لكنها توجد حاليا في قسم التطعيم من أجل ترصيع بعض أجزائها.
في الوقت ذاته، كان هناك نسخ متماثلة من تمثال الملكة نفرتيتي في قسم الرسم والتلوين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من النماذج لتماثيل ورموز وأشكال فرعونية مثل الجعران ومفتاح الحياة، أكبرها كان تمثال ماعت إلهة الوئام والعدل عند المصريين القدماء.
وقالت ريحانة رضا، وهي رسامة تبلغ من العمر (27 عاما)، إن "الرسم والتلوين هما المرحلة الأخيرة التي يمر بها التمثال، حيث يتم نحته أولا في قسم النحت، ثم يذهب إلى قسم الصب والاستنساخ، ثم يأتي إلينا للتلوين ووضع اللمسات النهائية".
وأشارت إلى أنهم يضعون الألوان التي تطابق ألوان القطعة الأصلية، وليست التي تبدو أكثر جاذبية.
وجاء معظم الفنانين العاملين في المصنع من المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة السياحة والآثار المصرية.
وبعد أن افتتح وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، المصنع، تم فتح أول منفذ لبيع منتجات المصنع داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة، وسوف يتم فتح منافذ أخرى في المتاحف والأماكن السياحية في مصر في المستقبل القريب.
ويتم ختم جميع النماذج الأثرية التي ينتجها المصنع من قبل المجلس الأعلى للآثار.
ولا يعد المصنع مجرد مشروع تجاري، حيث "يهدف إلى تقديم الصناعة المصرية للعالم، والمساهمة في حماية التراث الحضاري والثقافي المصري"، بحسب تصريح للعناني.








