دمشق تعتبر أن إدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية يهدف إلى "انتهاك السيادة السورية"
دمشق 25 يونيو 2021 (شينخوا) اعتبرت دمشق اليوم (الجمعة) أن موضوع إدخال المساعدات إلى البلاد عبر المعابر الحدودية يهدف إلى "انتهاك السيادة السورية"، وذلك في ظل دعوات إلى تجديد قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي بعبور المساعدات عبر الحدود، وتنتهي صلاحيته في 10 يوليو المقبل.
وقال معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان، في مؤتمر صحفي سوري روسي مشترك اليوم "إن موضوع إيصال المساعدات عبر الحدود (المعابر) يأتي ضمن سياق استثمار الدول المعادية بالموضوع الإنساني".
وتابع سوسان أن هذا الموضوع "يهدف إلى انتهاك السيادة السورية وتوفير مختلف وسائل الدعم للمجموعات الإرهابية، وهنا تظهر خطورة هذا الموضوع لجهة عدم إمكانية ضبط المواد التي يتم إدخالها".
ومنذ يوليو 2014، يتم نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عن طريق أربعة معابر حدودية بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي يتم مراجعته وتجديده سنويا في سبيل المحافظة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وفي عامي 2019 و2020، تم إغلاق ثلاثة من المعابر الأربعة، وبات معبر باب الهوى هو المعبر الوحيد الباقي لعبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا بموجب قرار مجلس الأمن رقم (2533).
وفي العاشر من يوليو المقبل، سيخضع القرار للتصويت مجددًا، وسط مخاوف من إغلاق المعبر الأخير.
واعتبر سوسان "أن المشكلة الإنسانية المتمثلة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية، التي تتحدث عنها الجهات المعادية لسوريا هي موضوع مختلق وزائف".
وأوضح "أن المساعدات، التي تدخل عبر المعابر أقل من 5 بالمائة من إجمالي الاحتياجات المقدمة، وهي في النتيجة تصل للمجموعات الإرهابية لتتحول هذه المساعدات من أداة لتخفيف معاناة الناس إلى دعم الإرهاب وتمويله".
ومضى قائلا إنه "في مواجهة هذه السياسات الغربية المعادية لسوريا تم إغلاق ثلاثة معابر كانت تدخل المساعدات عبرها (..) وبقي معبر باب الهوى، الذي نعمل الآن مع الأصدقاء على إغلاقه، الأمر الذي يفسر الحملة المسعورة للإدارة الأمريكية وأدواتها وفي مقدمتهم النظام التركي للإبقاء على هذا المعبر".
وشدد معاون وزير الخارجية السوري على أن "سوريا ملتزمة بإيصال المساعدات إلى مستحقيها على كامل أراضيها دون تمييز، ومستمرة في التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في هذا الشأن على أن يتم إيصال المساعدات من دمشق بموافقة الحكومة السورية (..) وأن يتم التوزيع من داخل سوريا، بمشاركة وإشراف الهلال الأحمر العربي السوري، ما يضمن عدم وصول هذه المساعدات للمجموعات الإرهابية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد دعا الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى التوصل إلى اتفاق لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في سوريا لعام آخر قبل انتهاء تفويضها في 10 يوليو.
وقال غوتيريش، "أناشد أعضاء المجلس بقوة للتوصل إلى إجماع بشأن السماح بعمليات عبر الحدود كقناة حيوية للدعم لعام آخر".
كما دعت منظمة أطباء بلا حدود، مجلس الأمن إلى تجديد قراره القاضي بعبور المساعدات عبر الحدود، محذرة من أن أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا، أكثر من نصفهم من النازحين، سيواجهون خطر خسارة المساعدات الإنسانية والطبية التي تشتد الحاجة إليها في حال لم يُجدد القرار.
وتصر الحكومة السورية على إدخال المساعدات الإنسانية إلى أراضيها عبر التنسيق معها وليس عبر المعابر في الشمال السوري، التي مازالت خارج السيطرة.