تحقيق إخباري : امرأة سورية تحقق حلمها بفتح مطعم نباتي وتعمل على نشر ثقافة الطعام النباتي
سوريا ـ السويداء 10 يوليو 2021 (شينخوا) بكل شغف وجد تعمل المرأة السورية أحلام سراي الدين (54 عاما) على صنع طعام بناتي لذيذ لشريحة واسعة من الناس تحولت من الطعام الذي يحتوي على المنتجات الحيوانية إلى الطعام النباتي ، لنشر ثقافة هذا الطعام النباتي الذي أخذ بالاتساع يوما بعد آخر .
وتقضي أحلام التي تكنى بأم جلال ، معظم وقتها في مطعمها الكائن في محافظة السويداء (جنوب سوريا ) تبتكر أصناف جديدة من الطعام النباتي لتكون بديلة عن الطعام الذي يحتوي على اللحوم والمنتجات الحيوانية ، وتقدم لزبائنها من النباتيين طعاما شهيا يلبي رغباتهم .
ولم تكن أم جلال ، التي وضعت على رأسها قبعة من القماش وفي يديها قفازين من النايلون الشفاف داخل مطبخها وتستعد لطهي الطعام ، في السابق نباتية ، وإنما تحولت مع الوقت إلى الطعام النباتي لوجود ولديها اللذين يتناولان الطعام النباتي منذ الولادة ، واكتشفت فيما بعد أهمية هذا الطعام وانعكاسه على سلوكيات الفرد فيما بعد .
وقالت أم جلال ، وهي شيف مطعم نباتي لوكالة ((شينخوا)) " أنا لم أكن نباتية ، وكنت أعشق الأكل الذي يحتوي على اللحم بشدة " ، مستدركة قائلة " ولكن في منزلي كان عندي أولادي الاثنين نباتيين وهذا الطعام انعكس على تصرفاتهما وطبيعتهما ونظرتهما للأمور وهذا الشيء كان يعجبني ومع مرور الوقت بدأت أشعر بأنني بدأت أرفض الطعام الذي يحتوي على اللحم" .
وأضافت توصلت إلى قناعة نابعة من داخلي بأنني يجب أن أتوقف عن أكل اللحوم لأسباب إنسانية بالدرجة الأولى واقتنعت بأنني أستطيع أن أكل أي طعام ويكون شهي ولذيذ دون أن يحتوي على اللحم .
وبينت أم جلال أنها سيدة ماهرة في طهي الطعام وتملك خبرة كبيرة في اعداد الطعام ، فسعت إلى توظيف تلك الخبرة والمهارة في صنع الطعام النباتي .
وقالت " أنا من الناس الذين يعشفون المطبخ والطبخ وأحب الأكل اللذيذ المتقن ، وخبرتي في المطبخ واتقان الطعام وظفتها في طهي الطعام النباتي عندما تحولت إلى الطعام النباتي وبات لازما علي أن استمتع بهذا الطعام وبنكهته اللذيذة وبالتالي وضعت كل خبرتي وجهدي في صناعة الطعام النباتي وأن يخرج هذا الطعام بنهكة مميزة والناس تحبه " .
وأضافت " بدأت أفكر في إيجاد بدائل لهذه اللحوم الحيوانية عن طريق استخلاص ذلك من النبات والبدائل كانت موجودة بين ايدنا ومتوفرة وهي لحمة فول الصويا ، وهي مستوردة ولكن نحن استطعنا ان نستخلص من القمح أيضا البروتين الذي نستخدمه الأن ونصنع منه عدة أصناف من الطعام النباتي وبنكهات مختلفة " ، مشيرة إلى أن هذا الشيء لاقى استحسانا كبيرا لدى النباتيين .
وكانت أم جلال تحلم أن تفتتح مطعم للنباتيين ، وأن يتحقق هذا الحلم بعد سنة من العمل المتواصل في منزلها والعمل على نشر ثقافة هذا الطعام الصحي بين الناس دون إقناعهم قسرا بهذا الطعام .
وقالت " الحلم تحقق وأصبح حقيقة ، وهو افتتاح مطعم متخصص للنباتيين ، كحلم ورغبة وهواية في مجال الطبخ والآكل وبذات الوقت يحقق لي دخل مادي ".
وتابعت تقول " اشتغلت لمدة عام في منزلي أطبخ الطعام وأوزعه للناس شخصيا وأقوم بإيصاله عبر وسائط النقل المتوفرة " ، مؤكدة أن هذا العمل كان متعبا وفيه معاناة كبيرة .
وأشارت أم جلال إلى أن هذا التعب سرعان ما تحول إلى فرح عندما لمست بأن هذا الطعام لاقى استسحانا كبيرا لدى الزبائن الأمر الذي شجعها لفتح مطعم .
وقالت كان هناك معاناة كبيرة في إيصال هذا الطعام للناس .. وبعد عام ، وبعد انتشار الطعام عبر أرجاء المحافظة نال الاستحسان لدى الناس وهذا الأمر شجعني على فتح مطعم في المدينة وكانت خطوة موفقة ، حملتني مسؤولية كبيرة وعملنا على تطوير العمل ، وابتكرنا أصنافا جديدة من الطعام النباتي واتسعت شريحة الناس التي ترغب في الطعام النباتي والشيء اللافت أن الناس غير النباتيين أصبحوا يزورون المطعم ويتذوقون الطعام النباتي ويعجبون به ويستمتعون به أيضا .
وأضافت " الحلم كبر ، وكبرنا معه وبالتالي كبر المشروع وبقينا نعمل بجد واجتهاد على نشر ثقافة الطعام النباتي لدى الناس " .
وأكدت أم جلال أن حلمها يكمن في نشر ثقافة الطعام النباتي، مشيرة إلى أن " حلمي هو نشر ثقافة الطعام النباتي للناس واتقانه وتقديمه بشكل لذيذ للناس ، هذه هي رسالتي وكم شعرت بأننا مغيبون لما كنا نأكل الطعام الذي يحتوي على اللحوم الحيوانية" .
وأضافت " لم أحاول أن اقنع الناس بشكل قسري بالطعام النباتي ولكن أحاول أن أحثهم على تجربة الطعام النباتي وتذوقه وبعد ذلك هو يحكم عليه وبالنهاية هذه قناعات شخصية " .
وروت الشيف أم جلال أنها تمكنت من تقديم عدة أصناف من الطعام النباتي ، وأن النباتيين يستطيعون أن يتناولوا أي طعام ولكن من بدائل اللحم ، مبينة أن النباتيين شعروا بفرحة كبيرة عندما وجدوا بأن هناك مطعم يقدم لهم طعام صحي وآمن .
وقالت كم كانت سعادة النباتيين كبيرة عندما عرفوا بأن هناك مطعم يقدم لهم وجبات غذائية نباتية بأشكال وأصناف متعددة ، وأنهم صار بإمكانهم تناول الطعام وهم مطمئنون بأن الطعام المقدم لهم خال من أي منتج حيواني وصحي .
وأضافت " استطعنا أن نحقق لأصدقائنا النباتيين هذا الحلم والعديد من الناس انتقلوا من الطعام الذي يحتوي على اللحم إلى الأكل النباتي .
وأعربت أم جلال عن حزنها لتغييب هذا الطعام عن البرامج الثقافية في وسائل الإعلام المحلية ، وعدم التعريف به وبأهميته بالنسبة للناس ، قائلة " للأسف حتى الأن ما في برامج تحث الناس على التحول من الطعام الذي يحتوي على اللحم إلى الطعام النباتي الصحي الخالي من اللحم الحيواني " ، مؤكدة أن شريحة النباتيين باتت كبيرة وواسعة .
وأضافت " شعارنا في المطعم هو ، (ومن الغذاء ما احيا) "، وكررت قائلة " طموحي هو أن نشر ثقافة الطعام النباتي وتوعية الناس لتناول الطعام الصحي .. ومن يأكل بدون عنف سيشعر بسلام داخلي "، مؤكدة "نحن نحقق معادلة هامة أكل صحي وبأسعار معقولة وبمتناول الجميع ، وأي إنسان قادر أن يأكل أكثر من صنف دون يرهق جيبه ".
وبدروها قالت زين الأطرش ، وهي شابة من شريحة النباتيين ، التي جاءت لتناول وجبة طعام في مطعم أم جلال لوكالة أنباء ((شينخوا)) كنت أخرج مع رفاقي إلى المطعم ، وكنت اتردد كثيرا في اختيار ما أريد ، وكان علي دائما السؤال قبل الأكل عن محتوى الطعام ، وعندما فتح مطعم نباتي في السويداء شعرت بالفرح حيث إننا نأكل ونحن نشعر بالاطمئنان .







