مقالة خاصة: معابد فيلة تصبح أشهر معالم أسوان المصرية بعد أكبر حملة إنقاذ لليونسكو

2021-07-11 04:57:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

أسوان، مصر 10 يوليو 2021 (شينخوا) في رحلة قصيرة بالقارب عبر نهر النيل في مدينة أسوان السياحية بصعيد مصر، تلوح جزيرة أجيلكيا محاطة بسور، يشبه أسوار القلاع، يحيط به بوابات فرعونية وأعمدة مصرية قديمة وعدد من المعابد تشكل جميعها مجمع معابد فيلة.

ما يثير الدهشة هو أن معابد فيلة لا تنتمي إلى مكانها الحالي، بل كانت مهددة بالغرق في مياه الفيضانات وتم إنقاذها ونقلها من جزيرة فيلة إلى جزيرة أجيلكيا الأكثر ارتفاعا، على بعد 500 متر، في حملة وصفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأنها أكبر حملة إنقاذ أثرية على الإطلاق.

واستمرت حملة اليونسكو الدولية لإنقاذ آثار النوبة من 1960 إلى 1980 وشملت مجمعات معابد أبو سمبل وفيلة في أسوان وغيرها في السودان.

وطالت المياه بعض المعابد بسبب بناء خزان أسوان المنخفض في أوائل القرن العشرين ثم بناء السد العالي في أسوان لاحقا في الستينيات.

وقال عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن عملية تفكيك ونقل وإعادة تجميع مجمع معابد فيلة استغرقت ثمان سنوات على الأقل، من عام 1972 إلى عام 1980، قبل إعادة فتحه للزوار في مارس 1981.

وأضاف سعيد، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "الأمر استغرق أكثر من خمس سنوات لتخزين القطع المفككة ومراجعة النقوش والرسومات عليها في منطقة الشلال بأسوان، على بعد ثلاثة كيلومترات من جزيرة فيلة، ثم بدأوا بنقل الكتل المفككة إلى الموقع الجديد، جزيرة أجيلكيا".

وتابع "إذا كان بناء هذه المعابد معجزة في العصر القديم، فأنا كأثري اعتبر أن نقل هذه المعابد بهذه الكيفية وبهذه التقنية هو أيضا معجزة".

ويتكون مجمع معابد فيلة من عدة معابد تدل على التنوع التاريخي، وتعود إلى العصور الفرعونية واليونانية - الرومانية والقبطية والعربية، مما أدى إلى تنوع العمارة والفن واختلاطهما بداخله.

ويضم معابد إيزيس وحورس المنقذ وإمحوتب وأرسنوفيس ومندوليس ونختنبو بالإضافة إلى الأعمدة الشرقية والغربية للفناء الرئيسي والردهة الداخلية المكونة من ثمانية أعمدة وبيت الولادة ومقياس النيل القديم وبوابة هادريان.

وقال عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس، "إن نقل معابد أبوسمبل ومعابد فيلة عبر اليونسكو كان مشروعا مهما للغاية لأنه أظهر للعالم أجمع أن آثار الحضارة المصرية لا تخص مصر وحدها بل العالم كله".

وأكد حواس لوكالة ((شينخوا)) أن هذا المشروع "يعتبر أهم المشاريع التي قامت بها اليونسكو، وفي الحقيقة أصبح اسم اليونسكو كبيرا جدا نتيجة حملتها للحفاظ على آثار ومعابد أبو سمبل وفيلة".

من جانبه وصف مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشروع الإنقاذ الدولي لليونسكو الذي شارك فيه العديد من الدول المانحة بأنه "دليل على قيمة وعظمة التراث والآثار المصرية".

وأصبح مجمع معابد فيلة هو الخيار الأول للسياح المحليين والأجانب الذين يزورون مدينة أسوان ذات الطابع النوبي.

وقال السائح اللبناني بيوتر نعمة داخل أحد معابد فيلة، "لم أر من قبل شيئا بهذه الروعة، فهو شيء كبير وعظيم والتفاصيل والنقوش على الجدران لا توصف" ، مضيفا أنه لم يكن ليصدق أن هذه المعابد تم نقلها إلى مكانها الحالي إنه لم يكن يعرف.

أما أليس كانتيريان، وهي سيدة ألمانية، فقالت إنها تعتقد أن مجمع معابد فيلة "ربما يكون الأجمل في مصر"، وذلك بعد زيارتها لأشهر المعابد في الأقصر وأسوان.

وأوضحت السائحة الألمانية، وهي داخل أحد معابد فيلة، "إنني أحب معابد فيلة لأنها تم حفظها بشكل جيد، والأسقف مرتفعة للغاية، مما تعطيك شعورا بالطريقة التي كان يعيش بها الناس في العصور القديمة".

   1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 >   >>|

الصور

010020070790000000000000011100001310054168