مقالة خاصة: بالتعاون مع الصين .. مساع مصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير لقاح "كوفيد-19"
القاهرة 14 يوليو 2021 (شينخوا) احتفلت مصر قبل أيام بالإنتاج المحلي لأول مليون جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني المضاد لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، سعيا لتلبية الطلب المحلي ثم التصدير إلى دول أخرى في المنطقة.
ووقعت الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية اتفاقيتين في أبريل الماضي لتصنيع لقاح (سينوفاك) المضاد لـ(كوفيد-19) في مصر.
وتمكن الاتفاقية الأولى الجانب المصري من الحصول على الخبرة والمساعدة الفنية لإنتاج اللقاح، بينما تمنح الاتفاقية الثانية فاكسيرا ترخيص تصنيع وتعبئة اللقاح في مصنعها.
وقال محمد عيد، مدير مستشفى العباسية للصدر في القاهرة، إن تصنيع لقاح "سينوفاك" الصيني في مصانع فاكسيرا يجعل مصر أول دولة عربية وأفريقية تنتج لقاحات مرض فيروس كورونا.
وأضاف عيد لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن إنتاج اللقاح محليا سيكون له أثرا كبيرا في السيطرة على الوباء، ليس فقط في مصر ولكن أيضا في الدول العربية والأفريقية.
ونوه بأن هذه الخطوة ستمكن مصر من تحقيق نجاحات كبيرة في السيطرة على انتشار الفيروس، مؤكدا أن مصر مؤهلة للغاية لإنتاج اللقاحات لأنها تمتلك خبرة علمية وعملية كبيرة.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الفوائد الصحية والتكنولوجية، ستحقق مصر أيضًا مكاسب اقتصادية من توفير اللقاح لدول المنطقة.
وأكد أن موافقة الصين على إنتاج لقاح "سينوفاك" في مصر تثبت ثقة الصين في قدرات مصر العلمية والتكنولوجية والصناعية، مشيرا إلى أن "هذا يعني أيضا أن الصين ومصر حريصتان على تعزيز تعاونهما المتبادل من أجل مصلحة الشعبين".
وتسعى مصر لتوسيع طاقتها الإنتاجية من اللقاح الصيني في الفترة المقبلة، حيث قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي للصحفيين الأسبوع الماضي إن حكومته تجري محادثات مع الجانب الصيني لمضاعفة إمدادات المواد الخام المستخدمة في تصنيع اللقاح وذلك من أجل انتاج 600 ألف جرعة في اليوم.
وأشادت منظمة الصحة العالمية الأسبوع المنصرم بالتعاون بين مصر والصين في إنتاج لقاح "سينوفاك" الصيني في مصر.
وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن التعاون بين مصر والصين نموذج ناجح للتعاون الدولي ونقل الخبرات العالمية.
وأشارت القصير إلى أن التعاون بين مصر والصين يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، ومنها الهدف 8.3 المعني بإتاحة الأدوية واللقاحات المضمونة الجودة والآمنة والفعالة والميسورة التكلفة لتحقيق التغطية الشاملة وتسريع إنهاء الجائحة.
وثمنت المنظمة الدولية خطة مصر لتطعيم 40 في المائة من المواطنين والمقيمين بنهاية هذا العام، والتي تتسق مع دعوة المنظمة للبلدان لتطعيم 40 بالمائة على الأقل في كل بلد بنهاية العام 2021.
كما رحبت بخطة مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات لتصبح مركزا لتصدير اللقاحات في أفريقيا.
ويزور القاهرة حاليا الدكتور ميشيل سيديبيه مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص بوكالة الدواء الأفريقي (AMA)، للوقوف على إمكانيات وقدرات مصر العلمية والتكنولوجية في مجال تصنيع الدواء.
وأكد سيديبيه، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد، أهمية الدور المحوري لمصر كأكبر دول القارة الأفريقية في تصنيع الأدوية واللقاحات، مؤكدا أهمية تضافر جهود الدول الأفريقية المختلفة في توطين صناعة الدواء.
وقال إن انضمام مصر لوكالة الدواء الإفريقية، سيعود بفوائد كبيرة على الدول الإفريقية، لافتا إلى أن الوكالة الأفريقية ستكون صرحا كبيرا في القارة تسعى لتحقيق الاكتفاء من الأدوية واللقاحات في أفريقيا ونقل تكنولوجيا التصنيع بين الدول.
وأشار المسئول الأفريقي إلى أن صناعة الدواء في العالم تمثل 1400 مليار دولار سنويا، بينما تمثل هذه الصناعة في أفريقيا 0.7 بالمائة من حجم السوق العالمي.
ولفت إلى أن الدول التي لم تتمكن من توفير اللقاحات لن يكون لديها القدرة على حماية شعوبها، لافتا إلى تطعيم 15 مليون شخص ضد مرض فيروس كورونا من أصل 1.3 مليار نسمة يمثلون إجمالي سكان القارة.
وحتى الآن، حصلت 52 دولة أفريقية على أكثر من 70 مليون جرعة من لقاحات (كوفيد-19)، بحسب المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقالت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي هيئة تتبع الاتحاد الإفريقي، إن حوالي 1.19 في المائة من سكان إفريقيا قد تم تطعيمهم بالكامل.
وأضافت أن خمس دول افريقية، وهي المغرب ومصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا والجزائر، حصلت على معظم جرعات لقاحات (كوفيد - 19).
وبحسب المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن إجمالي إصابات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) المؤكدة في إفريقيا، وصل حتى بعد ظهر اليوم (الأربعاء) إلى 6027574.
وسجلت جنوب إفريقيا والمغرب وتونس وإثيوبيا ومصر، أكبر عدد من حالات الإصابة عبر القارة، بحسب الهيئة.
