تعليق شينخوا: مصداقية واشنطن ضرورية لإجراء محادثات هادفة مع بكين

2021-07-25 15:08:57|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 25 يوليو 2021 (شينخوا) تتوجه نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، إلى الصين في زيارة ليومين، تبدأ اليوم (الأحد)، ومن المقرر أن تلتقي خلالها بكبار الدبلوماسيين الصينيين في مدينة تيانجين الساحلية الصينية.

بالنسبة للعلاقة المتوترة التي تحمل أهمية عالمية واسعة النطاق، فإن الحوار مرحب به تماما، ومن المتوقع أن يحقق تقدما ملموسا.

ولجعل المحادثات بين الجانبين مثمرة، من الضروري أن يظهر الجانب الأمريكي المصداقية ويعمل مع الصين لوضع مجموعة من الحوافز من أجل تنمية طويلة الأمد لما يعتبره كثيرون أهم علاقة ثنائية في العالم.

وذلك يبدأ بتخلي واشنطن عن أعمالها العدائية التي تتدخل بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين وتضر بمصالح الصين.

من المؤسف أن نرى أن الإدارة الأمريكية الحالية تبدو وكأنها لا تزال تستمد قوتها من سياسة الصين الخاصة بالبيت الأبيض السابق الخاطئ.

وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، واصلت واشنطن التشهير بالصين بشأن قضايا مثل تتبع منشأ كوفيد-19، وحقوق الإنسان، والأمن الإلكتروني، وتسعى إلى تشكيل تحالف مناهض للصين مع حلفائها. نتيجة لذلك، تواجه العلاقات الصينية - الولايات المتحدة، وضعا صعبا غير مسبوق.

إن موقف بكين من القضايا المتعلقة بسيادة الصين ووحدة أراضيها ظل واضحا وثابتا، وهو: لا مجال للمساومة.

وإذا استمرت واشنطن في هذه التحركات المثيرة للجدل ضد الصين، بينما تتوقع محادثات هادفة مع بكين، فلا بد أنها تحلم أحلام اليقظة.

ينبغي على الولايات المتحدة أيضا أن تتخلى عن موقفها المتعالي، وأن تتعود معاملة الصين والبلدان الأخرى على قدم المساواة مع الاحترام اللازم.

قبل زيارة شيرمان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة ستواصل التعامل مع الصين من "موقع قوة".

هذا الخطاب المتعجرف والمتنمر يكشف عن مدى استبداد واشنطن. في الواقع، تُظهر الأنا المتهالكة لواشنطن، أن العديد من القادة السياسيين في البلاد ما زالوا يفكرون بمصطلحات الحرب الباردة.

ولكن، في عالم اليوم، لا يحق لأي بلد، حتى لو كان الولايات المتحدة، السيطرة على شؤون العالم، والتحكم في مصير الآخرين، أو الاحتفاظ بمزايا التنمية كلها لنفسه.

وكما هو الحال دائما، فالصين ترحب بالتبادلات مع الولايات المتحدة، لكن هذا لا يعني أن لواشنطن الحق في إلقاء محاضرة على الصين أو إجبار بكين على التنازل عن حقوقها المشروعة في التنمية.

والأهم من ذلك، ينبغي على القادة في واشنطن أن يدركوا تماما أن العلاقة الصحية والمستقرة بين أكبر اقتصادين في العالم، لن تخدم مصالح الصين فقط، بل الولايات المتحدة، والمجتمع العالمي الأوسع.

التعاون المناخي هو أحد الأمثلة. ولا يمكن تصور المستقبل بدون توحيد الصين والولايات المتحدة لجهودهما لتخفيف آثار تغير المناخ المتدهور. ولكن، إذا استمرت واشنطن بالاعتقاد بأنه يمكنها أن تحظى بتعاون بكين في مواجهة التحديات الهائلة، بينما تمارس في الوقت نفسه الضغط على الصين، فهذا خطأ فادح.

وعلى ضوء التوترات المتصاعدة التي تعكر صفو العلاقات الصينية - الأمريكية، من الصحيح الاعتقاد بأنه من المستحيل تسوية كافة المشاكل دفعة واحدة. ولكن من المهم للجانبين مواصلة الاتصالات الصريحة والمثمرة، مثل الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى الذي جرى في أنكوريج، في ألاسكا، في مارس.

إذا تمكنت شيرمان وفريقها هذه المرة من التواصل مع نظرائهم الصينيين ليس من موقع قوة كما يحلو لهم، بل بصدق واحترام وحسن نية، فإن اللقاء في تيانجين يمكن أن يكون بناء، وقد يؤدي إلى مزيد من المحادثات بين الجانبين. وعلى واشنطن أن تتخذ القرار الصحيح.

الصور

010020070790000000000000011101451310084403