اليونسكو توافق على إدراج مدينة السلط الأردنية على قائمة التراث العالمي

عمان 27 يوليو 2021 (شينخوا) وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خلال دورتها الـ44 المنعقدة في الصين افتراضيا، على إدراج مدينة السلط "مدينة التسامح والضيافة الحضارية" وسط الأردن على قائمة التراث العالمي، بحسب بيان لوزارة السياحة والآثار الأردنية.

وقال وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، خلال مشاركته في اجتماعات اللجنة افتراضيا اليوم (الثلاثاء) "إن مدينة السلط من بين الأولويات العليا للمملكة لأهميتها في إظهار خصائص التسامح والعيش المشترك والرعاية الاجتماعية بين سكانها".

وأضاف الفايز أن التكافل الاجتماعي بين الأسر في مدينة السلط وزوارها، وعدم وجود أحياء منفصلة على أساس ديني هو من الميزات الواضحة للمدينة، مؤكدا أن إدراج السلط على قائمة التراث العالمي سيدعم ثقافة التراث والتسامح والوئام بين الأديان.

وتابع "أن العمارة المتميزة لمدينة السلط تبين التبادلات الثقافية، التي أسفرت عن مزيج فريد من الأنماط المعمارية عالية المستوى".

وقدم الأردن ملف ترشيح السلط لإدراجها على قائمة التراث العالمي لأول مرة عام 1995، ثم في عام 2017، وأخيرا عام 2021، بحسب الوزير الأردني.

وفي السياق، قالت مديرة وحدة إدارة وسط مدينة السلط القديمة عضو فريق عمل إعداد ملف ترشيح السلط على قائمة التراث العالمي لينا ابو سليم، إن الملف جهزه فريق عمل محلي بإشراف اللجنة الملكية لتطوير وسط مدينة السلط.

وأضافت أن الرؤية الفنية للملف ارتكزت على التراث المعماري المتميز لمدينة السلط، بالإضافة إلى تقديم المدينة كنموذج للتعايش والتآخي وإظهاره للعالم كقيمة استثنائية عالمية في كيفية احترام وقبول الآخر.

وبإدراج مدينة السلط، يصل عدد المواقع الأردنية الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي إلى ستة مواقع، ما يعزز من مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، بحسب مدير دائرة الآثار العامة بالوكالة هشام العبادي.

والمواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي في الأردن، بجانب مدينة السلط، هي البترا، وقصير عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس.

وقال العبادي إن الدائرة تسعى في الفترة المقبلة إلى ترشيح عدد من المواقع الأثرية الأخرى وتقديم ملفاتها إلى لجنة التراث العالمي باليونسكو.

وتقع مدينة السلط مركز محافظة البلقاء في وسط المملكة الأردنية، وتبعد بنحو 30 كيلومترا شمال غربي العاصمة عمان، ويبلغ عدد سكانها حوالي 154 ألف نسمة.

وتقع المدينة الأثرية على الطريق الرئيسي القديم المؤدي من عمّان إلى القدس، وتعود آثارها إلى العصرين الروماني والبيزنطي قبل الميلاد.

وتشكل السلط شاهدا لا مثيل لها على التراث العمراني، إذ تحوي أكثر من 700 مبنى تراثي يصل عمر بعضها إلى 400 عام، ويتراوح عمر البعض الآخر بين 100 و200 عام، وتتميز بطبيعتها الجبلية.

وكانت السلط حتى بدايات القرن العشرين أهم مدن إمارة شرق الأردن، وبلدية السلط تعد بجانب بلدية عجلون في شمال البلاد، إحدى أقدم بلديات المملكة.