تحقيق إخباري : زيادة ساعات تقنين الكهرباء تتسبب بمعاناة السوريين في موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد
دمشق 3 أغسطس 2021 (شينخوا) أدت زيادة ساعات تقنين التيار الكهربائي في معظم المحافظات السورية بسبب تعطل بعض محطات توليد الكهرباء وخروجها من الخدمة ، إلى معاناة السوريين خاصة في الأيام التي تتعرض فيها البلاد لطقس حار ورطب، وعاش خلاله السوريون أوقاتا صعبة داخل منازلهم دون كهرباء وتكييف يخفف عنهم الحر الشديد .
وبات انقطاع التيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين الشغل الشاغل للسوريين ، وحديثهم الرئيسي ، وكل شخص يسأل الآخر كيف وضع الكهرباء عندكم حتى نأتي لزيارتكم والاستمتاع بالتيار الكهربائي، وذلك على سبيل الداعبة .
وخرجت محطتا "تشرين" و"دير علي" من الخدمة نتيجة عطل طارئ في خطوط الضغط العالي التي تربط بين المنطقتين الشمالية والجنوبية.
وتسبب ذلك بانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الجنوبية، حيث ازدادت ساعات التقنين ، لتصل إلى أكثر من 5 ساعات من القطع، مقابل ساعة وصل للتيار في معظم المحافظات.
وهذا التقنين الطويل في ساعات القطع يسبب عدة أزمات أخرى منها عدم وصول المياه إلى المنازل بشكل منتظم وكافي وامتلاء الخزانات بالمياه بالكمية اللازمة الأمر الذي يسبب أزمة أخرى أشد .
وقالت السيدة بارعة (49 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق أسكن في منطقة المزة غرب دمشق في شقة بالطابق السادس ، وعند انقطاع التيار الكهربائي تزداد معاناتنا لأن المصعد سيتعطل وعلينا أن نتسلق الدرج للوصول إلى المنزل ، عدا عن الحرارة المرتفعة التي تتخزن ضمن المنزل بسبب أشعة الشمس ، مؤكدة أن البيت يصبح كالفرن لا يطاق .
وأشارت إلى أن الأولاد يدخلون إلى الحمام بين الحين والأخر لترطيب أجسامهم بالمياه كي يشعروا بقليل من الانتعاش ، لافتة إلى أن المياه لم تصل إلى خزان بيتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي خلال الفترة التي يجب أن يأتي فيها دورهم .
وبينت بارعة أنه في المساء ستخرج مع أولادها إلى الحديقة العامة لقضاء بعض الوقت والتمتع بنسمات الهواء ريثما تبرد جدران المنزل التي تعرضت لأشعة الشمس خلال ساعات النهار .
وبدروه عبر أبو شامل عن استيائه من هذا التقنين الجائر الذي يفرض على السوريين من قبل الحكومة ، مطالبا الحكومة السورية بضرورة تأمين التيار الكهربائي في هذه الأيام التي تتعرض فيها البلاد لموجة حر شديدة .
وقال أبو شامل وهو يلف منشفة مبللة بالمياه على رأسه ليشعر بقليل من البرودة " لم نر الكهرباء منذ خمس ساعات والجلوس بالمنزل غير مجد بغياب التيار الكهربائي " ، مؤكدا أنه نزل ليجلس مع جاره الذي يملك محل بقالة في أسفل عمارته كي يمضي بعض الوقت معه ريثما يأتي التيار الكهربائي وينعم بقليل من التكييف في منزله .
وبدوره قال يامن وهو صاحب محل لغسيل وكي الثياب في مدينة جرمانا " عندي عمل كثير وزيادة ساعات التقنين انعكست سلبا على عملي وبالتالي تأخير تسليم الطلبات للزبائن في موعدها " ، مؤكدا أن الأمر دفعه لترك العمل والبحث عن عمل جديد لا يحتاج إلى كهرباء .
ودعا الشاب يامن المسؤولين لإيجاد حل لهذه الأزمة التي تتفاقم يوما بعد آخر، مبينا أن الكهرباء باتت أساسية في حياة الشعوب ، ويجب إيجاد بدائل للطاقة .
والجانب الرسمي السوري أكد ان حل مشكلة الكهرباء والتقنين تحتاج إلى وقت ، مبينا أن الحكومة تعمل على إعادة تأهيل كافة محطات توليد الكهرباء وتأمين الوقود اللازم لتشغيلها .
وأكد المهندس غسان الزامل وزير الكهرباء السوري في تصريح لصحيفة ((الوطن)) السورية المقربة من الحكومة اليوم (الثلاثاء) أن حل مشكلة الكهرباء بشكل كامل وضع على الطريق الصحيح لكن المسألة تحتاج إلى وقت فقط، لافتا إلى أنه سوف يتم إعادة تأهيل كافة محطات التوليد في سوريا وأنه تم تأمين قيمة العقود الخاصة بتأهيل بعض المحطات رغم أنها أرقام كبيرة.
وكشف الزامل أن العجز الكبير الذي شهدته دمشق والمنطقة الجنوبية يوم أمس (الاثنين) كان مرده لخروج التوربينات البخارية في محطة تشرين من الخدمة، إضافة إلى خروج محطة دير علي عن الخدمة أيضاً.
وذكر الزامل أن الورش استطاعت إعادة محطة تشرين للعمل، إضافة إلى إعادة محطة دير علي للعمل بشكل شبه كامل، على أن يعود التوليد إلى وضعه السابق خلال الساعات القادمة.
وبيّن أنه سيتم الانتهاء قريباً من صيانة بعض المحطات وإعادتها إلى الخدمة كما أنه يتم التعاقد مع شركات لإعادة تأهيل محطات أخرى مثل محطة تشرين الحرارية، لافتاً إلى أن المجموعة الثانية من محطة الزارة سوف توضع في الخدمة خلال الشهر القادم باستطاعة 200 ميغاواط كما أنه سوف تتم إعادة إقلاع محطة الرستين في اللاذقية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
وأضاف الوزير السوري كما أنه سيتم وضع التوربينة الخامسة بمحطة حلب الحرارية (شمال سوريا ) في شهر أكتوبر القادم باستطاعة 200 ميغا واط ، مؤكداً أن هناك الكثير من المفاوضات على إنشاء محطات ريحية وشمسية ومختلف أنواع الطاقات البديلة.
وفيما يتعلق بمحطة تشرين الحرارية كشف الزامل أن عقد إعادة تأهيلها رسا على إحدى الشركات الروسية التي ستتولى جلب القطع البديلة من الشركة الأم التي تصنعها إلا أن تأمين القطع يحتاج إلى وقت من الممكن أن يستغرق عدة أشهر باعتبار أنها غير متوفرة في السوق ويتم تصنيعها حسب الطلب لأنها مواد غير قابلة للتخزين، لافتاً إلى أن مدة تأهيل المحطة بعد توفر القطع سيستغرق ما بين 50 إلى 60 يوماً.
وأكد أنه في حال توافرت حالياً كميات جيدة من الغاز فإن التقنين سيكون في أقل ما يمكن، مشيراً إلى أن هناك مجموعات توليد تعمل على الغاز متوقفة حالياً لعدم توافر الكميات التي تشغلها.
ويشار إلى أن قطاع الكهرباء في سوريا عانى خلال سنوات الحرب الماضية من تراجع كبير، خاصة بعد خروج بعض المحطات عن الخدمة، ما تسبب ببقاء بعض المناطق بلا كهرباء نهائيًا.
وتبرر الحكومة السورية الانقطاعات المتكررة ولساعات طويلة، بالنقص في الغاز اللازم توفره لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
وأصدرت وزارة الكهرباء السورية تقريرا عن حجم الضرر الذي أصاب المنظومة الكهربائية بعد عقد من الحرب، والذي قدره التقرير بـ 3000 مليار ليرة سورية " الدولار يساوي 2512 ليرة سورية " حسب البنك المركزي السوري .