تقرير إخباري: نقل مركب خوفو "أكبر وأقدم أثر عضوي في التاريخ" في موكب مهيب للمتحف المصري الكبير

2021-08-07 21:10:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 7 أغسطس 2021 (شينخوا) أنهت مصر اليوم (السبت)، عملية نقل "أكبر وأقدم أثر عضوي مصنوع من الخشب في التاريخ الإنساني"، وهو مركب الملك الفرعوني خوفو، الذي يعود إلى أكثر من 4600 عام، وذلك من موقعه بجوار الهرم الأكبر إلى المتحف المصري الكبير.

ويبلغ طول مركب الملك خوفو 42 مترا، ووزنه حوالي 20 طنا، واستمرت عملية النقل في موكب مهيب لمدة 48 ساعة، إلى أن استقبل المتحف المصري الكبير فجر اليوم المركب، بحسب وزارة السياحة والآثار.

وتم نقل المركب كقطعة واحدة داخل هيكل معدني، بعد أن جرى رفعها على متن عربة ذكية آلية التحكم عن بعد، تم استقدامها خصيصا لهذا الغرض من الخارج، ليستقر المركب في موقعه الجديد بمبنى متحف "مراكب خوفو" داخل المتحف المصري الكبير.

وقال اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، إن "عملية نقل مركب خوفو الأول تعد واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة"، مؤكدا أن فريق العمل لم يترك شيئا فيها للصدفة أو التجربة، لاسيما أن التخطيط والإعداد لعملية نقل هذا المركب امتد قرابة العام.

وأوضح أن "عملية نقل المركب تمت بدقة شديدة مع ضمان كافة سبل الحماية للمركب"، الذي تم نقله بواسطة عربة ذكية آلية التحكم عن بعد، تم استقدامها من الخارج.

وأضاف أن "هذه العربة لديها قدرة فائقة على التغلب على أي عوائق ممكن أن تواجهها في الطريق، وقدرة على المناورة في المنحنيات والملفات وامتصاص أية اهتزازات".

وأشار إلى أن العربة الذكية أثبتت قدرتها علي تنفيذ المهمة المكلفة بها لنقل المركب بنجاح أثناء تجارب المحاكاة العديدة، التي قامت خلالها بنفس الرحلة محملة بنفس أوزان وأبعاد وبروز المركب، مع تركيب أجهزة القياس الخاصة لاختبار أداء العربة، وثبات الهيكل المعدني، وميول الطريق، وذلك لضمان وصول المركب بأمان تام.

من جهته، أكد الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن عملية نقل مركب خوفو جاءت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وفقا لقانون حماية الآثار، للحفاظ علي المركب الذي كان معروضا في متحف باسمه، تم بناؤه في الموقع الذي اكتشف فيه في العام 1954، عند الضلع الجنوبي للهرم الأكبر بمنطقة أهرامات الجيزة.

وأرجع وزيري عملية النقل إلى أن هذا المتحف "ظل على مدار عقود يشوه المنظر الجمالي للهرم الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، كما أن وسائل العرض والحفاظ على المركب به لا تواكب أساليب وطرق العرض الحديثة والمتطورة، فكان لابد من نقله للحفاظ عليها للأجيال القادمة".

ووفقا لوزيري، فقد جرى في أغسطس العام 2020 غلق متحف مركب خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة، وبدأت أعمال تأهيل المركب لنقله لمبنى مراكب خوفو في المتحف المصري الكبير، الذي يتم تجهيزه حاليا بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للعرض المتحفي، بالاضافة إلى أجهزة الرصد والقياس الحديثة للحفاظ علي هذا الأثر العضوي المهم والفريد.

ولفت إلى أن الأعمال التحضيرية لعملية نقل المركب تمت على أيدي لجان هندسية أثرية رفيعة المستوى بالتعاون مع جهات علمية محلية ودولية.

بدوره، كشف الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير عن إجراء مسح راداري للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم بمنطقة أهرامات الجيزة حتى الطريق الأسفلتي في الجهة الشرقية، للتأكد من قدرتها على تحمل الأوزان والشدادات المعدنية التي تمت إقامتها لتأهيل المبنى والمركب للنقل، وذلك قبل عملية النقل.

كما قام فريق من مرممي مركز ترميم المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار بإجراء مسح بأشعة الليزر للمركب، لتوثيق أدق تفاصيله وتغليفه استعدادا للنقل، وبالتوازى مع ذلك تم تصميم وتصنيع الهيكل المعدني حول المركب، وإقامة شدادات وسقالات معدنية خارج وداخل المبنى لتدعيمه.

وأكد عباس أن عملية إخراج المركب من مقره القديم واجهت تعقيدات وتحديات كبيرة، تم التغلب عليها بواسطة لجنة مشكلة من إدارة المتحف والمجلس الأعلى للآثار واستشاريين ومهندسيين، حيث تم وضع خطة سريعة لتدعيم المركب والمبنى.

وقبل عملية النقل، قام فريق العمل من أثري ومرممي المتحف المصرى الكبير والمجلس الأعلي للأثار بتوثيق جميع الأعمال التى تمت داخل وخارج المركب من الفك والتغليف والتدعيم والتعقيم، ورصد جميع العلامات الموجودة على أخشاب المركب بواسطة المصرى القديم، وأرقام وترتيب القطع الخشبية، بحسب الدكتور عيسى زيدان المدير العام التنفيذي للترميم ونقل القطع الأثرية بالمتحف.

وأوضح زيدان، أنه تم تنظيف المركب تنظيفاً ميكانيكيا، وتعقيمه بالكامل خلال جميع مراحل العمل، وتقوية الأجزاء الضعيفة بجسمه وحقن وتدعيم بعض الشروخ، وتغليف بعض القطع التي تم فكها مثل المجاديف، باستخدام الأساليب العلمية المتبعة فى نقل وتغليف الآثار وتأمينها داخل الصناديق الخشبية التى تم إعدادها مسبقا خصيصا لذلك.

وأشار إلى أنه "تم عمل حواضن حول جسم المركب بالكامل، وربطها بإحكام داخل الهيكل المعدني، لضمان ثبات المركب داخله، لتفادى أية حركة أثناء عملية النقل، بالاضافة إلى تزويد المركب بأجهزة للقياس تم إعدادها لمراقبة البيئة المحيطة بها من درجة الحرارة والرطوبة وقياس الاهتزازات والصدمات أثناء عملية النقل".

والفرعون خوفو هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، وحكم البلاد في العام 2580 قبل الميلاد، لمدة 23 عاما.

يُعزى إلى خوفو بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة، وهو إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.

الصور

010020070790000000000000011101451310114422