واشنطن 21 يونيو 2015 (شينخوا) قال اقتصادي ألماني رائد إن الاقتصاد الصيني صحي ويتمتع بإمكانيات كبيرة لمزيد من التنمية.
وقال كارستن هيرمان بيلاث، أستاذ بحوث العلوم الاقتصادية التطورية بجامعة ويتن/هيرديك بألمانيا، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا))، إن الاقتصاد الصيني، من مفهوم الاقتصاد الكلي، ما زال صحيا للغاية إذا نظرنا إلى معدل النمو والتضخم ومدفوعات الميزانية.
وأوضح أن البنك المركزي الصيني لديه الكثير من الحرية لدعم النمو الاقتصادي على المدى القريب في ظل انخفاض معدل التضخم، مضيفا أن البنك قلل معدلات الفائدة ونسبة الاحتياطي "لذلك لديهم إدارة جيدة جدا للسياسة النقدية".
وفيما يتعلق بالنظام المالي للصين حيث يقول البعض إن مستوى الدين ربما يكون مشكلة، قال الخبير هيرمان -بيلاث " إنه أيضا في وضع صحي جدا بالمقارنة مع الاقتصادات الغربية واليابان".
وقال إنه إذا أخذنا اثنين من الأدوات القياسية للاقتصاد الكلي، ونقصد تحديدا السياسة النقدية والسياسة المالية، فإن" الحكومة الصينية ما زالت لديها الكثير من الوسائل لدعم النمو الاقتصادي".
وبشأن تباطؤ معدل النمو في الصين، أشار الخبير إلى أنه لا يري مبررات حقيقية للقلق، قائلا " لحد معين، هذا التباطؤ في النمو هو ما تريد الحكومة الصينية تحقيقه".
وأضاف أن الحكومة الصينية تريد تغيير نمط النمو الاقتصادي، ما يعني مزيدا من الابتكار على أساس زيادة الاستهلاك بدلا من الاستثمار.
وأشار هيرمان -بيلاث إلى أن الصين تريد الحفاظ على النمو عند مستوى أبطأ بينما تولي المزيد من الاهتمام بتحسين مستوي معيشة الشعب وتعزيز التوظيف.
وأردف الخبير أن الاستثمار الذي اعتادت عليه الصين كان عاليا جدا ولم يكن مستداما. لذا قررت الحكومة الصينية تقليل الاستثمارات وتعزيز الاستهلاك وجعل الاستهلاك المحرك للنمو،"هذه فكرة جيدا جدا ويجب أن تنجز".
وأعرب هيرمام- بيلاث عن اعتقاده بان الحضرنة ستصبح محركا للنمو الاقتصادي في الصين في الأعوام الـ20 القادمة، مشيرا إلى وجود الكثير من المناطق الريفية المتخلفة في الصين بحاجة إلى تطوير، وأن الصين لديها بنية تحتية قوية وتواصل الاستثمار فيها، وهو ما يعد شرطا مهما جدا لتنمية المناطق المتخلفة، وفقا لقوله.
وأضاف أن الصين لديها نسبة عالية جدا من المزارعين ، ما يعني أنه لا زالت توجد مساحة كبيرة للإصلاحات الهيكلية. " إذا نظرنا إلى التاريخ الاقتصادي، كان هذا محركا للنمو الاقتصادي"، موضحا أن الناس انتقل من القطاع الزراعي إلى الصناعة مع إنتاجية أعلى، من قطاع منخفض الإنتاجية إلى قطاع مرتفع الإنتاجية.
ورأي أن النقاش حول فخ الدخل المتوسط في الصين يعد أمرا مضللا بسبب التنوع في الصين. "انه لمن المضلل تماما تحليل الصين كوحدة واحدة كبيرة".
وقال إن بعض المقاطعات الصينية أكبر من دول أوروبية من حيث السكان، مضيفا أن بعض المقاطعات في الصين هي بالفعل تتجاوز فخ الدخل المتوسط في حين توجد مقاطعات أقل تطورا.
وأشار إلى الحاجة إلى عمالة مهرة لاستغلال فرص النمو، مقترحا على الحكومة الصينية بذل جهود لإعطاء دفعة لنظامها التعليمي.
