بكين 8 يناير 2015 (شينخوا) يعتبر الهجوم الدامي على صحيفة ساخرة في باريس يوم أمس مظهرا آخر من مظاهر التهديد الشديد الذي يشكله الإرهاب على العالم.
وقتل 12 شخصا في حين أصيب 11 آخرون في مذبحة شارلي إبدو وهو ما أصاب فرنسا بالحزن وأصاب العالم بالفزع.
ويبدو أن المذبحة الوحشية بمثابة انذار قوي أن الإرهاب والتطرف لا يزالان ينتشران ويشكلان تهديدا خطيرا على الإنسانية بأسرها.
وكل دولة معرضة لذلك. بيد أننا معا كمجتمع دولي يمكننا أن نفوز بالمعركة، وهي ليست معركة بالرجال والاسلحة فقط ولكنها في الاساس معركة قلوب وعقول.
ويجب على الدول كافة على هذا الكوكب أن توحد الجهود وتتكاتف ضد الإرهاب بكافة اشكاله وتشكل شراكة اوثق للقضاء على اعراضه واسبابه الجذرية.
ولا يوجد أي عذر سواء كان الدفاع عن دين أو الانتقام نتيجة الاستفزاز فلا عذر لقتل مدنيين أبرياء بدم بارد.
وتعتبر الخلافات العميقة بين القيم الغربية ومبادئ بعض الاديان والافتقار للاعتراف ببعضهم واحترامهم لبعضهم البعض هي السبب.
في حين يشير البعض إلى الخط الرفيع بين التهكم والاهانة والحقيقة ان تلك الرسوم الساخرة يمكن بسهولة ان تتحول إلى فتيل منفجر مرتبط ببرميل بودرة مليئ باستياء بين الشعوب من الثقافات المختلفة ولا سيما دينيا.
في الواقع أن تلك الخلافات حقيقية، بيد انها ليست ذريعة للعنف. ويمكن التخفيف من حدة ذلك وكذا التعامل معه بالحوار بطريقة سلمية.
ومن ناحية أخرى يشكل هذا حقيقة تحتاج التحلي بالاحترام والحكمة في الاتصالات الشعبية من أجل تخفيف الخلافات الثقافية وسوء الفهم وانعدام الثقة بين الاديان وهو ما يمكن ان يستغله الإرهابيون بسهولة.
ولا يمكن القضاء على الإرهاب بالحوار والاحترام على المدى القصير، بيد أنه على المدى البعيد يمكن أن يعززان التفاهم والثقة المشتركة ومن ثم القضاء على ارضه الخصبة.
هناك حاجة أيضا إلى الادراك أن الدين الذي يدافع عنه مهاجمو صحيفة ((شارلي إبدو)) ضحية. فمثل تلك المذابح الوحشية لا يمكن لاي دين ان يتسامح فيها وأن المجرمين ينتهكون فقط حرمة الشيء الذي يدافعون باسمه ايان كان.
ومن ثم فإنه من الضروري أن يمنع الإرهابين من استغلال أي فرصة لبث الكراهية في المجتمع وتقسيمه. فهم قد يتمكنون من الاضرار بالناس لكن لا ينبغي السماح لهم بخداع الناس.