بكين 19 يناير 2015 (شينخوا) من المتوقع أن ينقل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ رسالة واضحة بالثقة في الاقتصاد الصيني خلال الاجتماع السنوي لعام 2015 للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في مدينة دافوس السويسرية في وقت لاحق الأسبوع الحالي.
يغادر لي البلاد غدا (الثلاثاء) في الطريق إلى دافوس للانضمام إلى صناع القرار الاقتصادي من شتى أنحاء العالم في اجتماعهم السنوي الهام.
وعندما يلقي كلمته أمام الجلسة المكتملة يوم الأربعاء، ستتركز جميع الأنظار على الأفكار التي قد يطرحها حول الصحة في ثاني أكبر اقتصاد عالمي حيث لا زال الانتعاش الاقتصادي العالمي هشا.
وفي مواجهة تزايد تهديدات الإرهاب في أوروبا وتصاعد التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا واحتمال تكرار أزمة اليورو، يواجه الاقتصاد العالمي رياحا معاكسة قوية برغم انخفاض أسعار النفط.
وقام البنك الدولي بخفض توقعاته للاقتصاد العالمي الأسبوع الماضي، متوقعا أن تشهد الصين المزيد من الانخفاض في معدل النمو لديها من 7.4% في عام 2014 إلى 7.1% خلال العام الحالي وهو أدنى معدل نمو منذ أكثر من عقدين.
ويخشى أن ما كان من قبل محرك النمو في العالم بدأ يفقد قوته مما يفتح المجال لعودة ظهور تحذير "إنهيار الصين" الذي يبدو مألوفا لكن ثبت خطات مرارا.
وقال مصدر وثيق الصلة بالحكومة المركزية "من التوقع أن يؤكد رئيس مجلس الدولة مجددا على الثقة في الاقتصاد الصيني برغم التباطؤ حيث ظل الاقتصاد في نطاق مقبول وهو ما جاء نتيجة طبيعية لتعميق الإصلاحات"، وأضاف "هناك مخاطر بالانخفاض لكن الصين لديها مجالا سياسيا كافيا لاحتواء الوضع ولا يوجد داعي للتشاؤم".
وأضاف المصدر "سيقدم تقييما تفصيليا لاجراءات الإصلاح الجديدة التي تم تطبيقها في إطار التحول الاقتصادي للصين وسيرفض وجهات النظر المتشائمة حول الاقتصاد الصيني".
وتميز عام 2014 ببدء جولة جديدة من الإصلاحات الشاملة في الصين تميزت بتباطؤ خاضع لإدارة حذرة مقارنة بنمو فائق السرعة فيما سبق وتحول أساسي في نمط التنمية مع المزيد من التركيز على الكفاءة وجودة النمو.
وقال دينغ يي فان المفكر في المركز الصيني لأبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة "دخل الاقتصاد الصيني مرحلة العادي الجديد. والعالم بأكمله منتبه لتفسير رئيس مجلس الدولة الصيني حول النمو المستقبلي للبلاد".
وقال "منتدى دافوس هو المكان الملائم الذي يمكن لرئيس مجلس الدولة أن يؤكد فيه على الثقة في الاقتصاد الصيني".
وأضاف "نمو واستقرار الاقتصاد الصيني سيحقق المزيد من الثقة للعالم بأسره".
وقال دينغ إن العام الحالي سيشهد "انفجارا" للاصلاحات الاقتصادية في الصين وهي ستجعل الاقتصاد الصيني يتخذ مسار أكثر استدامة للتنمية.
وقال "سنشهد المزيد من إجراءات الإصلاح والمزيد من الانجازات".
وأعرب كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي عن تفاؤله بتوقعات الاقتصاد الصيني خلال مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)).
وقال شواب "حتى مع معدل نمو 7% وهو هدف الحكومة لعام 2015 من المرجح أن تظل الصين أكبر مساهم في النمو الاقتصادي العالمي. هذا أمر مبهر نظرا لمرور العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين ومن بينهم أوروبا وروسيا بفترة تعثر في النمو".
وحسبما أعلن صندوق النقد الدولي فإن مساهمة الصين في اجمالي الناتج المحلي العالمي الذي تمت إضافته مؤخرا بلغت 27.8% في عام 2014.
وصرح باحث بارز في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة "لم تكن الصين مجرد عامل استقرار للاقتصاد الدولي وانما أيضا محركا رئيسيا منذ الأزمة المالية العالمية".