صنعاء 11 فبراير 2015 (شينخوا) خرج اليمنيون اليوم (الأربعاء) في تظاهرات حاشدة مناهضة ومؤيدة للحوثيين بالعاصمة صنعاء ومدن أخرى في الذكرى الرابعة للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ففي صنعاء جابت تظاهرات حاشدة ضد الحوثيين بمشاركة قيادات سياسية ونشطاء شباب وطلاب جامعات شوارع عدة بالعاصمة صباح اليوم، حسب شهود عيان.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "لا للانقلاب الحوثي"، ورددوا هتافات تطالب بخروج المسلحين الحوثيين من العاصمة ومدن أخرى.
ورافق خروج التظاهرات تحليق طائرات مروحية في سماء العاصمة منذ الصباح.
وقال الشهود لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن المسلحين الحوثيين فرقوا التظاهرات في شوارع بغداد والزبيري وهائل والرباط والستين بالقرب من مقر الأمم المتحدة, وسط إطلاق الرصاص الحي واستخدام الأسلحة البيضاء".
وأكدوا "تعرض متظاهرين لإصابات بالأسلحة البيضاء، منهم القيادي في الحزب الناصري وفي قطاع طلاب جامعة صنعاء شهاب محرم، والناشط السياسي باسم الحكيم".
وكانت المنسقة العليا لثورة الشباب قد دعت اليمنيين إلى الخروج اليوم في تظاهرات ومسيرات سلمية حاشدة تحت شعار "الإطاحة بالانقلاب واستعادة الدولة"، في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في البلاد بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة.
وفي مدينة تعز جنوب صنعاء، خرج مئات الآلاف من اليمنيين صباحا في مسيرات مناهضة للحوثيين، حسب ما أفاد سكان محليون.
وقال هؤلاء إن التظاهرات جابت عدة شوارع رئيسية في تعز, ورفعت لافتات منددة "بانقلاب" الحوثيين, وتطالب باستمرار "ثورة 11 فبراير" حتى استعادة السلطة الشرعية.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "نرفض فرض سياسة الأمر الواقع بقوة السلاح", وأخرى تطالب باصطفاف اليمنيين لإنقاذ اليمن والجمهورية, بجانب لافتات تدين "انقلاب الحوثيين وتطالب بخروج المسلحين من العاصمة والمدن".
كما خرجت تظاهرات ومسيرات سلمية في مدن يمنية، منها اب والبيضاء والحديدة، تندد "بالإنقلاب الحوثي" وتطالب بخروج المليشيات المسلحة من العاصمة والمدن، ولإحياء الذكرى السنوية الرابعة للثورة.
وعصرا خرجت مسيرات حاشدة "لشباب ثورة 11 فبراير" منطلقة من أربع نقاط بالعاصمة صنعاء، هي مناطق عصر, ونقم، والحصبة وشارع 45.
وشارك بهذه التظاهرات "عشرات الآلاف من الشباب والنشطاء"، وتعرض ثلاثة شبان للاختطاف من قبل الحوثيين، حسب شهود عيان.
وهاجمت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 توكل كرمان، الحوثيين، ودعت اليمنيين إلى "موجة ثورية جديدة" تستمر حتى "يسقط الانقلاب والثورة المضادة".
وقالت كرمان وهي واحدة من رموز "ثورة فبراير 2011" في اليمن في كلمة نشرتها على صفحتها الرسمية على (فيسبوك) "إن الذكرى الرابعة للثورة تمر واليمن ليس على ما يرام بعد الانقلاب الميليشاوي الحوثي على إرادة اليمنيين، واحتلال عاصمتهم وإسقاط مؤسسات دولتهم السيادية (..) لفرض إرادة أحادية إشباعا لنزواتها في التفرد والتسلط، وتنفيذا لأجندات إقليمية".
وتابعت مخاطبة اليمنيين :"إن اليمن اليوم على مفترق طرق إما أن تغرق في الفوضى والحرب، أو أن تكسروا الخيارات العنيفة بإرادتكم الشعبية السلمية العظيمة التي عرفها العالم في الحادي عشر من فبراير الخالد".
ودعت "الثوار والأحرار في اليمن إلى أن يجعلوا من الذكرى الرابعة للثورة المجيدة ميلاد موجة ثورية جديدة لا تتوقف حتى يتحقق الحلم ويسقط الانقلاب والثورة المضادة (..) وحتى تقوم دولة كل اليمنيين الحديثة".
ورأى المحلل السياسي صدام أبو عاصم، "أن احتشاد الشباب في الساحات والميادين (..) دليل على أن الثورة مستمرة وباقية ومن يعترضها هو الخسران, وكما خسر بالأمس من بسط على ثورة الشباب بالاحتيال، اليوم سيخسرها من يحاول البسط عليها بقوة السلاح", في إشارة إلى الحوثيين.
بدوره، قال الكاتب والصحفي اليمني وليد البكس، "إن استعادة الثورة السلمية وإعادة توجيهها نحو الاتجاه الصحيح لازال ممكنا خاصة أن الشباب الغاضب لا تثنيه تهديدات الميليشيات أو أي جماعات مسلحة مهما تمسكت هذه الجماعات بخيارات السلاح".
وتأتي هذه التظاهرات المناهضة للحوثيين، رغم ما شهدته صنعاء اليوم من انتشار مكثف للمسلحين الحوثيين "أنصار الله", وإغلاق لعدة شوارع وسطها.
وقال شهود عيان ل((شينخوا)) في وقت سابق اليوم إن مسلحين حوثيين استحدثوا اليوم عشرات النقاط والحواجز في الشوارع الرئيسية والفرعية في العاصمة صنعاء منعا لخروج تظاهرات منددة بالجماعة الشيعية.
وأوضح هؤلاء أن المسلحين نشروا عربات مصفحة وأغلقوا جميع الشوارع الفرعية والرئيسية المؤدية إلى ساحة التغيير بصنعاء والتي انطلقت منها الثورة ضد نظام صالح.
وحسب هؤلاء، فإن المسلحين يقومون بعملية تفتيش دقيقة للمارة والمركبات.
كما جاءت التظاهرات المناهضة للحوثيين قبيل تظاهرات مؤيدة لهم انطلقت عصر اليوم لإحياء الذكرى الرابعة للثورة.
وجاب عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للحوثيين عددا من الشوارع الرئيسية في العاصمة، حيث توجهت تظاهرات للرجال إلى ساحة التغيير وميداني السبعين والتحرير، فيما توجهت مسيرات نسائية إلى شارع الستين الغربي، حسب وكالة الأنباء اليمنية ((سبأ)).
ورفع المتظاهرون أعلام اليمن، ولافتات تحيي "ثورتي 11 فبراير و21 سبتمبر (يوم سيطرة الحوثيين على صنعاء)"، وتؤيد الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الحوثيون، وترفض التدخل الأجنبي في الشأن اليمني.
والجمعة أصدر الحوثيون إعلانا دستوريا قضى بحل البرلمان وتشكيل مجلس وطني مكون من 551 عضوا ينبثق منه مجلس رئاسي مشكل من خمسة أعضاء وحكومة انتقالية، وذلك بعد فشل المفاوضات بين القوى السياسية التي يقودها المبعوث الأممي جمال بن عمر، في التوصل إلى حل ينهي الفراغ الدستوري في البلاد.
ويعيش اليمن فراغا في السلطة منذ استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة في 22 يناير الماضي بعد الفشل في تنفيذ اتفاق مع الحوثيين بعد أيام من سيطرتهم على قصر الرئاسة وفرض سلطة أمر واقع في البلاد.
وأعلن المتظاهرون في بيان عن تأييد الإعلان الدستوري لسد الفراغ في السلطة وتجنيب الوطن الانزلاق نحو الفوضى والعنف، مؤكدين الرفض المطلق لأي تدخل خارجي من قبل أيا كان في الشؤون الداخلية لليمن.
واعتبر البيان "أن الإعلان الدستوري يعد خطوة شعبية ثورية مباركة تراعي مصلحة اليمن العليا وتحافظ على استمرار دولة الجمهورية اليمنية".
وقال "إن الشعب اليمني في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخه يأبى الضيم، يأبى الذل، يأبى الانكسار، يأبى الهزيمة"، مطالبين "المجتمع الدولي والشعوب العربية والإسلامية أن يصغوا جيدا إلى صوت شعبنا اليمني وثورته المباركة".
وكانت اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي قد وجهت الثلاثاء دعوة "للاحتشاد الكبير" في الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير عصر الأربعاء في كل من ساحة التغيير وشارع الستين بالعاصمة صنعاء.
وفي ظل هذه التظاهرات، يقود المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية لإنهاء الفراغ الدستوري في البلاد وسط انسداد آفاق الوصول إلى حل جراء الخلافات العميقة واستمرار جماعة الحوثي "أنصار الله" في العمل باتجاه تثبيت الإعلان الدستوري.
وكان اليمن قد شهد في 11 فبراير 2011 في إطار الربيع العربي "ثورة شبابية" ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وتمكنت من الإطاحة به بعد اكثر من 30 عاما قضاها في السلطة.
وخلال تلك الثورة، انضم الحوثيون لساحات الاعتصام بعد أن كانوا مطاردين في أقصى الشمال من قبل السلطات على خلفية تمردهم على الدولة في 2004, وخوضهم ستة حروب حتى 2009 خلفت آلاف الضحايا من الجيش والأمن ومن الحوثيين والمدنيين.
وتمكنت جماعة الحوثي عقب ثورة فبراير من فرض وجودها سياسيا من خلال مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني , والعمل بالتوازي في السيطرة على المدن والمناطق في الشمال اليمني بقوة السلاح.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، وتمددوا منها إلى محافظات أخرى في البلاد.