شانغهاي 11 فبراير 2015 (شينخوا) من شأن مبادرات طريق الحرير التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ ان تساعد في تقوية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي, خلال هذا العام الموافق للذكرى الاربعين لاقامة علاقات بين الجانبين, حسبما يقول مراقبون.
وسيكون من الحماقة الاستراتيجية ان يهمل الاتحاد الاوروبي, أول شريك تجاري للصين, الفرص التي يقدمها مقترح شي, حسبما يقول ديفيد جوسيت من كلية الاعمال الدولية الصينية الاوروبية في شانغهاي.
وكتب في مقال حمل اسمه بعنوان "استراتيجية الصين الكبرى: طريق الحرير الجديد" يقول إنه قد مرت اربعة عقود على اقامة علاقات رسمية بين الصين والاتحاد الاوروبي, ومن الممكن ان يكون عام 2015 انطلاقة جديدة للعلاقات بين طرفي اوراسيا.
ويشير جوسيت الى ان المبادرات "سترسم ملامح عقد الصين المقبل وستعيد تشكيل وجه اوراسيا".
وتشير مبادرة الحزام والطريق الى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين من اجل تحسين التعاون مع دول آسيا والشرق الاوسط واوروبا. وتغطي الاستراتيجية دولا ومناطق يصل تعدادها السكاني الى 4.4 مليار نسمة واجمالي حجم اقتصادها الى 21 تريليون دولار بنسبة 63 و 29 بالمائة من الاجمالي العالمي على التوالي.
وتخطط الصين لاقامة مشروعات ضخمة لتحسين الترابط على طول تلك الطرق. وخلال قمة الابيك التي عقدت في بكين, اعلن شي عن إقامة صندوق طريق الحرير بقيمة 40 مليار دولار.
وسيتم افتتاح المزيد من الطرق السريعة والسكك الحديدية والطرق الجوية وستدمج المناطق الصينية مواردها وسياساتها وأسواقها لتتصل بالعالم الخارجي.
وتجري الصين حاليا مفاوضات حول إقامة سكك حديدية فائقة السرعة مع 28 دولة تقع أغلبها على طرق المبادرتين ويصل اجمالي طول هذه السكك المقرر اقامتها الى 5 الاف كيلومتر.
وبرعاية كاملة من الاتحاد الاوروبي ودول اخرى بأوراسيا, سيأخذ طريق الحرير الجديد 65 بالمائة من التعداد السكاني العالمي نحو مستوى غير مسبوق من الترابط والازدهار, حسبما قال جوسيت في مقاله.
ويقول باي مينغ الباحث بالاكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي الدولي إن اقامة طرق الحزام والطريق ستساعد على توسيع انفتاح الصين على الغرب وانفتاح الاتحاد الاوروبي على الشرق في معادلة حقيقية مربحة للجانبين.
ويضيف ان الاتحاد الاوروبي سيحصل على المزيد من فرص الاعمال للدول الآسيوية عبر المبادرات.
وتقول تشو دان من الغرفة التجارية للاتحاد الاوروبي في الصين إن مكاسب سياسة مبادرات الحزام والطريق ستثبت انها جاذبة بشكل خاص للدوائر في اوروبا نظرا للمشكلات التي يتعرض لها الاقتصاد الاوروبي.
وفي عام 2014، شهد الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 7.4 بالمائة, في أضعف توسع سنوي منذ 24 عاما, فسر الخبراء الاقتصاديون ذلك بأنه تحول من النمو فائق السرعة الى نمو من متوسط الى عالي يركز على الجودة والكفاءة.
ويأمل صانعو السياسات ان تعطي مبادرات الحزام والطريق, عبر التعاون الاعمق والاكبر مع العالم, دفعة طويلة الامد لاقتصاد البلاد.
والصين واوروبا يتكامل بعضهما للآخر في الهيكل الاقتصادي وهو ما يضع اساسا صلبا للتجارة والتعاون الثنائي, حسبما تقول تشو.
واختتمت بقولها إن البنية الاساسية الجديدة ستشجع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في الخارج في الوقت الذي ترحب فيه الشركات الاوروبية بالاستثمارات من الصين.