بكين 19 أبريل 2015 (شينخوا) من المقرر أن يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ غدا الاثنين أول زيارة له لباكستان منذ توليه منصبه في 2013.
وخلال الزيارة، سوف توقع الصين وباكستان على اتفاقيات تتعلق بعدد واسع من القضايا من الطاقة والبنية التحتية الى التعليم والثقافة، الأمر الذي سيضخ حافزا جديدا وقويا لتعميق الصداقة الصينية-الباكستانية والتعاون الشامل.
ويأتي على رأس أجندة شي إجراء محادثات حول المحور الاقتصادي الصيني-الباكستاني والمخطط أن يربط كاشغر في منطقة شينغجيانغ الويغورية الذاتية الحكم الصينية بميناء غوادر جنوب غربي باكستان.
-- وصلة حيوية للطاقة
ويقع ميناء غوادر المتميز بمياهه الدافئة وعمقه في البحر في فم الخليج بمقاطعة بلوشستان.
وخلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لباكستان في مايو 2013، اتفقت الدولتان على بناء محور اقتصادي يربط بين الميناء ومدينة كاشغر.
ومن المخطط أن يختصر المحور طرق واردات النفط والغاز الصينية من إفريقيا والشرق الأوسط بآلاف الكيلومترات، ما يجعل غوادر وصلة حيوية في سلسلة الإمداد الصينية.
وقال رئيس مجلس إسلام أباد للشئون العالمية خالد محمود إن المحور الاقتصادي يجلب للبلدين التنمية والرخاء.
وأضاف " إذ يمكن أن يساعد على ربط الصين بمنطقة الخليج وإفريقيا وأروبا ومناطق أخرى من العالم بطريقة أسهل وأقصر زمنا. كما سيعني لباكستان المزيد من الأعمال والأنشطة التجارية في المنطقة، حيث ستصبح باكستان أيضا مركزا لنقل الطاقة من الخليج".
-- تعاون ما وراء الميناء
ونفذت الصين مشروعات تعاونية على نطاق واسع مع باكستان في الكهرباء والطاقة الجديدة وطورت إدارة ميناء غوادر.
وقال سيد افتخار حسين بابار، سكرتير هيئة الاستثمار الباكستانية، إن الاستثمارات الصينية في ميناء غوادر بما في ذلك الطريق السريعة التي تربط الميناء بالخط الساحلي الشرقي للميناء، ومتاريس الميناء، ومراسي السفن، ومنطقة التجارة الحرة، ومطار غوادر الدولي الجديد، سوف تستكمل ما بين ثلاث وخمس سنوات.
علاوة على ذلك، لا يقتصر مشروع المحور الاقتصادي على البنية التحتية في ميناء غوادر فقط. إذ تهدف الصين لتحديث طريق كاراكورام السريع الذي يبلغ طوله 1300 كم ، وهو أعلى طريق دولي ممهد في العالم يربط الصين بباكستان عبر جبال كاركورام.
وبالاضافة الى إنشاء طريق وخط حديدي، يشمل المشروع أيضا تعاونا في الطاقة وبرامج استثمارية.
وسترفع زيارة شي المقبلة المشروع إلى مستوى جديد حيث تعتزم الصين وباكستان التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات في البنية التحتية والطاقة والتعليم والثقافة.
--منافع للمنطقة
وتحمل رؤية مشروع المحور الاقتصادي في حال انجازها أهمية استراتيجية كبيرة لتنمية الصين وجنوب شرق آسيا ووسط آسيا وتخدم أيضا السلام والاستقرار في المنطقة.
فبالنسبة للصين، فإن المشروع سيربط باكستان بالاستراتيجية الصينية لتطوير منطقتها الغربية مع تركيز باكستان على تعزيز اقتصادها، على ما ذكر ما جيا لي، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة.
وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إنشاء المحور الاقتصادي سيساعد أيضا على تحسين الوضع الأمني في مقاطعة بلوشستان الباكستانية الفقيرة، والتي تقع على خط الجبهة فى الحرب ضد الإرهاب.
بالإضافة الى ذلك، عندما يكتمل ميناء غوادر، سوف يصبح الميناء في غاية الأهمية لدول وسط آسيا الحبيسة مثل أفغانستان وأوزبكستان وطاجيكستان، كما سيصبح نقطة عبور لنقل بضائع هذه الدول إلى دول أخرى مثل سريلانكا وبنغلاديش وإيران والعراق وغيرها.
