(الصور الأرشيفية)
جاكرتا 21 أبريل 2015 (شينخوا) قبل 60 عاما، اجتمع ممثلون من 29 دولة آسيوية وإفريقية في باندونغ باندونيسيا في مؤتمر لتقرير مستقبلها ومصيرها. وتولدت عن المؤتمر روح باندونغ، التي تدعو إلى التضامن والصداقة والتعاون وإيجاد أرضية مشتركة مع الحفاظ على الخلافات والسعي للتنمية المشتركة.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن شهد خلالها العالم تغيرات قاسية وعميقة، إلا أن روح باندونغ، التي تدعم مبادئ التضامن والصداقة والتعاون، ما زالت تتمتع بأهمية كبيرة للدول الآسيوية والأفريقية والمجتمع الدولي كله.
فبعد المؤتمر الآسيوي-الإفريقي عام 1955، خدمت روح باندونغ كأساس مهم لتدشين نظام سياسي واقتصادي دولي جديد يقوم على العدالة والمساواة وقدمت التوجيه والإرشاد للدول النامية لاكتساب القوة عبر الوحدة والتعاون.
وأصبحت روح باندونغ بما تضم من المبادئ العشرة للعلاقات الدولية والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي بمثابة قواعد للعلاقات الدولية معترف بها على نطاق واسع.
وجسدت هذه المبادئ دعوة عادلة للاستقلال والكرامة والمساواة من الدول المظلومة. وخدمت كمبدأ إرشادي للدول ذات الأنظمة الاجتماعية المتشابهة أو المختلفة لبناء وتطوير علاقات الصداقة.
وحددت المبادئ أيضا طريقة فعالة لتحقيق التسوية السلمية للقضايا التاريخية العالقة والنزاعات في العالم، مقدمة إسهامات تاريخية للتضامن والتعاون بين الدول الآسيوية والإفريقية.
وبعد 60 عاما من مؤتمر باندونغ، يجد العالم نفسه مرة أخرى عند مفترق طرق تاريخي وسط تغيرات معقدة. وفي هذه المرة، تأخذ التعددية القطبية والعولمة زخما. وأصبحت الدول مترابطة على نحو متزايد مع وعي أقوى بالمصير المشترك.
وفى آسيا وإفريقيا اليوم تنهض الدول النامية كمجموعة. وتقود القارتان العالم من حيث إمكانيات التنمية والنشاط. ويعود هذا إلى الجهود الموحدة لشعوب القارتين وتوجيهات روح باندونغ.
إن روح باندونغ ما زالت مطلوبة اليوم بينما تواجه الدول الآسيوية والأفريقية مهام الحفاظ على الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي وتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين مستوى حياة الشعوب.
فقد نشأت سلسلة من التحديات الجديدة في العالم أجمع. وتتشابك التهديدات التقليدية وغير التقليدية، ولم تضق الفجوة بين الشمال والجنوب بعد، ويحتاج التوازن في التنمية الاقتصادية والحماية البيئية إلى معالجة بشكل أفضل. ولمواجهة هذه التحديات، قد تكون روح باندونغ هي المبدأ التوجيهي الأكثر ملاءمة وفعالية بما تدعو من تعزيز لعلاقات التضامن والصداقة والتعاون.
وبينما يجتمع في هذه اللحظة التاريخية قادة آسيا وإفريقيا في باندونغ للاحتفال بالذكرى الـ 60 للمؤتمر الآسيوي-الإفريقي، فإن العالم يحتاج إلى التضافر والتعاون للمضي بروح باندونغ إلى الأمام والعمل بلا كلل من أجل الكرامة المشتركة ورفاهية البشرية كافة.