بكين 28 أبريل 2015 (شينخوا) بعد الكشف عن التوجيهات الدفاعية الأمريكية-اليابانية الجديدة، تكون واشنطن قد وقعت ببساطة على اتفاقية خاسرة مع طوكيو التي تملك موهبة استعداء جيرانها وخلق الفوضى في شرق آسيا.
وتسمح التوجيهات الجديدة، التي تمت مراجعتها للمرة الأولى منذ 1997، وتعطي لليابان الحق في ممارسة الدفاع الذاتي الجماعي، تسمح لقوات الدفاع الذاتي اليابانية باتخاذ دور عالمي أكثر طموحا وحزما على المستويين الإقليمي والعالمي.
حسابات واشنطن واضحة وبسيطة: إنها تريد أن تستخدم اليابان كأداة لتضخيم إستراتيجية "محور آسيا" والتي يعتقد الكثيرون بأنها صممت إلى حد كبير لتحجيم نفوذ الصين المتزايد في منطقة آسيا والباسيفيك.
غير أن الآلة الحاسبة البارعة جلبت بيضها إلى السوق السيئة في هذا التوقيت، وسوف تدفع في نهاية المطاف ثمن ثقتها العمياء في غاوي مشاكل تتملكه نزعة العودة للإجرام.
بادئ ذي بدء، المرء الذي لا يعترف أبدا بأخطائه ليس جديرا بالثقة ومثل ذلك الحكومة التي تحاول تبرئة تاريخها العدواني.
وقد حث المجتمع الدولي شينزو آبي على الاعتذار عن جرائم اليابان في الحرب العالمية الثانية بيد أن رئيس الوزراء الياباني يستخدم بدلا من ذلك مصطلحات" الأحزان"-- والتي على ما يبدو اختيرت بعناية-- للتعتيم على القضية.
ومن خلال رفع القيود على الدفاع الذاتي، تشجع الولايات المتحدة في الواقع داعية للحرب أثبت التاريخ تعصبها العسكري مرارا وتطالبها بأن تغطي ظهرها.
ثانيا، يبدو تحرك واشنطن شاهدا على مثل قديم يقول أن كل رجل لديه أحمق في أكمامه. ومع الاستفادة من ترويض حليفه، يتخذ العم سام أيضا من آبي كأداة لتحقيق حلمه، حيث تشكل مراجعة توجيهات الدفاع الذاتي خطوة حاسمة لآبي لإعادة تفسير دستور اليابان السلمي الذي يمنع اليابان من نشر قوات الدفاع الذاتي على أرض أجنبية.
وبعبارة أخرى، تطلق واشنطن النار على أقدامها، حيث لا يوجد أحد على سطح الأرض حتى أمريكا نفسها يستطيع أن يعلن بوضوح نية تسليح اليابان بالكامل نظرا للذكرى المريرة للاحتيال الدبلوماسي الياباني على واشنطن قبل هجوم بيرل هاربور في 1941.
ثالثا، إن الحفاظ على السلام والاستقرار في آسيا والباسيفيك لا يدعو بالضرورة إلى تعزيز التحالف الأمريكي-الياباني. ويشك الكثيرون في الشراكة التي صممت بعين واحدة على الأقل على الصين، لكن المنطقة فيها ما يكفي من مساحة للدول الثلاث ، والصين ملتزمة تماما بطريق التنمية السلمية.
ولذلك، فإن التحديث غير المبرر للتوجيهات سيلقي بظلاله على الزخم الايجابي الذي تحقق بشق الأنفس في المنطقة ويجلب المزيد من عدم اليقين على صعيد الأمن الإقليمي.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن صينا أقوى تقدم فرصا للتنمية وليست تهديدا. وبالتالي يُنصح بشدة الساسة في واشنطن وطوكيو بأن يتخلوا عن عقلية الحرب الباردة ويتعلموا التعايش مع الصين بطريقة سلمية ومتبادلة النفع.