موسكو 7 مايو 2015 (شينخوا) أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) بالتضحيات والمساهمات التي قدمتها الصين وروسيا في الحرب العالمية الثانية والدعم المتبادل بينهما في وقت الحرب، وحث جميع الدول على تبني مبدأ التعاون متبادل النفع على أساس توجه سياسي أساسي في التعامل مع الشؤون الدولية.
سيسافر شي الذي وصل إلى قازاقستان في زيارة رسمية، إلى موسكو لاحقا لحضور احتفال عيد النصر المقام بمناسبة مرور 70 عاما على نهاية الحرب الوطنية الكبرى وهو المصطلح الذي تستخدمه روسيا لوصف الحرب العالمية الثانية، بالاضافة لعقد محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول تعزيز العلاقات الثنائية.
إسهامات الصين وروسيا في الحرب العالمية الثانية:
قال شي في مقال موقع نشرته صحيفة (رشان جازيت) الحكومية "بالنظر للتاريخ نرى أن حروب الغزو التي بدأتها الفاشية والنزعات العسكرية أسفرت عن حدوث كوارث ومآسي في الدول الآسيوية والأوروبية بما فيها الصين وروسيا والعديد غيرها من دول المنطقة وكذلك شعوبها".
وأشاد شي بالجهود التي بذلتها شعوب أكثر من 50 دولة منها الصين وروسيا منذ عقود مضت وجميع الشعوب المحبة للسلام من أجل تشكيل جبهة عالمية موحدة لمكافحة الفاشية والنزعة العسكرية.
وقال شي إنهم كافحوا معا وهزموا الغزاة البربريين في معارك حياة أو موت والحروب بين العدالة والشر والنور والظلام والحرية والعبودية.
وقال شي إن نحو 27 مليون روسي وغيرهم من الأقليات الشقيقة ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق النصر في الحرب الوطنية الكبرى حيث كانت روسيا هي ميدان الحرب الرئيسي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي مارس عام 2013 قام شي بوضع أكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في الميدان الأحمر وسط موسكو خلال أول زيارة يقوم بها لروسيا.
وقال شي وقتئذ "على الرغم من عدم معرفة أسمائكم لكن مساهماتكم وأمجادكم ستظل خالدة للأبد".
وقدمت الصين أيضا تضحيات عظيمة مثل روسيا نظرا لأنها كانت ميدان القتال الرئيسي في آسيا في الحرب ضد الفاشية.
وفي حرب المقاومة التي قادها الشعب الصيني لمواجهة العدوان الياباني وبدأت في مطلع عام 1937 نجح الصينيون في هزيمة الغزاة بعد ثمانية أعوام من القتال الشجاع والمستمر ونجحوا في تقليص الكثير من القوة العسكرية لليابان ومنعها من تحويل مواردها وبالتالي نقل الحرب لمناطق أخرى.
وقال شي إن الأمة الصينية التي تكبدت خسائر بنحو 35 مليون شخص ما بين قتيل ومصاب لتحقيق النصر في الحرب على العدوان الياباني حققت إسهامات هائلة في النصر في الحرب العالمية على الفاشية وهو ما ستذكره الصين للأبد مثل روسيا.
دعم متبادل وقت الحرب:
قال الرئيس الصيني إن الشعبين الصيني والروسي دعما بعضهما البعض وحاربا جنبا إلى جنب وأسسا صداقة بالدم والأرواح في حرب ضد الفاشية والنزعة العسكرية.
وفي بعض أصعب لحظان الحرب الوطنية الكبرى كرس العديد من الصينيين الذين تحدوا الموت حياتهم لمساعدة الحليف المجاور للصين.
وخدم ماو ان يينغ ابن الزعيم الصيني الراحل ماو تسي دونغ كضابط في سلاح المدفعية في الجبهة الأولى بروسيا البيضاء تحت قيادة الجيش الأحمر للاتحاد السوفيتي وقتئذ. وشارك في الحرب ضد ألمانيا النازية والاستيلاء على برلين، في حين انضم الطيار الصيني تانغ دوه إلى القوات الجوية السوفيتية وحقق انتصارات عظيمة في القتال الجوي ضد القوات الفاشية.
وخلال وقت الحرب كانت دار أيتام ايفانوفو الدولية وهي مدرسة أطفال للقوى الثورية من شتى أنحاء العالم وتبعد 250 كيلو متر شمال شرق موسكو تأوي العديد من أبناء الشهداء الصينيين.
وعلى الرغم من أعمارهم الصغيرة تطوع هؤلاء الأطفال لحفر الخنادق وصناعة الملابس وإعداد الطعام وغيرها من الإمدادات. وتبرع بعضهم أيضا بالدم شهريا لجنود الجبهة.
وأشار شي إلى أن خلال حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني وفر الاتحاد السوفيتي دعما سياسيا وانسانيا قيما للصين وكذلك كميات كبيرة من الإمدادات والمعدات للشعب الصيني.
وللمساعدة في القتال ضد الغزاة اليابانيين ذهب أكثر من 2000 طيار روسي على هيئة كتائب متطوعة للدفاع عن المجال الجوي للصين في حين حارب الجيش الأحمر السوفيتي جنبا إلى جنب مع القوات الصينية في شمال شرق الصين في المرحلة الأخيرة من الحرب.
وقال شي إن الشعب الصيني سيذكر دوما هؤلاء الجنود الروس وأبناء الشعب الذين ماتوا للدفاع عن استقلال وحرية الأمة الصينية.
تذكر التاريخ والسعي لتحقيق تعاون متبادل النفع:
نقل المؤرخ الروسي فاسيلي كليوتشيفسكي عن شي قوله "إذا خسرنا ذاكرة الماضي فستتوه عقولنا وأرواحنا في الظلام".
وخلال العام الحالي ستعقد الصين وروسيا سلسلة من الاحتفالات لإظهار عزمهما حماية نصر الحرب العالمية الثانية والعدالة الدولية ودعوة الشعوب من شتى أنحاء العالم للحفاظ على اللسلام الذي تحقق بصعوبة.
وقال شي "نسيان الماضي يعني الخيانة، سيقف شعبي الصين وروسيا جنبا إلى جنب مع كافة الدول والشعوب المحبة للسلام من أجل مكافحة أية محاولة أو فعل لإنكار أو تشويه أو التلاعب بتاريخ الحرب العالمية الثانية".
وأشار إلى أن الدروس المريرة للحرب العالمية الثانية تعلمنا أن قانون الغابة والعدوان على الضعيف أو اتباع سياسات لها طابع عسكري أو سياسات هيمنة أو عقلية الفائز يحصل على كل شيء لن تجدي نفعا في التعايش السلمي والسلام والتنمية للبشرية بأكملها.
وقال شي "السلام وليس الحرب، التعاون وليس المواجهة، والتعاون متبادل النفع وليس النفع لطرف واحد فقط، كل هذا يدفع السلام والتقدم والتنمية للمجتمع الانساني".
وحث شي جميع الدول على تبني مبدأ التعاون متبادل النفع كاتجاه سياسي أساسي في التعامل مع الشؤون الدولية.
وقال شي "نحن نكون أقوياء إذا اتحدنا وضعفاء إذا تفرقنا"، وأضاف أن الظروف اليوم أفضل بكثير عما كانت عليه من قبل وأصبحت أكثر ملائمة لتحقيق السلام والتنمية.
ودعا لبذل جهود من أجل بناء نوع جديد من العلاقات الدولية يكون أساسها التعاون متبادل النفع، وحث شي جميع الدول على جمع مصالحهم مع مصالح الآخرين وتوسيع تغطية المصالح المشترك. وقال شي أيضا إن جميع الدول لابد أن تطبق المباديء الجديدة وأن تتعاون من أجل التصدي لعدد متزايد من التحديات الدولية.
وقال شي "منذ عقود مضت تشاركت الأمتين الصينية والروسية الأفراح والأتراح وأسستا صداقة متينة في وقت الحرب بالدماء"
وأضاف "اليوم سيعاون الشعبان على المضي قدما والحفاظ على السلام وتعزيز التنمية ومواصلة المساهمة في السلام العالمي الدائم والتقدم المشترك للبشرية".