موسكو 10 مايو 2015 (شينخوا) إلى جانب قادة العديد من البلدان، انضم الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم السبت إلى مضيفه الروسي فلاديمير بوتين في أكبر عرض يعقد بمناسبة عيد النصر في الساحة الحمراء بموسكو منذ عام 1991.
ويبعث حضور الرئيس شي والمشاركة غير المسبوقة لجنود صينيين في العرض برسالة واضحة مفادها: الصين وروسيا تقفان جنبا إلى جنب في الحفاظ على النظام الدولي ما بعد الحرب وصون السلام العالمي.
تذكر التاريخ
وخلال اجتماع عقد في وقت سابق مع بوتين، أعرب الرئيس شي عن سروره بحضور الأنشطة الاحتفالية في موسكو بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى.
واستحضر شي التضحيات والإسهامات العظيمة التي قدمتها الصين وروسيا، ساحتان رئيسيتان للقتال خلال الحرب العالمية الثانية. وقال إن الشعبين أقاما صداقة عميقة بقتالهما جنبا إلى جنب وقت الحرب.
وأضاف شي أن الاحتفالات في روسيا والتي ستعقد مثيلاتها في الصين في وقت لاحق تهدف إلى تذكر التاريخ ونعي الشهداء، بينما تعمل البلدان إلى جانب شعوب كل الدول على حماية السلام الذي تحقق بصعوبة وفتح مستقبل مشرق للسلام والتنمية لكل البشرية.
وقال الرئيس الصيني "إننا نقف على أتم الاستعداد لتعميق الصداقة التقليدية مع الشعب الروسي وتعزيز دمج استراتيجياتنا التنموية ورسم المسار المستقبلي لتعاوننا الودي والحفاظ على استمرار شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا على مستوى رفيع."
ومن خلال ذلك، ستساعد الجارتان أيضا على بناء نظام عالمي أكثر عدلا وحكمة وصون السلام والأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، حسبما أضاف الرئيس الصيني.
ومن جانبه، أشاد بوتين بشراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، مشيرا إلى أنها أسفرت عن تحقيق نتائج مثمرة في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات.
وأعرب بوتين عن اتفاقه مع تصريحات شي بشأن الإسهامات التاريخية التي قدمتها الصين وروسيا في الحرب العالمية الثانية. وقال إن البلدين سيعارضان أية محاولات لإنكار وتحريف التاريخ ومواجهة أية خطوات لتجميل الفاشيين والمؤيدين للروح العسكرية وتشويه المحررين.
وقال سيرغي لوزيانين نائب مدير معهد الشرق الأقصى لأكاديمية العلوم الروسية إن تكاتف الصين وروسيا في الاحتفال بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية يحمل أهمية كبيرة، في وقت تطل فيه القوى اليمينية وجماعات النازية الجديدة بوجهها القبيح في أجزاء مختلفة من العالم.
وفي مقالة ممهورة بتوقيع شي في صحيفة ((الجازيت)) الروسية مؤخرا، استحضر شي تضحيات وإسهامات الصين وروسيا في الحرب العالمية الثانية، وجدد التأكيد على التصميم المشترك للبلدين على التمسك بنتائج الحرب ودعا إلى التعاون المتكافئ الكسب في التعامل مع الشؤون الدولية.
وقال بافيل نيغويتسا مدير عام ((الجازيت)) الروسية إن "شي قال إن شعبي الصين وروسيا سيقفان معا مع كافة الدول والشعوب المحبة للسلام بقوة ضد أي محاولة لإنكار أو تشويه أو تحريف تاريخ الحرب العالمية الثانية".
وأضاف "هذا الأمر مهم لأنه يشغل روسيا الآن وهو ما أشارت إليه جارتها الوثيقة بوضوح".
وفي مقالته، استشهد شي بقول المؤرخ الروسي فاسيلي فاسيلي كليوتشيفسكي "إذا خسرنا ذاكرة ماضينا فستتوه عقولنا وأرواحنا في الظلام" لإظهار تصميم الشعبين الصيني والروسي على مواجهة أية محاولات لإعادة كتابة تاريخ زمن الحرب.
وقالت ناتاليا كوفالينكو، موظفة عامة في موسكو، إنها على دارية بهذه الاقتباس. "كليوتشفيسكي حذرنا مبكرا في القرن الـ19 من المجهول إذا ازدرينا التاريخ. وفي القرن الـ21، تذكر تاريخ زمن الحرب وكلفة النصر النهائي يضمن السلام"، وفقا لقولها.
تسهيل السلام
وحافظت الصين وروسيا بصفتهما أعضاء بمجلس الأمن الدولي على الاتصال والتنسيق الوثيقين في القضايا الدولية الرئيسية ولعبتا أدوارا نشطة في التصدي للتحديات العالمية وأظهرتا الإحساس بالمسؤولية كقوتين كبيرتين في السياسة العالمية.
ودعا بيان مشترك وقعه شي وبوتين يوم الجمعة إلى تسوية القضايا الدولية الرئيسية بشكل صحيح بما في ذلك الأزمات في سوريا و أوكرانيا والوضعان في أفغانستان وشبه الجزيرة الكورية.
ودعا البيان كافة الأطراف في النزاع السوري إلى وقف المواجهة المسلحة في أسرع وقت ممكن وبدء حوارات ومفاوضات داخلية وفقا لبيان جنيف 2012 من اجل تحقيق تسوية سياسية طويلة الأمد للنزاع تتوافق مع إرادة الشعب السوري.
في الوقت نفسه، جددت الدولتان التأكيد على تصميمهما على مساعدة أفغانستان على التخلص من الإرهاب والمخدرات وأن تصبح دولة سلمية ومستقرة وديمقراطية ومحايدة ومزدهرة.
كما أشار البلدان إلى الأزمة الأوكرانية الممتدة وحث الأطراف المعنية على التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومتوازن يضع في كامل الاعتبار المصالح المعقولة لكافة الأطراف المعنية.
وبشأن القضية النووية الإيرانية، أشادت بكين وموسكو بالتنسيق بينهما ومواصلة المضي للتوصل إلى حل عبر الطرق السلمية والدبلوماسية.
ودعا البلدان كافة الأطراف في المفاوضات إلى اغتنام الفرصة التاريخية وتكثيف الجهود الدبلوماسية من اجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن ومتكافئ الكسب ومتبادل النفع قبل انتهاء المهلة المحددة في 30 يونيو.
وبالنسبة للوضع في شبه الجزيرة الكورية، أكد البلدان مجددا أنه من مصلحة كافة الأطراف المعنية ومن الأهمية الكبيرة لسلام واستقرار وازدهار الإقليم أن يتم الحفاظ على السلام والاستقرار ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وتسوية القضايا المعنية عبر الحوار والتشاور.
كما اتفق البلدان أيضا على آلية المحادثات السداسية كوسيلة فعالة لمعالجة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وأنه يتعين على الأطراف المعنية تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف تلك المحادثات.