برازيليا 19 مايو 2015 (شينخوا) من المتوقع على نطاق واسع ان تساعد الزيارة القادمة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى البرازيل في تحويل إمكانات التعاون الثنائي إلى نتائج عملية في ظل الجهود المبذولة لتشكيل "مجتمع له مصير مشترك."
ومن المقرر ان يبدأ لي زيارته إلى البرازيل بدعوة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف اليوم (الاثنين), وهى أول محطات زيارته الاولى لدول امريكيا اللاتينية منذ ان تولى مهام منصبه.
واستثمرت الصين كاكبر شريك تجاري للبرازيل 18.94 مليار دولار أمريكي في دولة امريكا اللاتينية في عام 2014, بينما تحاول البرازيل، اكبر شريك تجاري للصين في امريكيا اللاتينية، الحصول على نصيب أكبر من السوق الصيني الصاعد.
وانخفض تصدير البرازيل للموارد الطبيعية وخاصة المعادن بسبب تباطؤ معدل النمو وإعادة هيكلة الاقتصاد الصيني. إلا أن الدولتين تبذلان جهودا مشتركة لتوسيع التعاون في قطاعات اخرى من بينها صناعة الطاقة وصناعة المعدات والبنية الاساسية والتمويل وقطاع الخدمات.
وقال تونغ داوتشي مساعد وزير التجارة الصيني لوكالة انباء ((شينخوا)) قبل زيارة لي "الامر لا يتعلق فقط بالموارد. ان تجارة الصين واستثماراتها في البرازيل تظهر الرغبة في التنوع فى مجالات التصنيع والطيران."
وسيجلب النمو المنخفضة نسبيا والتنمية عالية الجودة في الصين المزيد من الفرص لعلاقات الشراكة الاقتصادية الثنائية وستحفز تنمية أكثر استدامة لاقتصاداتهما.
وسيحضر حوالي 200 رجل اعمال صيني قمة مع نظرائهم البرازيليين خلال الزيارة. وسيعمل كبار المصرفيين الصينيين بشكل خاص مع شركاء برازيليين لتوسيع التعاون المالي الثنائي، الامر الذي يقدم دعما قويا لتجارة البضائع والخدمات بين البلدين, وفقا لما قاله تونغ.
وأضاف تونغ إن الصين تقدم المزيد من الفرص للمؤسسات المالية البرازيلية خلال ادارة الاعمال في الصين, اولا في مناطق تجريبية للتجارة الحرة على امل ان يكون لعملتها الرنمينبى وجود اقوى في التجارة الثنائية والتعاملات النقدية, بهدف تحرير العملة الصينية.
وتعتبر تكنولوجيا الفضاء من المجالات الأخرى التى تحظى باهتمام وتركيز الصين والبرازيل. وتم بنجاح اطلاق قمر صناعي من قاعدة تاييوان الفضائية الصينية إلى مدار في شهر ديسمبر عام 2014 فى اطار برنامج موارد الارض الصيني البرازيلي.
وتتزامن رحلة لي لامريكيا اللاتينية مع جهود الصين الفعالة لتعزيز مبادرة الحزام والطريق, التي تهدف إلى تعزيز التعاون في البنية الاساسية مع آسيا واوروبا ودول الباسيفيك.
وسيوقع الطرفان خلال زيارة لي سلسلة من وثائق التعاون من بينها دراسة جدوى مشتركة لبناء سكة حديدية تربط ساحل المحيط الاطلنطى البرازيلي بساحل محيط الباسيفيك فى بيرو.
ولن تساعد السكة الحديدية امريكا اللاتينية فقط على تحسين نظام النقل الخاص بها والتجارة الاقليمية, وستعزز ايضا التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين ودول امريكيا اللاتينية.
وسيساعد بنك التنمية وترتيبات الاحتياطى النقدى الاجنبى بين مجموعة بيركس والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ايضا على تمويل مشاريع بنية اساسية كبيرة مثل السكك الحديدية العابرة للقارات.
وكانت البرازيل المتحمسة للاستثمار في بناء البنية الاساسية الاسيوية قد تقدمت بطلب العضوية في البنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية الذي اقترحته الصين.
وبينما تعمل الصين على تعميق اصلاحتها بشكل شامل, فان البرازيل والشركاء التجاريين الآخرين لثاني اكبر اقتصاد في العالم سيحصلون على المزيد من الاستثمارات وفرص العمل والى جانب دخول السوق الصيني بشكل اسهل بفضل زيادة التبادلات التجارية والسياحية والثقافية, وفقا لمحللين.
