نيويورك 27 مايو 2015 (شينخوا) تتسلط الأضواء على الصين، التي تشارك بقرابة 10 آلاف كتاب من حوالي 150 دارا للنشر، في "عاصمة النشر والثقافة العالمية"حيث افتتح معرض "إكسبو أمريكا للكتاب" لعام 2015 في مركز جافيتس بنيويورك سيتي يوم الأربعاء.
فهناك لافتات وملطقات تروج لكتب عن الصين ومؤلفين صينيين، وحفل افتتاح مكتظ بالحضور وسط إلقاء خطب بسيطة ولكن مع تغطية إعلامية ضخمة، وفتيات يرتدين أزياء قديمة ويعرضن فن تقديم الشاي أو فن خط اليد.... كل شي داخل وخارج الجناح الصيني للمعرض ينم عن حضور قوي ويدعو للفخر لقوة نشر صاعدة وجهت لها الدعوة للمرة الأولى لتحل ضيف شرف على منتدى جلوبال ماركت بمعرض إكسبو أمريكا للكتاب.
وأشار وو شانغ تشي نائب وزير مصلحة الدولة للصحافة والنشر والإذاعة والسينما والتليفزيون، فيما كان يلقى كلمة في الحفل الذي استمر ساعة صباح يوم الأربعاء ، أشار إلى أنها فقط المرة الثالثة بعد عام 2009 في فرانكفورت بألمانيا وعام 2012 في لندن ببريطانيا التي تحل فيها الصين ضيف شرف على معرض تجاري للكتاب من الدرجة الأولى في دولة غربية كبرى.
وأضاف أنه يعد أيضا أكبر تبادل على الإطلاق بين مهنيين في مجال النشر من البلدين حيث أقامت الصين والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية في عام 1979.
وذكر وو، الذي يترأس وفدا صينيا كبيرا يضم قرابة 500 فرد، "نأمل في أن يعزز هذا الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام التعاون الثنائي في مجال النشر والترجمة، ويضيف قوة دفع للعلاقات الثنائية والتبادلات الشعبية والصداقة".
وكتب الدكتور هنرى كيسنغر وزير الخارجية الأمريكي السابق، في رسالة تهنئة قرأت في حفل الافتتاح ، "تهانينا لمعرض إكسبو أمريكا للكتاب ولمنتدى جلوبال ماركت بضيف الشرف، جمهورية الصين الشعبية".
إن "تبادل الكتب أصبح عنصر توزيع هام" لتطوير العلاقات الأمريكية - الصينية فضلا عن كونه "تفاعلا رائعا" بين البلدين، هكذا قال الدبلوماسي المخضرم (92 عاما)، واصفا وضع الصين كضيف شرف بأنه "رمز هام" لتعميق الفهم المتبادل ومجال الأهداف المشتركة.
ويستضيف الجناح الصيني، الذي يقام على مساحة تصل إلى حوالي 2300 م مربع، مجموعة واسعة من المطبوعات الصينية عن السياسة والاقتصاد والتاريخ والفن والثقافة وحتى تراث الأقليات العرقية. كما وضعت على الأرفف في الجناح روايات للحائز على جائزة نوبل في الأدب مو يان وفنان الخيال العلمي ليو تسي شين. غير أن حوالي ألفين منها فقط متاحة باللغة الإنجليزية ، حسبما ذكرت مصادر بالوفد لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وقال ممثلون من شركات نشر أمريكية إن الترجمة تعد قضية تعرقل استيراد الكتب الصينية لعرضها في السوق الأمريكية.
وذكر بول ميتوفيتش، مدير المبيعات والتسويق في مؤسسة ((سي أن تايمز بوكس)) خلال مقابلة أجرتها معه ((شينخوا)) أن النسخ المترجمة للكتب التي تدور حول الشؤون الوطنية الصينية منتشرة ولكن سوق نشر الأعمال الأدبية الصينية في أمريكا جرداء نسبيا.
وأضاف ميتوفيتش أن ترجمة الأعمال الأدبية الصينية إلى لغة إنجليزية سليمة مهمة ضخمة.
وشاطرته الرأى كريستين مكدونوه مديرة المكتبة العامة للعلوم والصناعة والأعمال ، قائلة إن ثمة ندرة في النسخ المترجمة للأعمال الأدبية الصينية.
وقالت كريستين إنه رغم انتشار الكتب التي تدور حول الأعمال والاقتصاد الصيني، إلا أن كتب الأعمال الأدبية الصينية شحيحة في مكتبتها
وأضافت "اتطلع حقا إلى وجود المزيد من الكتب الخاصة بالأعمال الأدبية الصينية"، مضيفة أن "قراءة (كتب عن الصين) لا يمكن أن تحل محل تجربة السفر إلى هناك. ولكنها بديل فعال".
ومن بين المعروضات المختلفة، يقدم هذا الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام عرضا خاصا لترجمات لأعمال كلاسيكية صينية وأمريكية في مجالات الأدب والتعليم والفلسفة.
وذكر توم ألين رئيس جمعية الناشرين الأمريكيين ومديرها التنفيذي أن "الأضواء ستسلط بكل تأكيد على برنامج الصين في معرض هذا العام".
وقال ألين للضيوف الصينيين في الحفل إن "دور النشر الأمريكية تتطلع إلى ثلاثة أيام من المحادثات المهنية مع نظرائنا الصينيين"، مضيفا أن "ثمة إمكانات كبيرة للتعاون بين بلدينا. ونتطلع إلى تبادل مثمر للأفكار".