بكين 13 يونيو 2015 (شينخوا) أدى الخلاف حول قضية بحر الصين الجنوبي بين بكين وواشنطن إلى زيادة التوتر في المنطقة, ولكن النزاع على هذه المنطقة البحرية هو فقط "حدث" في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وليس نقطة اشتعال كما يتم تصويره أو كما يخاف البعض.
وعندما يكون مستقبل وقدر الصين والولايات المتحدة من الترابط بما يتجاوز ماكان فى الماضى, فمن المحتم عليهما أن ينظرا دائما للصورة الأكبر وأن يمنعا هذه التوترات التي يمكن حلها من أن تتحول إلي أداة لإشعال النار .
وقال فان تشانغ لونغ نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية إن البلدين "يجب ان ينظرا من مرتفع إلى المستقبل البعيد بتعزيز الاهتمام بعضهما ببعض وبالقضايا الاقليمية والدولية الأكثر أهمية".
صرح فان بهذا يوم الخميس خلال محادثاته مع وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في البنتاجون, حيث حث القوات المسلحة الأمريكية على تقليل أنشطتها البحرية والجوية في بحر الصين الجنوبي.
وقد قامت القوات الأمريكية مؤخرا بعرض للقوة للصين عن طريق ارسال طائرات استطلاع للتحليق فوق جزر وصخور صينية في بحر الصين الجنوبى, وعمدت إلى اظهارها للعالم بواسطة كاميرات شبكة أخبار تلفزيونية عالمية.
وهددت أيضا باستمرار هذه الرحلات الجوية في المستقبل لتحدي الادعاءات الشرعية الصينية, وتعمل جاهدة لخلق تحالف ظل عسكري لتطويق الصين.
بيد أن جميع البيانات والأفعال القسرية ليس من شأنه سوى زيادة حدة التوتر. وإن العقل الهادئ والإدراك السليم والمناقشات الصريحة هى المطلوبة لتهدئة التوتر وليس زيادته .
وكما شددت الحكومة الصينية مرارا فإن انشطة البناء التي تقوم بها في جزر بحر الصين الجنوبي مبررة ومشروعة تماما حيث أن هذه الجزر والمياه المجاورة لها أراض صينية منذ قديم الزمن.
وتهدف انشطة البناء التي تقوم بها الصين وصيانة المنشآت في بعض الجزر والصخور إلى تحسين ظروف الحياة والعمل للمواطنين الموجودين هناك, كما أن هذا البناء سيحسن أمن الملاحة للغاية في المنطقة.
ويجب أن تكف الولايات المتحدة التي ليست طرفا له دعوى في قضية بحر الصين الجنوبي عن التدخل في أنشطة البناء التي تقوم بها الصين في الجزيرة والتي تعد من الشون الداخلية للبلاد.
وإذا نظرنا للتاريخ سنجد ان العلاقات السليمة والصحية بين الصين والولايات المتحدة عادت بالنفع على شعبي البلدين.
وفي الوقت الذي تنضج فيه العلاقات بين بكين واشنطن, ينبغى أن تكون واشنطن أحكم من أن تسمح لهذا "الحدث" بأن يهيمن على اجندتهما الثنائية بما يعرض للخطر فى نهاية المطاف جهود تأسيس نوع جديد من العلاقات بين دولتين كبيرتين يتسم بالمنفعة المشتركة والتعاون المربح للطرفين .