بكين 28 يونيو 2015 (شينخوا) من المتوقع أن تضخ الزيارة القادمة التي سيقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في أوروبا وتهدف إلى تكامل استراتيجيات التنمية للجانبين ودفع تعاون قدرة الإنتاج، زخما جديدا في العلاقات الصينية-الأوروبية.
وتعد زيارة لي، التي تأتي فيما يحتفل الجانبان بالذكرى السنوية الـ 40 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، حدثا دبلوماسيا رئيسيا صينيا آخرا.
وخلال رحلته التي تستمر 5 أيام، سيحضر لي الاجتماع الـ17 لقادةالصين والاتحاد الأوروبي في بروكسل، الذي يعد الأول منذ تغيير قيادة الاتحاد الأوروبي، وسيقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا ومقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في باريس، وسيزور أيضا مارسيليا وتولوز أثناء بقاءه في فرنسا.
-- توفير فرص جديدةللعلاقات الصينية ـ الأوروبية
حاليا، تواجه كل من الصين وأوروبا مهام الحفاظ على نمو اقتصادي مستقر وتحسين بنيتهما الاقتصادية. إذا ربطت الصين، أكبر الدول النامية، والاتحاد الأوروبي, أكبر مجموعة من البلدان المتقدمة، استراتيجيات التنمية بعضهما للبعض، ما سيدفع المضي بتنمية الجانبين قدما وسيوفر فرصا جديدة للعلاقات الصينية ـ الأوروبية.
وهكذا، فإن الربط بين استراتيجيات التنمية الصينية والأوروبية أصبح أحد الخطوط العريضة لزيارة لي في أوروبا.
ولذلك من أجل تعميق تكامل الاقتصاد الصيني مع الاقتصاد العالمي وتطوير التنمية المشتركة، قد طرحت الصين مبادرة "الحزام والطريق"، والتي تلقت تصفيقا من البلدان على طول الطريق.
في الوقت ذاته، تبنى الاتحاد الأوروبي الواقع في غرب الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، إصلاحات هيكلية للتخلص من ظل أزمة الديون.
وفي نوفمبر الماضي، طرح رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر خطة الاستثمار لأوروبا، والتي سميت "خطة يونكر" وصممت لحفز استثمارات بقيمة 315 مليار يورو للاتحاد الأوروبي لدعم مشاريع مبتكرة وتحديث البينة التحتية.
وقال يونكر في مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاتحاد الأوروبي يتوقع أن يكتشف أوجه التكامل بين "خطة يونكر" ومبادرة "الحزام والطريق" المقترحة من الصين.
وقال إن "الفوائد (من مبادرة الحزام والطريق) ليست عائدة على الصين فقط، فأوروبا أيضا ستستفيد من اتصالات أفضل مع الاقتصادات الديناميكية لدول آسيا".
وقال تشاو جون جيه، الباحث في معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعوم الاجتماعية، إن العلاقات الصينية - الأوروبية قد دخلت في مرحلة للتنمية العميقة، تتطلب من الجانبين إثراء محتوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي من خلال مشاريع تعاون رئيسية.
وأوضح تشاو أن انحياز مبادرة "الحزام والطريق" و"خطة يونكر" سيدمج مصالح الجانبين ويساعد الصين والاتحاد الأوروبي على تحقيق تعاون متكافئ وتشكيل مجتمع مصالح.
-- فتح آفاق جديدة لتعاون قدرة الإنتاج
يمثل الموضوع الرئيسي الأخر لجولة لي في التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في قدرة الإنتاج. وخلال زياراته الأخيرة خارج الصين، بذل لي جهوده في تعزيز التعاون الدولي في القدرة الإنتاجية التي تساعد في الظروف العالمية الحالية على دفع انتعاش الاقتصاد العالمي واستكشاف سبل جديدة لتوسيع التعاون بين الجنوب والجنوب والتعاون بين الجنوب والشمال.
إن التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في القدرة الإنتاجية متبادل المنفعة ومتكامل، وهو نوع من الابتكار الهام في التعاون بين الجنوب والشمال. وفي حين يلبي التعاون احتياجات الاتحاد الأوروبي في تحسين البنية التحتية، يمكنه أن يربط مزايا الجانبين للاكتشاف المشترك في سوق الطرف الثالث.
وقال هوانغ وي، الباحث في معهد الاقتصاد والسياسة العالمية التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية إن "خطة يونكر" للاتحاد الأوروبي تضم مجالات المواصلات والطاقة وبناء البنية التحتية التي يمكن للصين أن تقدم فيها قدرتها الإنتاجية ومزاياها في التكنولوجيا والموظفين لتعميق التعاون الثنائي في القدرة الإنتاجية.
قال تشاو إنه مقارنة مع التجارة التقليدية، تكلفة المشاركة في تعاون قدرة الإنتاج أعلى عموما، لكن نسبة المدخلات-المخرجات أيضا تكون أعلى.
وأضاف أن التوسيع المستمر للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في القدرة الإنتاجية يشير إلى أن التعاون الاقتصادي الثنائي تم ارتقاءه إلى مستوى أعلى، من مجالات التجارة التقليدية إلى مجالات التكنولوجيا العالية والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية. وهذا لا يساعد في ترقية التعاون العملي بين الصين وأوروبا، بل أيضا في رسم مسار لتطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وخلال زيارة لي، سيوقع الجانبان على أكثر من 70 اتفاقا بقيمة عدة عشرات مليارات دولار أمريكية، وأغلبيتها متعلقة بالتعاون في القدرة الإنتاجية.
وقال الخبراء إن الزيارة ستساعد الجانبين على التوصل إلى التوافق الجديد بشأن التصميم الرفيع المستوى من تعاون القدرة الإنتاجية وصياغة مبادئ توجيهية جديدة للتفاعل المستقبلي وترقية تعاون القدرة الإنتاجية الثنائي إلى مستوى جديد.
ــ خلق نقاط بارزة جديدة في التعاون الثنائي
بالإضافة إلى ترقية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، ستعزز الزيارة المرتقبة أيضا علاقات الصين مع بلجيكا وفرنسا، لتصبحا من النقاط البارزة الجديدة للتعاون الثنائية.
وخلال زيارة رئيس مجلس الدولة لبلجيكا، سيوقع الجانبان على اتفاقات تعاون في المالية والاتصالات والتعليم بعد المحادثات بين لي ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل.
وقال تشانغ يوان يوان، السفير الصيني السابق لدى بلجيكا إن تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات سيلعب دورا مثاليا في تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وخلال جولة لي في فرنسا، سيوقع الجانبان على عدة اتفاقات تغطى الطاقة النووية والملاحة والمالية والزراعة والرعاية الصحية. وسيصدر الجانبان أيضا بيانا مشتركا في التعاون في سوق طرف ثالث وبيانا مشتركا حول التعاون في الطاقة النووية المدنية.
وقال السفير السابق لدى فرنسا تشاو جين جيون إن تعزيز العلاقات الثنائية لا يفيد تنمية الصين وفرنسا فحسب، بل السلام والازدهار العالميين أيضا.