< (( الصين في عيون العرب)) مصر فى التبت!_Arabic.news.cn
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
(( الصين في عيون العرب)) مصر فى التبت!
                 arabic.news.cn | 2015-08-12 10:22:49

بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)

من الوارد أن تتشابه بعض العادات والتقاليد بين الشعوب المنتمية لحضارات مختلفة، لكننى لم أكن أنتظر أن أجد تشابها بين التبت ومصر، ربما لبعد المسافة الكبير بينهما، وأنه لم يثبت أن حدث تواصل بين الجانبين فى أى وقت من التاريخ، لكن كانت مفاجأة لى أن أجد بعض التشابه فى أكثر من مكان، وبأكثر من طريقة، وعلى مستويات مختلفة، سواء ما له علاقة بالدين أو بالموروث الشعبى المصرى، وكان ذلك تحديدا فى ثلاثة أشياء.

* الأول: تحنيط الحكام

 

خلال زيارتى لقصر بوتالا وسط العاصمة التبتية لاسا دخلت مع المرشدة السياحية إلى قاعات مقابر الدالاى لاما من الخامس حتى الثالث عشر، وخلال شرحها قالت المرشدة إنه كان يتم تحنيط جثامين الدالاى لاما بعد موتهم، كما كان يفعل قدماء المصريين مع ملوكهم الفراعنة، مشيرة إلى أن هناك اختلافا واحدا فى طريقة التحنيط، وهى أن قدماء المصريين كانوا يخرجون الأجزاء الرطبة من جسم الإنسان ليتم تحنيط باقى الجثة، بينما فى حالة الدالاى لاما فقد كان يتم تحنيط الجسد كاملا كما هو، دون استبعاد أى جزء منه.

وعن سبب إقدامهم على فعل ذلك قالت المرشدة إن العقيدة التبتية مثلها مثل العقيدة المصرية القديمة كانت ترى أن الحياة الثانية هى الحياة الخالدة، وبالتالى كانوا يحفظون جسد الدالاى حتى يصل إلى الحياة الثانية ويظل باقيا بلا فناء.

* الثانى: كوم الأمنيات



فوق التلال المحيطة ببحيرة "ناموتسو" المقدسة عند التبتيين، والتى يعنى اسمها فى لغتهم "بحيرة السماء"، حيث تقع فوق قمم الجبال، ويحجون إليها لإقامة الصلوات حولها، وجدت كثيرا منهم يصنعون أكواما من الأحجار الصغيرة، يرصونها فوق بعضها بعناية وبطء شديدين وهم يتمتمون بكلمات غير مفهومة بالنسبة لى، وأحيانا يضعون فوقها قطعة من قماش الحرير الأبيض، فسألت عن معنى هذه الأكوام، ولماذا يشغلون أنفسهم بوضعها حول البحيرة.

فقال لى مرافقى إنها أكوام الأمنيات، فكل حاج للبحيرة يصنع كومة ويتمنى الخير له ولعائلته، وهو فى أثناء وضع الكوم يدعو ويصلى لتحل البركة عليهم.. هذه الإجابة ذكرتنى بـ"تكويم الكوم" فى الموروث الشعبى المصرى، حيث كان مودعوا أى حاج فى قريتنا يطالبونه كل على حدة بأن "يكوم له كوما" من الرمال على جبل عرفات، لاعتقادهم أنه حينما يفعل ذلك فى الأراضى المقدسة ويقول هذا الكوم لـ"فلان" فإن أمنيته فى أن يستطيع الحج ستتحقق، أى أنها أكوام للأمنيات أيضا.

* الثالث: الزينات

 

المولد النبوى الشريف يرتبط فى الريف المصرى، والمناطق الشعبية بالقاهرة والمدن الأخرى، بتعليق الزينات، التى يكون بعضها عبارة عن قطع قماش ملونة موضوعة مع بعضها فى عقد طويل يتم شده من فوق أسطح المنازل، أو بين البلكونات، لترفرف هذه البيارق أو الأعلام الصغيرة طوال فترة الاحتفال.

أعلام صغيرة ملونة شبيهة بذلك يجدها الزائر للتبت فى كل مكان، فهى تربط بين قمم الجبال، وتزين الصخور الكبيرة، وتصل بين الأشجار العالية، وتجدها على جسور الأنهار، وكبارى السيارات فى وسط المدينة، بألوان زاهية جدا منها الأحمر والأصفر والأخضر وغيرها من الألوان، بعضها مكتوبا عليه باللغة التبتية وبعضها بدون كتابة.

ويقول عنها التبتيون إنها استكمال لصلواتهم، وهى جزء منها، فكل شخص يحاول أن يضعها فى أعلى مكان يمكن أن يصل إليه، لذلك لا يمسها أحد، ولا يقترب منها حتى الأطفال، باعتبارها مادة للعب، وتكتب عليها تعاليم بوذا باللغة التبتية.

                                                                                              المصدر : الأهرام

 

 
تشكل المواصلات المتنوعة في التبت
بدء أعمال مشروع للتدفئة المركزية في التبت
((الصين في عيون العرب))"الأهرام" فى زيارة خاصة إلى"سقف العالم": التبت.. أرض الغموض والأساطير
الزيارة إلى مركز الدرواس التبت في لاسا
ما يربو على 800 متطوع يعملون في التبت
العنف فى فيرجسون يمتد ليلة ثانية
العنف فى فيرجسون يمتد ليلة ثانية
موسكو والرياض تسعيان لايجاد حل لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية
موسكو والرياض تسعيان لايجاد حل لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية
(( الصين في عيون العرب)) مصر فى التبت!
(( الصين في عيون العرب)) مصر فى التبت!
لاعبو السباحة الصينيون يعودون إلى الصين
لاعبو السباحة الصينيون يعودون إلى الصين
التمساح يصبح صديق الناس في كوستا ريكا
التمساح يصبح صديق الناس في كوستا ريكا
فنانة تحول وجوه الناس إلى الشخصيات الكرتونية باستخدام الماكياج
فنانة تحول وجوه الناس إلى الشخصيات الكرتونية باستخدام الماكياج
القطط في الأواني الزجاجية
القطط في الأواني الزجاجية
الشباب الصينيون يقيمون حفل الزفاف وفقا لطريقة "أسرة هان"
الشباب الصينيون يقيمون حفل الزفاف وفقا لطريقة "أسرة هان"
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

(( الصين في عيون العرب)) مصر فى التبت!

| 2015-08-12 10:22:49

بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)

من الوارد أن تتشابه بعض العادات والتقاليد بين الشعوب المنتمية لحضارات مختلفة، لكننى لم أكن أنتظر أن أجد تشابها بين التبت ومصر، ربما لبعد المسافة الكبير بينهما، وأنه لم يثبت أن حدث تواصل بين الجانبين فى أى وقت من التاريخ، لكن كانت مفاجأة لى أن أجد بعض التشابه فى أكثر من مكان، وبأكثر من طريقة، وعلى مستويات مختلفة، سواء ما له علاقة بالدين أو بالموروث الشعبى المصرى، وكان ذلك تحديدا فى ثلاثة أشياء.

* الأول: تحنيط الحكام

 

خلال زيارتى لقصر بوتالا وسط العاصمة التبتية لاسا دخلت مع المرشدة السياحية إلى قاعات مقابر الدالاى لاما من الخامس حتى الثالث عشر، وخلال شرحها قالت المرشدة إنه كان يتم تحنيط جثامين الدالاى لاما بعد موتهم، كما كان يفعل قدماء المصريين مع ملوكهم الفراعنة، مشيرة إلى أن هناك اختلافا واحدا فى طريقة التحنيط، وهى أن قدماء المصريين كانوا يخرجون الأجزاء الرطبة من جسم الإنسان ليتم تحنيط باقى الجثة، بينما فى حالة الدالاى لاما فقد كان يتم تحنيط الجسد كاملا كما هو، دون استبعاد أى جزء منه.

وعن سبب إقدامهم على فعل ذلك قالت المرشدة إن العقيدة التبتية مثلها مثل العقيدة المصرية القديمة كانت ترى أن الحياة الثانية هى الحياة الخالدة، وبالتالى كانوا يحفظون جسد الدالاى حتى يصل إلى الحياة الثانية ويظل باقيا بلا فناء.

* الثانى: كوم الأمنيات



فوق التلال المحيطة ببحيرة "ناموتسو" المقدسة عند التبتيين، والتى يعنى اسمها فى لغتهم "بحيرة السماء"، حيث تقع فوق قمم الجبال، ويحجون إليها لإقامة الصلوات حولها، وجدت كثيرا منهم يصنعون أكواما من الأحجار الصغيرة، يرصونها فوق بعضها بعناية وبطء شديدين وهم يتمتمون بكلمات غير مفهومة بالنسبة لى، وأحيانا يضعون فوقها قطعة من قماش الحرير الأبيض، فسألت عن معنى هذه الأكوام، ولماذا يشغلون أنفسهم بوضعها حول البحيرة.

فقال لى مرافقى إنها أكوام الأمنيات، فكل حاج للبحيرة يصنع كومة ويتمنى الخير له ولعائلته، وهو فى أثناء وضع الكوم يدعو ويصلى لتحل البركة عليهم.. هذه الإجابة ذكرتنى بـ"تكويم الكوم" فى الموروث الشعبى المصرى، حيث كان مودعوا أى حاج فى قريتنا يطالبونه كل على حدة بأن "يكوم له كوما" من الرمال على جبل عرفات، لاعتقادهم أنه حينما يفعل ذلك فى الأراضى المقدسة ويقول هذا الكوم لـ"فلان" فإن أمنيته فى أن يستطيع الحج ستتحقق، أى أنها أكوام للأمنيات أيضا.

* الثالث: الزينات

 

المولد النبوى الشريف يرتبط فى الريف المصرى، والمناطق الشعبية بالقاهرة والمدن الأخرى، بتعليق الزينات، التى يكون بعضها عبارة عن قطع قماش ملونة موضوعة مع بعضها فى عقد طويل يتم شده من فوق أسطح المنازل، أو بين البلكونات، لترفرف هذه البيارق أو الأعلام الصغيرة طوال فترة الاحتفال.

أعلام صغيرة ملونة شبيهة بذلك يجدها الزائر للتبت فى كل مكان، فهى تربط بين قمم الجبال، وتزين الصخور الكبيرة، وتصل بين الأشجار العالية، وتجدها على جسور الأنهار، وكبارى السيارات فى وسط المدينة، بألوان زاهية جدا منها الأحمر والأصفر والأخضر وغيرها من الألوان، بعضها مكتوبا عليه باللغة التبتية وبعضها بدون كتابة.

ويقول عنها التبتيون إنها استكمال لصلواتهم، وهى جزء منها، فكل شخص يحاول أن يضعها فى أعلى مكان يمكن أن يصل إليه، لذلك لا يمسها أحد، ولا يقترب منها حتى الأطفال، باعتبارها مادة للعب، وتكتب عليها تعاليم بوذا باللغة التبتية.

                                                                                              المصدر : الأهرام

 

الأخبار المتعلقة

الصور

010020070790000000000000011101431345068781