بكين 9 ديسمبر 2016 ( شينخوا) منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، ظلت الحكومة الصينية تشجع المواطنين الصينيين على تأسيس الأعمال التجارية الخاصة، بينما يغتنم المسلمون الصينيون الذين يشتهرون بمهاراتهم في التجارة هذه الفرصة لتطوير تجاراتهم ذات الخصائص الإسلامية. هذا وبصفتها مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، تعد العاصمة بكين مكانا مميزا بالنسبة إلى المسلمين الذين يعتزمون افتتاح مشاريعهم التجارية الخاصة. حقق بعضهم نجاحا كبيرا في أعمالهم، وبعضهم الآخر ما زال في المرحلة الأولى لتطوير تجارتهم، وزرت عددا من التجار المسلمين الذين يسعون في تحقيق أحلامهم في هذه المدينة.
وانغ يوي دو، تاجر مسلم من منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور الواقعة شمال غربي الصين، جاء إلى العاصمة بكين في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وفي ذلك الوقت كان شابا لم يكن يغادر بلدته. حيث فتح مع زوجته هذا المحل الخاص ببيع يشم خه تيان الموجود في منطقة شينجيانغ فقط. وخلال سنوات من إدارته الصادقة والحكيمة، لقي محله هذا إقبالا كبيرا من قبل الزبائن. وفي نفس الوقت، يريد وانغ إبراز القيمة الفنية لليشم ونشر الثقافة الصينية المتميزة التي تكمن فيه.
قائلا:" في المرحلة القادمة، أعتزم بيع يشم خه تيان في الدول الأجنبية، ونجري الآن دراسة للأسواق العربية والأفريقية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وجنوب أفريقيا. وبصفتي تاجرا صينيا، أريد تعريف مزيد من الناس في العالم بالثقافة الكامنة في المنتجات الصينية."
هذا وحان وقت الغداء، فيستقبل مطعم يان لان لو الإسلامي كثيرا من الزبائن. وما يجذبهم إلى هنا يتمثل في أن الأطباق تتميز بمذاق أطعمة المناطق المأهولة بالمسلمين.
أعرب زبون عن حبه لهذا المطعم، قائلا:" أتردد على هذا المطعم دائما، أنا مسلم من غربي البلاد، الأطعمة هنا تتميز بالمذاق الأصيل لبلدتي. بالإضافة إلى ذلك، إن بيئة المطعم نظيفة، مما يضمن أمن وصحة الأطعمة. وأَحبُ الأطباق بالنسبة إلي هي المكرونة، إنها لذيذة جدا." مضيفا أن كل الأطعمة المعروضة على المائدة من الأطباق التي هي الأكثر يميز هذا المطعم الإسلامي، وتجمع هذه الأطباق بين المذاق الشهي والجاذبية والصحة. "
صاحب المطعم من مقاطعة قانسو الواقعة شمال غربي الصين التي يعيش فيها عدد كبير من المسلمين. قبل أربع سنوات، وبعد الدراسة الدقيقة، وجد أن المطاعم الإسلامية قليلة في بكين إلى حد ما، فجاء إليها وفتح هذا المطعم، وظل يعمل على تحسين مذاق الأطباق ليجعلها تتناسب مع مذاق جميع الناس، حتى نجح اليوم في إدارة سلسلة المطاعم الإسلامية في المدينة مع أشقائه.
أشار سو ده يوان، صاحب مطعم يان لان لو الإسلامي إلى أنه بصفته مسلما، يعتقد أن لديه مسؤولية تجاه إبراز ثقافة الأغذية الصينية الإسلامية للمزيد من الناس، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين. ولا شك أن العاصمة بكين أفضل منصة لتحقيق هذا الهدف. فيعتزم افتتاح وتوسيع أعماله التجارية في بكين حتى تعريف الأطعمة الإسلامية رفيعة الجودة على أكثر فأكثر الناس.
من محلات تجارية متنوعة إلى سلسلة المطاعم الإسلامية ، من الشباب إلى رجال الأعمال، المسلمون الصينيون أسسوا أعمالا تجارية خاصة تتطرق إلى مجالات مختلفة بجهودهم الدؤوبة وحكمتهم الذكية. وهم يتمتعون بطبيعة مشتركة تتمثل في الرغبة في المحاولة والإبداع والشجاعة في السعي إلى أحلامهم والمثابرة عليها. كما بالتزامن مع تطوير أعمالهم وتجارتهم، يساهم المسلمون الصينيون في النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي في البلاد.