شبكة شينخوا:التبادلات الثقافية تحظى باهتمام كبير من قبل الصين ومملكتكم الموقرة أيضا، فالصين توفد عددا كبيرا من طلابها إلى الدول الأخرى، وفي الوقت نفسه أصبحت الصين مقصدا لطلاب قادمين من الدول المختلفة للسياحة والدراسة، فهل بإمكانكم أن تتحدثوا معنا عن التبادلات الطلابية بين الصين والسعودية والبرامج التي ستتخذها المملكة لجذب المزيد من الطلاب الصينيين وسبل تعزيز التعاون التعليمي بين البلدين؟
السفير: طبعا أنا لست في وضع لرصد الفعاليات المشتركة بين البلدين لكن من المؤكد أننا في مرحلة يجب أن نتعرف على بعض أكثر، فالصين يجب أن تقدم نفسها للعالم العربي تحديدا ونحن من جانبنا نعرف الشعب الصيني بثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا وهو تاريخ غني وراسخ. فالتبادل الثقافي يجب أن يكون موازيا للتبادل التجاري والاقتصادي. فلا يمكن أن تكون هناك علاقات سوية بين دولتين دون الأخذ في الاعتبار الجانب الثقافي، لأنه يمثل شيئا مهما، ونحن أخذنا مبادرات في الأعوام السابقة وأوفدنا وفدا شبابيا التقى بزملائه الصينيين، والتجربة كانت ناجحة، ونتمنى الآن أن نكررها في المملكة العربية السعودية مع الجهات الرسمية الصينية.
كما نحاول الآن مع المتحف الوطني الصيني لإقامة فعاليات متعددة، نحاول أن نجذب أكثر عدد من السياح الصينيين لزيارة المملكة أيضا، وفي نفس الوقت لدينا تعاون مع جامعات صينية عدة، فالطلبة السعوديين الموجودين الآن في الصين بحدود 700 طالب، وانخفض العدد بسبب تخرج مجموعة كبيرة منهم، وهناك تعاون أكاديمي وتعاون علمي تقني في كافة المجالات، وجزء كثير منها ليس معروفا للعامة، ونحن بوضعنا هنا نتابع هذه العلاقات وهي علاقات متنامية ومتزنة لأنها في مصلحة الطرفين. وفي الوقت الذي توفد فيه المملكة طلبة للدراسة في الجامعات الصينية، توفد الصين طلبة للدارسة في المملكة وتحديدا جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
شبكة شينخوا:الصين تخطط لتحقيق هدف الحد من الفقر بحلول عام 2020، وهذا الهدف جاء بعد تحقيقها الأهداف الإنمائية للألفية السابقة للأمم المتحدة، فهل تعتقدون أن الصين قادرة على تحقيق هذا الهدف التاريخي، وبوجهة نظركم ما هي الجوانب التي يجب على الصين أن تواصل فيها جهودها، وما هي خبرات المملكة في هذا المجال؟
السفير: طبعا فالصين حققت الكثير في مجال مكافحة الفقر، وهي دولة رائدة دون شك، والتجربة الصينية تجربة عظيمة يمكن أن يقتدى بها كافة دول العالم الثالث، وحققت الصين نجاحات في مضاعفة دخل الفرد أو مساهمة الفرد في إجمالي الناتج المحلي بأضعاف مضاعفة في سنوات قليلة وهذا في حد ذاته تجربة عظيمة. أنا أتمني من الآخرين أن يستفيدوا من تجربة الصين لأنها لا شك تجربة ناجحة، ونتمنى بالنسبة للمملكة طبعا، فالمملكة تعمل من خلال قياداتها الحكيمة ومن خلال المسئولين للحد من هذه الظاهرة، وهي ليست موجودة في المملكة العربية السعودية، لكن يجب أن نستفيد من تجارب الآخرين في تحسين مستوى دخل الفرد وتقديم حياة طبيعية للعائلة، وبعض التجارب الصينية تجارب خلاقة يمكن الاستفادة منها.