بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)
أصبحت تكاليف الزواج المرتفعة فى الصين إحدى المشكلات التى تواجه الشباب، خصوصا مع النمو الاقتصادى الذى شهدته البلاد خلال السنوات الماضية، والزيادة الكبيرة فى دخول أصحاب المشاريع ورجال الأعمال.
هذه الزيادة جعلت زواج الأبناء عبئا جديدا على الأسر الصينية، فى ظل ارتفاع كبير جدا فى أسعار العقارات والشقق وتجهيزاتها وحفلات العرس، التى تجعل أى شاب عاجزا عن توفير كل هذه النفقات بنفسه، أيا كانت طبيعة عمله أو مستوى دخله منه. وقد أظهرت إحصاءات صينية حديثة أن ما بين 20% و60% من نفقات زواج الشباب يتكفل بها الآباء، وتزيد هذه النسبة لدى 14% من الشباب إلى ما بين 80% و100%.
وتشغل مشكلة زيادة تكاليف الزواج حيزا كبيرا من اهتمام مستخدمى الإنترنت فى الصين، وتحظى بمناقشات واسعة يتحدث كل منهم فيها عن زواج والديه أو جديه وكيف كان بسيطا غير مكلف، ويرى مستخدمو الإنترنت أن تكلفة الزواج فى الصين تضاعفت ألف مرة خلال الـ30 سنة الأخيرة.
هذه الأزمة التى تواجه الشباب الصينيين الراغبين فى الزواج تشتد وطأتها فى المدن الكبري، حيث تصل أسعار الشقق لأرقام خيالية، فالشقة المكونة من غرفة واحدة ومطبخ ودورة مياه قد يصل سعرها إلى مليونى يوان صينى (ما يعادل مليونين و400 ألف جنيه مصري)، هو ما يدفعهم للبحث عن حلول.
وحسب صديق صينى يعمل صحفيا، ويعانى هو أيضا من المشكلة، فإن بعض الشباب الصينيين يسافرون إلى دول مجاورة للزواج من هناك، بينما يفضل آخرون إقامة علاقات على النمط الغربى خارج إطار الزواج. ويؤكد أن أحد أهم أسباب هذه الظاهرة هو زيادة عدد الذكور عن الإناث فى الصين، مما يجعل فرص الفتاة فى الزواج كبيرة، وبالتالى يرتفع سقف مطالبها، ومن الأسباب أيضا الرغبة الكبيرة لدى الفتيات فى التمتع بحياة الرفاهية، وهو ما يعنى ضرورة أن يكون الزوج غنيا.