المشهد الثانى- "الياك" الجوكر
أينما ذهبت فى التبت فستجد حيوان "الياك" أو أثرا منه، فهو الحيوان الأكثر انتشارا فى التبت، والأكثر ارتباطا بالحياة اليومية للسكان المحليين فهو أشبه بالجوكر الصالح لكل شيء، ويشبه ثور البقر، حيث إنه من فصيلة البقريات، لكنه يتميز عنها بوجود فرو أو صوف كثيف أسفل البطن وعلى الساقين، وتتعدد ألوانه فمنه الأبيض والأسود، والبنى، ومنه ما يحمل أكثر من لون فى وقت واحد.
وقد استأنس التبتيون هذا الحيوان الضخم، الذى يعيش أيضا فى نيبال ومملكة بوتان وفى شمال الصين وبعض مناطق منغوليا، واستخدموه فى أعمال الزراعة، ويتغذون على لحومه، ويصنعون من ألبانه الجبن، الذى يتم تجفيفه وتقطيعه إلى قطع صغيرة جافة جدا يتم نظمها بالخيط فى عقد وتباع على الطرقات وفى كل مكان، كما يصنعون منه "شاى الزبدة"، الذى تشتهر به التبت، وهو عبارة عن شاى أسود مخلوط بلبن الياك المجفف كامل الدسم يتم تجهيزه بإضافة الماء المغلى، ويشربه التبتيون مالحا أو حلوا، ليمنحهم الدفء فى البرد الشديد المميز للتبت، حيث ترتفع سعراته الحرارية نتيجة لدسم لبن الياك.
ومن الياك أيضا يصنع التبتيون الملابس التقليدية، سواء من الجلد أو غزل الفرو ونسجه، ومن عظامه يتم صنع بعض الهدايا التذكارية، ومن دهن الياك يشعل التبتيون الشموع فى المعابد، كما يتم تجفيف عظام رأس الحيوان وقرونه الطويلة.
ومع تزايد حركة السياحة على التبت استخدم السكان المحليون الياك فى جذب السياح إلى ركوبه، لالتقاط الصور مقابل 10 يوانات، أو 20 يوانا لأخذ جوله قصيرة به، فأصبح الياك يدر دخلا على صاحبه من السياحة، تماما مثل الحصان.