الصفحة الأولى > الصين والعالم العربى

مصــر والصيـن..من استيراد القطن إلى الشراكة الإستراتيجية

13:16:41 05-09-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)

فى ابريل 1955 التقى الرئيس جمال عبدالناصر رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي، على هامش المؤتمر الآفروآسيوى فى باندونغ بإندونيسيا، وبحثا إقامة علاقات دبلوماسية بين مصر والصين، وفي العام التالي تم تبادل السفراء.. ذلك اللقاء له أبعاد رمزية مازالت تمثل أساسا قويا للعلاقات بين القاهرة وبكين، وكانت أحد عوامل رفع مستوها إلى الشراكة الاستراتيجية، خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين فى ديسمبر 2014.

إعلان القاهرة

وهناك محطات رئيسية فى مسيرة العلاقات المصرية- الصينية، وأحداث تاريخية سبق بعضها إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية، التي ستكمل عامها الـ60 فى مايو المقبل، تؤكد أن القاهرة وبكين تمسكتا منذ البداية بمساندة كل منهما الآخر، فإضافة إلى العلاقات التاريخية، التي كان طريق الحرير أحد عوامل قوتها، حيث كانت تجارة الحرير الصيني تمر إلى أوروبا عبر مصر، فقد تواصلت الروابط بين البلدين، والمواقف القائمة على المبادئ فى العصر الحديث. ففي 27 من نوفمبر 1943 شهدت القاهرة توقيع وثيقة تعتبرها الصين إحدى أهم وثائق فترة الحرب العالمية الثانية، حينما وقع كل من رئيس الوزراء البريطاني فى ذلك الوقت ونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وقائد الجيوش الصينية تشان كاي شيك، على "إعلان القاهرة" للضغط على اليابان حتى تعيد الأراضي الصينية التي احتلتها، ثم عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949 واختارت الاشتراكية نظاما للحكم رفضت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالجمهورية الجديدة، وأعاقت مساعيها لاسترداد مقعد الصين فى الأمم المتحدة، وفرضت عليها عزلة سياسية وحصارا اقتصاديا وطوقتها عسكريا، وبعد 6 سنوات من إعلان جمهورية الصين الشعبية لم يتجاوز عدد الدول التي تعترف بها، وتقيم معها علاقات دبلوماسية 23 دولة، معظمها دول اشتراكية وآسيوية مجاورة للصين، ومن هنا كانت إقامة مصر علاقات دبلوماسية مع الصين أمرا مهما بالنسبة لبكين، حيث إن مصر من الدول صاحبة الحضارة، وهي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات مع الصين، وقد سبق الإعلان الرسمي عن العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين تواصلا بين البلدين على عدة مستويات، فقد بدأ الاتصال فى ابريل 1953، عندما بعثت مصر أحد رجال الأعمال إلى الصين ليبحث المسائل التجارية بين البلدين، ويعرض على الجانب الصيني استيراد القطن المصري، وهو ما وافق عليه رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي.

بعد اللقاء التاريخي بين عبدالناصر وتشو إن لاي في باندونج وبحثهما إقامة العلاقات الدبلوماسية، واتفاقهما مبدئيا على تطبيع العلاقات الثنائية تدريجيا، بدءا بالتجارة، تسارعت وتيرة اللقاءات بين المسئولين من مصر والصين، ففى مايو 1955 زار وزير الأوقاف أحمد حسن الباقورى بكين، ليكون أول وزير مصرى يزور الصين رسميا، وقد استقبله تشو ان لاي، وأكد له أن حكومة الصين تدعم النضال العادل لمصر والدول العربية ضد عدوان إسرائيل.

تبادل السفراء

كانت الخطوة الأخيرة قبل إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إصدار مجلس الوزراء المصري فى 16 من مايو 1956 قرارا بسحب اعترافه بـ"حكومة تايوان"، والاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، وهو ما جعل رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي يبعث رسالة للرئيس جمال عبدالناصر في 18 من مايو، أعرب فيها عن ترحيبه الحار بـ"قرار مصر الودى". وفي الثلاثين من مايو أصدرت حكومتا الصين ومصر بيانا مشتركا بإقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بشكل رسمي.

تاريخ لا ينسى

شهدت العلاقات المصرية- الصينية أحداثا مهمة ارتبطت بتواريخ لا ينساها الجانبان، مثلت اختبارات متتالية لقوة ومتانة هذه العلاقات، وقد نجحت كل من القاهرة وبكين فى اجتياز هذه الاختبارات، انطلاقا من المبادئ والأسس التي تقوم عليها العلاقات الثنائية بين الصين ومصر:

15أغسطس 1956: أصدرت الحكومة الصينية بيانا أبدت فيه تأييدها التام لمصر فى تأميم قناة السويس. الأول من نوفمبر 1956: أدانت الحكومة الصينية فى بيان لها العدوان الثلاثى على مصر. 3 نوفمبر 1956: احتشد آلاف الصينيين فى الميدان السماوى"تيان آن من" دعما لمقاومة الشعب المصري للعدوان الثلاثي. ديسمبر 1963:رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي يزور مصر، في بداية جولة شملت 14 دولة من آسيا وافريقيا وأوروبا، وكانت أول زيارة يقوم بها مسئول صيني لقارة إفريقيا.

1966-1969: خلال فترة الثورة الثقافية التي دشنها الزعيم الصيني ماوتسى تونج سحبت الصين سفراءها من المنطقة العربية، وكانت مصر الدولة الوحيدة التي استثنتها الصين من هذا القرار. مارس 1986: الرئيس الصيني لي شيان نيان يلقي كلمة في جلسة مشتركة لمجلسي الشعب والشورى، خلال زيارته للقاهرة كأول رئيس صيني يزور مصر. 8 أكتوبر 1991: افتتاح الخط الجوي بين بكين والقاهرة رسميا. ابريل 2000:خلال زيارته للإسكندرية قال الرئيس الصيني الأسبق جيانغ تسه مين إن الصين كان لها سفير في مصر عام 137 قبل الميلاد. يناير 2004: الرئيس الصيني السابق هوجينتاو يزور القاهرة، والإعلان عن إقامة منتدى التعاون الصيني العربي، عقب اجتماعه مع أمين عام جامعة الدول العربية.

المصدر: الأهرام

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
   الأخبار المتعلقة
مقالة خاصة: "إعلان القاهرة .. حكاية وثيقة" أول فيلم وثائقي عربي يكشف دور وتضحيات الصين ومصر في الحرب العالمية الثانية
((أهم الموضوعات الدولية)) سفيرمصر: زيارة الرئيس السيسي للصين ومشاركة جيش مصر في العرض العسكري دليل على متانة العلاقات الثنائية
مقابلة خاصة: وزير الصناعة المصري: اتفاقيات 18 مشروعا جاهزة للتوقيع خلال زيارة السيسي المقبلة للصين
((أهم الموضوعات الدولية)) خبراء صينيون: زيارة السيسي لموسكو تشكل انطلاقة تاريخية هامة للعلاقات المصرية ــ الروسية
مسؤول: مصر تدرس إصدار تأشيرة سياحية إلكترونية للسائحين الصينيين
010020070790000000000000011101431345916501