بيروت 28 مارس 2025 (شينخوا) أعلن الجيش اللبناني اليوم (الجمعة) تحديد موقع إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، مشيرا إلى أنه باشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها، وذلك بعد ما رد الجيش الإسرائيلي على ذلك بشن غارات على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية.

وقال الجيش في بيان اليوم إنه "تمكن من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها".

وتابع "صعد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فاستهدف مناطق مختلفة في الجنوب وصولًا إلى بيروت في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحد للقوانين الدولية، وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم "إطلاق قذيفتين صاروخيتين من لبنان نحو إسرائيل"، مشيرا إلى أنه "تم اعتراض إحداهما، بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية".

وردا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان قبل أن يشن غارة على ضاحية بيروت الجنوبية بعد توجيه إنذار للسكان في أحد أحيائها بإخلاء مبان.

وقال الجيش في بيان اليوم إنه "هاجم في ضاحية بيروت الجنوبية بنية تحتية لتخزين طائرات مسيرة لحزب الله".

وقتل شخصان على الأقل وأصيب 21 آخرون بجروح في الغارات على جنوب لبنان، وفق مصادر رسمية وأمنية لبنانية.

كما تسببت الغارات على الضاحية الجنوبية في حركة نزوح كثيفة، وزحمة سير خانقة في مداخل حي الحدث بالضاحية الجنوبية، وسط تهافت الأهالي إلى المدارس في الضاحية والمنطقة لاصطحاب أولادهم.

وقال الجيش اللبناني في بيانه "إن الوحدات العسكرية المنتشرة في مختلف المناطق تعمل على مواكبة الحركة الكثيفة للمواطنين، وتدعو إلى الالتزام بتوجيهات هذه الوحدات حفاظًا على سلامتهم".

وتابع أنه "يستمر في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع".

وأجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وقالت الوكالة إن سلام طالب "بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص".

وشدد رئيس الوزراء اللبناني على "ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية. مع تأكيد وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة"، وحذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية.

ومنذ 27 نوفمبر 2024، يسري اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية، ما وضع حدا للمواجهات التي نشبت بينهما على خلفية الحرب في قطاع غزة.

ورغم الاتفاق، ينفذ الجيش الإسرائيلي من حين لآخر ضربات في لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله، وأبقى على وجود قواته في خمس نقاط رئيسية في المنطقة اللبنانية الحدودية مع انتهاء مهلة محددة لانسحابه الكامل في 18 فبراير الماضي.