بكين 26 يوليو 2015 (شينخوا) ظهرت مانيلا كلاعب متلون في السياسة الدولية نظرا لأن طلبها الأخير بالتحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي يتجاهل تماما التوافق السابق الذي توصلت له مع الصين وينتهك ما تم الاتفاق عليه.
وخلال الشهور القليلة الماضية لجأت الفلبين مرارا للخطوات أحادية الجانب من أجل عمل نوع من الدعاية وحشد الدعم لموقفها في قضية بحر الصين الجنوبي على حساب العلاقات بين مانيلا وبكين واستقرار المنطقة.
وتضم جعبة مانيلا من الخدع اتهامات لا أساس لها من الصحة للصين بممارسة "البلطجة" في المنطقة ونشر مثل تلك الادعاءات غير المبررة واللجوء للقوى الخارجية دون كلل للتحكيم في الأمر.
ومثل تلك الخطوات الهدامة التي عززها أيضا طلب مانيلا العنيد بالتحكيم تتنافى مع روح إعلان سلوك الأطراف المعنية في بحر الصين الجنوبي الذي تعهدت فيه الأطراف المعنية بما في ذلك الفلبين بالتحلي بضبط النفس والامتناع عن تعقيد الوضع.
وتجدر الإشارة إلى أن طلب مانيلا بالتحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي ليس له أساس نظرا لأن القضية تدور بشكل أساسي حول حقوق السيادة على الأراضي فيما يتعلق بالعديد من العناصر البحرية في بحر الصين الجنوبي وهو ما يتجاوز نطاق معاهدة الأمم المتحدة حول قانون البحر التي لجأت لها مانيلا في طلبها للتحكيم.
وأوضحت الصين أنها لن تقبل ولن تتورط في تلك الاجراءات التي بدأتها الفلبين بشكل أحادي الجانب.
وبتجاهل معارضة الصين ونقل القضية لمحكمة دولية بدأ موقف مانيلا يسبب تآكلا في الثقة المتبادلة بين مانيلا وبكين وهي الثقة التي تضررت بالفعل بعد سلسلة من الاستفزازات التي قام بها الجانب الفلبيني في قضية بحر الصين الجنوبي.
والتزمت الصين طويلا بضبط النفس في مواجهة الاستفزازات المتعددة من جانب مانيلا وأصرت على أن نزاعات بحر الصين الجنوبي يمكن أن يتم حلها عن طريق المحادثات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة وأن هذا الأسلوب يستخدم على نطاق واسع في حل النزاعات على الأراضي.
وقد يشعر القادة الفلبينيون بإغراء المضي قدما في الخطوات أحادية الجانب في بحر الصين الجنوبي نظرا لأن واشنطن قدمت دعما لفظيا وماديا لها. على سبيل المثال صرح دانيل روسل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهاديء بتصريحات مؤيدة لطلب التحكيم الذي قدمته مانيلا.
لكن مانيلا يجب أن تدرك أن حتى أكثر مؤيديها في مسعاها لن يخاطر إذا خرج الأمر عن نطاق السيطرة.
ولذلك من الأفضل أن تمتنع مانيلا فورا عن كافة الاستفزازات في قضية بحر الصين الجنوبي وأن تعود إلى المسار الصحيح لحل النزاعات مع الصين عن طريق المحادثات الثنائية.
وبالنسبة لواشنطن يمكن لموقفها المحايد ظاهريا أن يكون مقنعا إذا توقفت عن تدليل مانيلا وامتنعت عن اتخاذ خطوات تخرب استقرار المنطقة.