بكين 3 أغسطس 2015 (شينخوا) من المقرر أن يقوم وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الفترة من 4 إلى 7 أغسطس بزيارة إلى ماليزيا، التي تتولي هذا العام الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وذلك لحضور اجتماعات وزراء خارجية الآسيان.
وحول هذه الزيارة، قال شيو بو سفير الصين لدى الآسيان في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن الصين تتطلع إلى دفع التنمية وتعميق التعاون من أجل توطيد وجهات النظر المشتركة بين الدول الأعضاء للآسيان فيما يتعلق بمواجهة التحديات ودفع الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وأوضح السفير أنه من الضرورة بمكان أن تعمل دول الآسيان على تخطى الصعوبات والحفاظ على التنمية ورفع مستوى معيشة شعوبها، مشيرا إلى أن الجانب الصيني يرى أن دول المنطقة لابد أن تتخذ على الدوام من هذه الاجتماعات منتدى إستراتيجيا للتركيز على تحقيق النمو والتكامل الإقليميين وتضييق أوجه التفاوت بين مختلف دول المنطقة.
وأكد شيو أن العام الجاري يحمل معنى خاصا ويشكل معلما للآسيان حيث من المقرر أن تنتهى الدول الأعضاء من تأسيس ثلاث هيئات مشتركة في قطاعات الأمن السياسي والاقتصاد والثقافة الاجتماعية ،مضيفا أنه قد تم إكمال 93 بالمئة من الرسوم التخطيطة لإنشاء مجموعة الآسيان التي شدد على أنها ستتيح فرصا لنمو دول الآسيان والصين والعالم بأسره.
وفي ظل 24 عاما من النمو المتواصل، شهدت العلاقات الثنائية بين الصين والآسيان زيادة في الثقة المتبادلة، والآن تعكف الصين على دفع عملية التناقش مع دول الآسيان للتوقيع على "اتفاق الصداقة والتعاون القائم على حسن الجوار بين الصين والآسيان".
جدير بالذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ ألقى خلال زيارته لماليزيا في أكتوبر 2013 خطابا أمام البرلمان الماليزي دعا فيه إلى إنشاء طريق الحرير البحري للقرن الـ21 مع دول الآسيان. وفيما بعد طرح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ "إطار تعاون 2 زائد 7" الذي يتضمن تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة ودفع التعاون الاقتصادي بالإضافة إلى تحسين التعاون في المجالات السبعة المتمثلة في السياسة، والاقتصاد ، والاتصالات والتواصل، والمالية، والتعاون البحري، والأمن، والثقافة الاجتماعية .
وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والآسيان نموا مستمرا، حيث سجل حجم التبادل التجاري بينهما رقما قياسيا في عام 2014 ليبلغ 480.4 مليار دولار أمريكي. ويعمل الجانبان الآن على إقامة "نسخة مطورة" من منطقة التجارة الحرة بينهما للوصول بحجم تجارتهما البينية إلى تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2020.
وحول نزاع بحر الصين الجنوبي الذي يلقى منذ فترة اهتماما كبيرا من أنحاء العالم، أوضح شيو أنه مشكلة بين الصين وعدد قليل من دول جنوب آسيا وليس بين الصين والآسيان، مؤكدا أن الصين توافق على وتدعو إلى إتباع نهج "المسار المزدوج" القائم على ضرورة حل المشكلة المحددة والتفصيلية عبر المفاوضات والحوار بين الدول المعنية بالنزاع على أساس احترام الحقائق التاريخية والقانون الدولي، وضرورة تعاون الصين والآسيان معا في مهمة الحفاظ على الاستقرار والسلام في بحر الصين الجنوبي.
وأكد شيو أن الصين ودول الآسيان تحافظ على الاتجاه الجيد للمفاوضات المعنية بحل مشكلة بحر الصين الجنوبي، قائلا إن "الحكومة الصينية لديها الثقة والقدرة على حل مشكلة بحر الصين الجنوبي مع دول الآسيان لتحويل هذا البحر إلى بحر للسلام والصداقة والتعاون".