واشنطن 17 سبتمبر 2015 (شينخوا) سأل الأمريكيون البروفيسور تشينغ قاو لعدد لا يعد ولا يحصى من المرات عن سبب الجهد العالمي الذي تبذله الصين للترويج للغة والثقافة الصينية عبر الكونفوشيوسية من بين جميع الفلسفات الصينية الأخرى.
فأجاب قاو، مدير معهد كونفوشيوس بجامعة جورج ميسن،هنا في مقابلة أجريت معه مؤخرا إن "الحقيقة تؤكد أن الناس مازالوا لا يعرفون سوى القليل عن معهد الكونفوشيوس، كما لا يعرفون سوى القليل عن الصين".
أضاف قاو أن "منذ فترة طويلة، صارت معاهد الكونفوشيوس على الأرجح أحد أكثر القنوات فعالية لنقل الصين والثقافة الصينية إلى العالم ... وستظل تمثل تلك القناة التي تقدم الصين والصينيين للأمريكيين ".
إن معاهد كونفوشيوس، التي يشتق اسمها من المعلم والفيلسوف الصيني القديم الشهير كونفوشيوس (551-479 قبل الميلاد)، تكون مؤسسات غير ربحية تابعة لوزارة التربية الصينية وتهدف إلى الترويج للغة والثقافة الصينية في الخارج.
قال قاو "إن عددا قليلا من الناس الآن يقللون من أهمية العلاقات الصينية-الأمريكية الصحية بالنسبة للعالم". "وبالنسبة لأي علاقات ثنائية صحية، يعد الفهم العام للآخر أمرا حيويا وإن ما تهدف إليه معاهد الكونفوشيوس هنا هو تعريف الأمريكيين على الثقافة الصينية".
ومنذ إنشاء أول معهد كونفوشيوس على الأراضي الأمريكية في جامعة ميريلاند في عام 2004، أدهش التطور السريع للمعاهد في البلاد الكثيرين، حيث يوجد في حوالي 100 جامعة أمريكية الآن هذا المعهد وحوالي 360 من فصول كونفوشوس الدراسية التي تقدم دروسا للغة والثقافة الصينية في أنحاء الولايات المتحدة.
وقال قاو إن التطور السريع لمعاهد كونفوشيوس يعد أمرا حتميا، مضيفا أن البرنامج يمثل وضعا يعود بالفائدة على كل من الولايات المتحدة والصين.
"وفي عالم اليوم، تلعب الصين دورا حيويا في الاقتصاد والسياسة والثقافة على مستوى العالم. ومن ثم، فإنه بالنسبة لشخص يسعى إلى مهنة طموحة، فعليه أن يمتلك معرفة عن الصين وثقافتها"، هكذا قال قاو.
وقبل أن يبدأ معهد كونفوشيوس في جامعة جورج ميسن في منح شهادات في تعلم اللغة الصينية في 2011، قال قاو إنه لم يكن هناك سوى 12 طالبا محليا ملتحقين بدروس تعليم الصينية في الجامعة.
والآن، يدرس أكثر من 300 طالب بدوام كامل للحصول على درجة البكالريوس في اللغة الصينية.
وقال قاو "إن دفعتنها الأولى من الخريجين تخرجت في هذا العام، وحصل معظمهم على وظائف مرضية ومن بينها وظائف في وزارة الخارجية الأمريكية "، مضيفا أن "براعتهم في اللغة الصينية ومعرفتهم بثقافة قوة كبرى تعد بالتأكيد قوة داعمة لعملهم المهني".
وذكر قاو أن جامعة جورج ميسن كان بها بالفعل كلية لتعليم الصينية قبل إقامة معهد كونفوشيوس، ويتعاون الكيانان الآن مع كل منهما الآخر حيث يلعب معهد كونفوشيوس دورا مساعدا ويقدم تدريبا للمعلمين ومحاضرات ثقافية.
وأضاف قاو أن "إحدى السمات الرئيسية لبرنامج معهد كونفوشيوس هنا في الولايات المتحدة هي أن المعاهد تكيف نفسها مع الظروف المحلية".
وقال إنه "بالنسبة للجامعات المجهزة بالفعل ببرنامج لتعليم الصينية، ستركز المعاهد على تدريب أعضاء هيئة التدريس والتعليم الثقافي".
وأشار قاو إلى أن هناك معهد كونفوشيوس لا يدرس سوى أوبرا بكين ومعهد آخر لا يدرس سوى الموسيقى التقليدية الصينية.
وأضاف قاو أنه "بالنسبة إلى المعلمين، تعد عولمة التعليم اتجاها رئيسيا. وفي ظل خلفية كهذه، فإن تعليم اللغة والثقافة الصينية أمر حيوي، قائلا إن "الجامعات الأمريكية تعتبر معاهد كونفوشيوس مصادر تعليمية حيوية".