ديس موينس، الولايات المتحدة 21 سبتمبر 2015 (شينخوا) تقع مزرعة عائلة، تبلغ مساحتها 4 آلاف أكر في وسط ولاية آيوا ويقوم فيها ريك كيمبرلي (64 عاما) وإبنه بزراعة فول الصويا والذرة، تقع على بعد آلاف الأميال من الصين.
إن عائلة كيمبرلي، إلى جانب العديد من مزارعي آيوا، تستفيد من طلب الصين المتزايد على المنتجات الزراعية الأمريكية. وتتابع عن كثب زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة في الفترة من الثلاثاء حتى الجمعة.
وقال ريك، الذي يدير المزرعة بصفته من الجيل الخامس في مدينة ماكسويل بولاية آيوا واستضاف شي في مزرعته في فبراير من عام 2012 ، "سيكون أمرا رائعا إذا ما قام، أعني إذا ما كان لديه وقت لزيارة آيوا مرة أخرى".
وصرح ريك لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنني متأكد من أنه سيزور واشنطن العاصمة، ولكننا نرغب في توجيه الدعوة له لزيارة آيوا. نود استقباله"، قائلا "أعلم أن آيوا لديها مشاعر قوية تجاه الرئيس شي وتجاه دولة الصين".
وبصفتها منتجا محليا رائدا للذرة وفول الصويا ولحم الخنزير،تستفيد ولاية آيوا الواقعة في وسط الولايات المتحدة من الطبقة المتوسطة المتنامية والسوق المزدهرة في الصين. وتشير الإحصاءات الواردة من مجلس الأعمال الأمريكي - الصيني إلى أن قيمة صادرات آيوا إلى الصين بلغت 2.9 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة نسبتها 391 في المائة مقارنة بعام 2005.
وبالنسبة لفول الصويا في آيوا، "مازال الصين تمثل أكبر سوق للصادرات"، هكذا ذكر جرانت كيمبرلي ابن ريك كيمبرلي ومدير تنمية السوق بجمعية آيوا لفول الصويا. وأعرب عن أمله في أن يظل طلب الصين على فول الصويا قويا هذا العام بالرغم من التباطؤ الاقتصادي الحاصل مؤخرا.
وذكر جرانت أن جمعية فول الصويا تعمل أيضا مع الحكومة الصينية لمساعدة المزارعين على الزراعة بصورة أكثر كفاءة وأمان باستخدام التكنولوجيا الحيوية، وأعرب عن اعتقاده بأن "الزراعة يمكن أن تساعد في الواقع في تدعيم الأساس الإيجابي بين البلدين".
وفيما لا يتوقع أن يتوقف شي في آيوا هذه المرة، قال تيري برانستاد حاكم آيوا إنه "فخور جدا" بعودة صديقه القديم شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة بصفته رئيسا للصين.
وقال برانستاد في مقابلة أجرتها معه مؤخرا ((شينخوا)) "نحن سعداء للغاية بأن الرئيس شي هو زعيم الصين لأنه يعرف آيوا ويحبها، ونحن فخورون جدا بأن يكون صديقا لنا".
وذكر الحاكم "حتى قبل أن يصبح شي جين بينغ رئيسا للصين، كان نصيرا قويا للتجارة وبناء العلاقات بين بلدينا"، مضيفا "نأمل تحت قيادته أن تصبح العلاقات الثنائية أفضل".
وبالنسبة لشركة سوكوب المملوكة للعائلة والمصنعة لصناديق الحبوب وأجهزة التجفيف في شيفيلد في آيوا، فإن وجود علاقات أقوى مع الصين يحقق نجاحا جيدا من الناحية التجارية.
وصرح ستيفن سوكوب كبير المسؤولين الماليين بشركة سوكوب لـ((شينخوا)) بأن "الصين تعد بالقطع محور اهتمام كبير جدا بالنسبة لنا ... ويمكننا العمل معا في مجال الزراعة".
وبالنسبة لمدينة موسكاتين الواقعة في آيوا وتقطنها حوالي 20 ألف نسمة وتقع بجوار نهر المسيسيبي، تعد الصين أكثر من كونها سوقا آخذا في النمو. فقد طورت علاقات خاصة مع الصين منذ عام 1985 عندما قاد شي، الذي كان آنذاك مسؤولا بإحدى المحافظات في مقاطعة خبي بشمال الصين، وفدا زراعيا لزيارة هذه البلدة.
"لأنه لم يكن لدينا سوى مترجم واحد، لم نتمكن من قول الكثير، ولكننا عرفناه بابتسامته وإخلاصه واحترامه لنا وشغفه لمعرفة كل شيء "، هكذا ذكرت ساره لاندي المدير التنفيذي السابق لمنظمة (آيوا سيسترز ستاتس) وإحدى منظمى زيارة شي الأولى لموسكاتين وهي تسترجع أول تواصل لها مع شي .
وبعد 27 عاما خلال زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة بصفته نائب الرئيس الصيني، عاد شي إلى موسكاتين ليلتقى مجددا أصدقائه الأمريكيين القدامي.
وتذكرت لاندي، التي استضافت شي لمدة ساعة واستغرقت في الحديث عن الذكريات في منزلها عام 2012، قائلة "لقد كنا متحمسين للغاية عندما اتجه ليفتح الباب.. فالجميع كان ينتظرون رؤيته".
وقالت لاندي إن الكلمات التي قالها شي قبل أن يغادر المنزل لمست قلوبهم.
"كان يقول وهو ينزل على الدرج (هل تعلمون إنني كنت لتوى في العاصمة واشنطن وسألني الرئيس أوباما ونائبه بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لماذا آيوا، لماذا تتجه إلى آيوا؟". فنظر إلى الأصدقاء القدامي وقال (أنتم سبب عودتي)".
وبعدها بعدة أشهر، استضاف شي وقرينته بنغ لي يوان لاندي وأصدقاء قدامي آخرين في بكين. وتذكرت لاندي أن شي أخذ يؤكد أنه في السنوات العشر المقبلة، ستصبح العلاقات الأمريكية - الصينية حقا مهمة وشجع على إجراء المزيد والمزيد من التبادلات على جميع المستويات بين البلدين.
وصرحت لاندي لـ((شينخوا)) "أنه حقا رجل جيد، يهتم حقا بشعبه ويريد النهوض بالصين وتحقيق التعاون". و"أود توجيه التحية له مرة أخرى".
وبالنسبة للاندي، تعد الصين جزءا من حياتها الآن وستواصل تعزيز التفاهم بين الشعبين الأمريكي والصيني.
ومن جانبه ذكر ديواين هوبكينز عمدة موسكاتين "نود تطوير علاقات ودية مع الصين، وإقامة علاقات تقوم على مشاعر طيبة حقا".
ويعرب لوكا بيرون، وهو رجل أعمال في أورباندالي بولاية آيوا وساعد على ترتيب زيارة شي لآيوا في عام 1985، عن اعتقاده بأن زيارة الدولة التي سيقوم بها شي وتأتي عند منعطف هام تتيح فرصا لدفع العلاقات الثنائية قدما.
وصرح بيرون لـ((شينخوا)) "أؤمن بوضوح أن الحوار سيكون جوهريا في تحسين العلاقات، حيث أنه يضمن تحديد الأهداف المشتركة وتحقيقها أيضا".
وشاطره الرأي الحاكم برانستاد قائلا "أظن أن وجود روح التعاون أمر يصب في صميم المنفعة المتبادلة للبلدين...ونتطلع إلى أن يقوم بزيارة مثمرة وناجحة جدا للولايات المتحدة".
مقالة خاصة: التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة يتجه نحو التوازن والاستدامة |
(زيارة شي للولايات المتحدة) مقالة خاصة: الحفاظ على النظام العالمي ما بعد الحرب يتطلب جهودا صينية - أمريكية ملموسة |
مسؤول بالخارجية: زيارة شي للولايات المتحدة تحقق تعاونا ثريا |