سياتل، الولايات المتحدة 22 سبتمبر 2015 (شينخوا) من المقرر أن يصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هنا اليوم (الثلاثاء) في أول زيارة رسمية يقوم بها للولايات المتحدة منذ توليه منصبه. وتلك المدينة الموجودة في شمال غرب الولايات المتحدة والمطلة على المحيط الهاديء تأوي 3.6 مليون نسمة وتتأهب للعب دور المضيف المثالي وفي الوقت نفسه تتوقع بعض النتائج الايجابية للزيارة.
وقال حاكم ولاية واشنطن جاي اينسلي في مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء (شينخوا) "أشعر بحماس شديد تجاه تلك الزيارة لأنها تأتي في وقت يتواصل فيه اتساع نطاق العلاقات بين البلدين وهي علاقات متعددة الأبعاد".
وسيكون الحاكم ضمن الوفد الذي سيستقبل الرئيس الصيني في المطار فور وصوله اليوم. ويعد شي هو ثاني زعيم صيني يزور المدينة الساحلية الصاخبة التي تعد كبرى مدن ولاية واشنطن خلال تسعة أعوام فقط. وقام الرئيس السابق هو جين تاو بزيارة سياتل في ابريل عام 2006.
تعود علاقات المدينة مع الصين إلى عام 1979 عندما قام نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وقتئذ دنغ شياو بينغ بزيارتها في إطار زيارة تاريخية للولايات المتحدة بعد بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. واستقبلت سياتل جميع الزعماء الصينيين البارزين خلال الثلاثة عقود الماضية وهي ميزة نادرة تفردت بها بين المدن الأمريكية الكبرى.
وقال عمدة سياتل ايد موراي في رسالة نشرها الموقع الالكتروني للحكومة "لعبت سياتل دورا هاما في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ونفخر الآن مجددا باستضافة زعيم أكبر دولة في العالم (من حيث تعداد السكان) وثاني أكبر اقتصاد في العالم".
وكان العنوان الرئيسي على صدر الصفحة الأولى لصحيفة سياتل تايمز نسخة يوم الأحد "واشنطن اللطيفة ترحب بالصديق"، وخصصت الصحيفة أربعة صفحات من التقارير الخاصة للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني.
وقال الحاكم اينسلي "أولا أريد التأكيد على أن شي حصل على قسط من الراحة والطعام الجيد وهذا هو أول ما يمكن تقديمه لأي شخص قضى ثمانية أو تسعة ساعات على متن الطائرة"، مضيفا أنه خطط لتقديم منتجات غذائية محلية "كلاسيكية للغاية" وخمر فاخر من انتاج الولاية للرئيس.
لكن مقارنة بالتحديات الصعبة المتعلقة بالمرور والأمن سيكون من السهل تدبير ترتيبات الإقامة والطعام للضيوف.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن أهم ملامح زيارة شي سيكون "تواصلاته المكثفة مع الشعب الأمريكي" حيث من المتوقع أن يلتقي بأشخاص من مختلف دوائر المجتمع خلال زيارته لسياتل التي تستمر يومين ونصف اليوم.
وسيكون جدول أعمال شي مزدحما يشمل سبعة أو ثمانية فعاليات من بينها زيارة مقر شركة ميكروسوفت ومصنع شركة بوينج ومشاركة في مائدة أعمال مستديرة رفيعة المستوى وتفاعلات مباشرة مع معلمي وطلاب مدرسة ثانوية محلية وفقا للتفاصيل التي ذكرتها وسائل الإعلام المحلية.
وفي مدينة تاكوما الساحلية التي تبعد 50 كيلو متر جنوب غرب سياتل تبرع العديد من طلبة مدرسة لينكولن الثانوية المحلية وكذلك مدير المدرسة نفسه بوقتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع لتنظيف حرم المدرسة والاستعداد لزيارة الرئيس الصيني.
وتم اختيار المدرسة العامة التي تم بنائها منذ قرن من الزمن لتكون إحدى محطات زيارة الرئيس شي وزوجته بينغ لي يوان غدا (الأربعاء).
كما قامت مدرسة منطقة تاكوما بإرسال ثلاثة من عمال الدهان للمساعدة في تجديد بعض أجزاء الواجهة الخارجية لمبنى المدرسة.
وقال أحد عمال الدهان الذي عمل في المنطقة التي توجد بها المدرسة لمدة 25 عاما وعرف نفسه باسم فرانك فقط "حتى الآن كل ما أعمله أن تلك هي المرة الأولى التي تستقبل فيها المدرسة مثل هذا الزائر الهام وأعتقد أن بعض الساسة البارزين من الولاية والمدينة سيكونوا موجودين غدا".
وفي حافلة سياحية متوقفة على جانب الطريق أمام المدرسة توقف السائق راؤول من سياتل في انتظار عودة مجموعة من الزوار الصينيين، وقال مبتسما "زيارة الرئيس أدت لانتعاش العمل".
أما بالنسبة لسكان سياتل العاديين فان تأثير زيارة الرئيس أكثر بساطة ومباشرة.
وقال بواب أمريكي من أصل أفريقي لأحد فنادق الأربعة نجوم في وسط سياتل يدعى ميشيل "اعتقد أنه أمر جيد للغاية، انني أحب الصين لأن لي أخ يعيش ويعمل هناك منذ 14 عاما"
ومع الحرص التام على إنجاح زيارة شي تتطلع كل من سياتل وواشنطن للفرص الهامة والوعود المرتقبة للتعاون المستقبلي مع الصين.
وقال جاري لوك حاكم واشنطن السابق وأول أمريكي من أصل صيني يشغل منصب السفير الأمريكي لدى الصين خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2014 إن الصين هي أهم مقصد تصدير لولاية واشنطن حيث استقبلت منتجات خاصة بالولاية بقيمة تجاوزت 15 مليار دولار أمريكي العام الماضي فقط ودعمت قرابة 90 ألف وظيفة في الولاية.
في الوقت نفسه أعرب اينسلي عن اعتقاده بأنه ما زال هناك الكثير من الإمكانيات التي يمكن استغلالها، خاصة في تصدير المنتجات الزراعية بما في ذلك الخمور المحلية التي سيسعى جاهدا لإقناع شي بتجربتها.
وقال لوكالة أنباء (شينخوا) "نشعر بفخر شديد بانتاجنا من الطعام والخمر"، وأصر على أن خمور ولاية واشنطن تنافس خمور ولاية كاليفورنيا برغم أن تلك الأخيرة لها شهرة أكبر في الداخل والخارج في هذا المجال.
وأضاف أنه يرغب أيضا في استغلال فرصة لقائه مع شي وكذلك بعض حكام الولايات الأخرى لمناقشة التعاون المحتمل في مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجياتها من أجل مواجهة التحدي المشترك الذي تواجهه البشرية في التغير المناخي.
وقال موراي "استفادت سياتل من العلاقات الاقتصادية والثقافية والتعليمية القوية مع الصين، وتعد زيارة الرئيس شي فرصة هامة لتعميق تلك العلاقات ودفع إجراء حوار بناء حول القضايا السياسية الهامة للبلدين".
وأشار إلى قصص نجاح شركات بوينج وميكروسوفت وستاربكس وأمازون، وشدد أيضا على أن "ثقافة الإبداع" لها جذور عميقة في سياتل التي اعتقد أنها تتشارك مع الصين في الكثير من الجهود الراهنة التي تهدف لتحقيق إعادة هيكلة اقتصادية قائمة على الإبداع.
في الوقت نفسه أشارت بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أن زيارة شي وأنشطته في سياتل قد تساعد في إظهار "العلاقات الجيدة بين الصين والولايات المتحدة" للعالم.
وقال اينسلي "لدينا فرص هائلة لتحقيق نمو أقوى وأفضل وعلاقة أكثر إنتاجية من الناحية الاقتصادية مع الصين".
(زيارة شى ) التسلسل الزمنى لابرز الاحداث فى العلاقات الصينية الامريكية خلال 4 عقود |
رايس: العلاقة الأمريكية -الصينية ليست لعبة صفرية |
أهم الموضوعات/الصين (مقالة خاصة): السفير الصيني : زيارة شي ستكون معلما بارزا في العلاقات الصينية الأمريكية |