رام الله 2 أكتوبر 2015 (شينخوا) احتشد آلاف الفلسطينيين اليوم (الجمعة) في مقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية وحوله لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى وصوله إلى المدينة قادما من نيويورك بعد إلقاء خطاب وصفة مسؤولون فلسطينيون "بالتاريخي" أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ولوح المحتشدون لدى وصول عباس إلى مقر الرئاسة في مدينة رام الله بالأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات مؤيدة له ولخطابه خاصة أنه ترافق مع رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في الأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد عباس في كلمة له أمام المحتشدين، التزامه ب"كل كلمة" أعلنها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في إشارة إلى تهديده بوقف الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
وقال عباس "ما قلناه هناك (في نيويورك) نقوله هنا ونلتزم به هنا، الكلمة لن تكون كلمتين، واللسان لن يكون لسانين".
وأضاف " نحن ملتزمون بكل كلمة قلناها هناك لنعمل عليها هنا ونطبقها هنا بإذن الله".
وأردف عباس "علينا أن نعمل وأن نجد، الوقت أمامنا والطريق أمامنا وأقول لكم إن المستقبل لنا بإذن الله".
وكان عباس أعلن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول أمس (الأربعاء)، أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وأن على إسرائيل تحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال.
وقال عباس بهذا الصدد "نعلن أنه ما دامت إسرائيل مصرة على عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معنا، والتي تحولنا إلى سلطة شكلية بدون سلطات حقيقية، وطالما أن إسرائيل ترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفق الاتفاقات معها، فإنها لا تترك لنا خيارا سوى التأكيد على أننا لن نبقى الوحيدين ملتزمين في تنفيذ تلك الاتفاقيات، بينما تستمر إسرائيل في خرقها".
وأضاف " اننا نعلن أنه لا يمكننا الاستمرار بالالتزام بهذه الاتفاقيات، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره، وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في شهر مارس الماضي محددة وملزمة".
وحول رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، قال عباس "العلم ليس رمزا فحسب وإنما هو عنوان مجد عنوان كرامة، عنوان تاريخ، عنوان حاضر، وعنوان مستقبل، ولذلك عندما نرفع علمنا فإن مجدنا وكرامتنا كلها ستكون مرتفعة في الأمم المتحدة وفي فلسطين إن شاء الله".
وأضاف "العلم ليس كما قال السفهاء، إنه قطعة من قماش، لا، سمعتم هذا الكلام، هؤلاء سفهاء لا يفهمون معنى الوطن، ولا يفهمون معنى الوطنية، ولا يفهمون معنى الكرامة الوطنية، لذلك يعتبرون العلم قطعة قماش بالية، لا تستحق أن ترفع فوق رؤوسنا، العلم سيرفع فوق رؤوسنا وفوق مساجدنا وفوق كنائسنا، وفوق أسوار القدس كما رفعتموه أول أمس".
وتابع "ونحن نرفع العلم في حديقة الأمم المتحدة تذكرت الأطفال الشهداء، الذين استشهدوا وهم يرفعون العلم في أماكن مختلفة في الوطن، ولذلك نهدي هذا العلم لأرواح جميع هؤلاء الشهداء، ولن ننسى أسرانا في السجون، 6 آلاف أسير في السجون وأولهم الأسرى الثلاثون، لن ننساهم وقد ذكرتهم في كلامي، هم على رأس قائمة التي شاءوا إن يطبقوا الاتفاقيات، فهي على رأس الاتفاقيات".
وكان جرى الاحتفال برفع العلم الفلسطيني في مقر الأمم المتحدة بعد توجيه عباس خطابه أمام الجمعية العامة بحضور زعماء عرب وأجانب.
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من الشهر الماضي بأغلبية 119 صوتا على مشروع قرار يسمح للفلسطينيين برفع علمهم على مقرات المنظمة الدولية.
وعارض مشروع القرار 8 دول من بينها الولايات المتحدة، فيما امتنعت عن التصويت 45 دولة.
ونص مشروع القرار على الذي قدم الفلسطينيون مسودته، على أن "أعلام الدول غير الأعضاء التي لها صفة مراقب مثل فلسطين يجب أن ترفع على مقر الأمم المتحدة، ومكاتب الأمم المتحدة على غرار أعلام الدول الأعضاء".
وكانت فلسطين حصلت على صفة "دولة مراقب غير عضو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر عام 2012 بتأييد 138 صوتا، مقابل تسعة أصوات معارضة، وامتناع 41 دولة عن التصويت.











