اليابان 15 أكتوبر 2015 (شينخوا) عندما يرى المرء وجهه متسخا في المرآة فإنه يقوم بتنظيفه بدلا من كسر المرآة بغضب. ولكن يبدو أن اليابان تقوم بالعكس.
عندما قامت منظمة اليونسكو بتسجيل وثائق مذبحة نانجينغ في ذاكرة السجل العالمي، وهي الوثائق التي تعكس الماضي المخزي لليابان، شعرت طوكيو بالغضب وهددت المنظمة الأممية بمعاقبتها فقط لأنها تقول الحقيقة.
خلال ستة أسابيع بدأت يوم 13 ديسمبر عام 1937 شهدت مذبحة نانجينغ (نانكين) مقتل 300 ألف من المدنيين الصينيين والجنود غير المسلحين بعد سقوط العاصمة الصينية وقتئذ في أيدي الجيش الياباني.
وتشمل الوثائق التي قدمتها الصين لليونسكو 11 أرشيفا حول المذبحة تشمل مادة فيلمية وصورا ونصوصا خلال الفترة ما بين عامي 1937 و1948. وتظهر تلك الوثائق القوات اليابانية وهي تقتل صينيين عزل. وبعض الصور تظهر النساء المغتصبات والجثث الملقاة في الشوارع.
ولم تشكك اليابان فقط في صحة الوثائق ولكنها هددت أيضا بوقف تمويل المنظمة الأممية. وساهمت اليابان بنحو 31 مليون دولار أمريكي لليونسكو خلال عام 2014 أو ما يوازي 11% من ميزانيتها الكلية.
ورد الفعل الياباني غير منطقي.
أولا، الوثائق التي أقرت بها اليونسكو لا يمكن التشكيك في صحتها ومصداقيتها.
وتتماشى المواد التي قدمتها الصين مع معايير ذاكرة السجل العالمي، في حين تتماشى عملية التقدم بطلب لإدراجها مع القواعد ذات الصلة لليونسكو.
قامت اليونسكو باتخاذ قرارها خلال اجتماعها الذي استمر ثلاثة أيام في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد عملية استمرت على مدار عامي 2014/2015 للترشح والاختيار من بين 88 طلبا مقدما من 61 دولة لفحصها.
ثانيا، التهديد بوقف تمويل اليونسكو من جانب بعض الساسة اليابانيين أمر سخيف.
ان اليونسكو تعمل لصالح العالم بأسره ويجب على اليابان ألا تتوقع من المنظمة الأممية الامتثال لأوامرها. وفي الواقع لدى اليابان العديد من الوثائق التي تم إدراجها في ذاكرة اليونسكو للسجل العالمي من بينها اثنتان تم تسجيلها خلال العام الحالي.
كما تم إدراج موقع ميجي للثورة الصناعية في اليابان في قائمة التراث العالمي لليونسكو خلال العام الحالي.
إن اليونسكو ليست منظمة تعمل وفقا لأهواء اليابان.
والتاريخ مسألة هامة في العلاقات بين الصين واليابان ويجب ألا تأمل طوكيو في تخطي التاريخ في علاقاتها مع الصين والدول الآسيوية الأخرى التي عانت من الاستبداد الياباني خلال وقبل الحرب العالمية الثانية.
وبدلا من الغضب الشديد من هؤلاء الذين يقولون الحقيقة يجب أن تنظر اليابان في المرآة لتاريخها وأن تعلم أن وجهها متسخ بالفعل. ولا تزال أمام اليابان فرصة لتظهر أمام العالم بوجه جديد تماما مثلما فعلت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
الصين تؤسس قاعدة بيانات لمذبحة نانجينغ بعد إدراجها فى ذاكرة السجل العالمى لليونسكو |
الصين ترحب بإدراج اليونسكو ملفات مذبحة نانجينغ في ذاكرة السجل العالمى |