بكين 24 اكتوبر 2015 (شينخوا) قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة ناجحة إلى بريطانيا من الاثنين إلى الجمعة الماضيين، وجذبت ليس فقط الاشادة من القادة السياسيين البريطانيين ولكن أيضا الاهتمام المكثف من وسائل الاعلام والباحثين والمواطنين في البلد.

وتعتقد المجموعات المختلفة في بريطانيا ان زيارة شي عززت بعمق العلاقات بين البلدين وفتحت عصرا ذهبيا من الشراكة الاستراتيجية الشاملة العالمية بين البلدين، وينبغي على بريطانيا اقتناص هذه الفرصة للنمو مع الصين.

علاقات ذهبية تضع نموذجا للتعاون

في مقالة نشرت حديثا بصحيفة ((ذى اوبزرفر)) البريطانية, كتب وزير المالية البريطاني جورج اوسبورن "من مصلحة بريطانيا تعزيز العلاقات مع الصين حاليا."

وأوضح "نرغب فى ارساء علاقة ذهبية مع الصين تساعد في بدء عقد ذهبي لهذه البلاد. انها لفرصة لا يمكن للمملكة المتحدة ان تتحمل خسارتها."

وتابع "نحتاج إلى مضاعفة جهودنا لتقوية علاقاتنا الاقتصادية ومساعدة الشركات البريطانية في الدخول إلى هناك وجذب المزيد من الاستثمارات إلى بريطانيا والمقاطعات الشمالية."

واشار "بدلا من العودة للوراء والتخلف, يجب علينا استغلال كل الفرص التى تقدم الصين النامية لنا."

وفي مقالة نشرت على الموقع الالكتروني لصحيفة ((الجارديان)) البريطانية, قال مارتن جاكوس "ما قاله رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن ان المملكة المتحدة من الممكن ان تكون افضل شريك للصين في الغرب ليس كلاما فارغا, ولا فكرة العقد الذهبي في العلاقات الصينية-البريطانية."

وأضاف الاستاذ في كلية الدراسات السياسة والدولية في جامعة كامبريدج "... يظهر ذلك كيف يمكن لبريطانيا ان تزدهر فى العالم المتجه نحو اسيا والمتمركز نحو الصين."

وقال المراقب للشؤون الصينية كيث بينيت لوكالة انباء ((شينخوا)) إن نتائج زيارة الدولة التي قام بها شي تظهر ان العلاقات البريطانية-الصينية تملك امكانية ان تصبح نموذجا للتعامل مع العلاقات بين دولة نامية كبرى ودول متقدمة كبرى، ونموذجا للتعامل فى العلاقات بين دولتين من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، ونموذجا للتعامل مع العلاقات بين دولتين بأنظمة اجتماعية مختلفة.

كان التركيز فى الزيارة على الموضوعات الاستراتيجية والاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الكبرى، ولكن الزيارة كانت شاملة ومتعددة المستويات, حسبما قال بينيت الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس ((48 جروب كلب))، شبكة اعمال مستقلة معنية بتعزيز العلاقات الايجابية بين بريطانيا والصين.

التعاون الاقتصادي والتجاري يقود النمو المشترك

ستجلب العديد من الاتفاقيات التجارية التى وقعت بين الصين وبريطانيا خلال زيارة شي فرص عمل لبريطانيا, حسبما قال الدكتور رامون باتشيكو باردو، الخبير في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي الدولي بكوليدج كينج في لندن.

واضاف ان الاتفاقيات تلبي ايضا حاجات الحكومة والشركات الصينية لاستكشاف فرص الاعمال الجديدة.

واشار بينيت الى ان مشروعات التعاون في محطات الطاقة النووية بين البلدين جذبت اهتماما كبيرا، كما ان كثافة وتنوع اتفاقيات التعاون بين البلدين تستحق التركيز عليهما.

ونشرت صحيفة ((ديلي تليجراف)) البريطانية مقالة على موقعها الالكتروني بعنوان "هينكلي ليست خاصة بالصين -- انه مشروع ثنائي الاتجاه"، في اشارة لمشاركة شركات صينية في بناء محطة طاقة نووية في هينكلي بوينت جنوب غرب انجلترا.

وقالت الصحيفة انه يتعين النظر إلى الاتفاقيات المبرمة خلال زيارة شي بنظرة ايجابية, مشيرة "يتعين علينا ليس فقط النظر إلى تقوية علاقتنا بالصين بأنه شيء جيد ولكن أيضا كسبيل يسمح للاعمال البريطانية للاستفادة من ثاني اكبر اقتصاد واسرع نموا في العالم."

ويقول جيمس برودي، مدير مجلس الاعمال البريطاني-الصيني في اسكتلندا "اشعر انها فرصة قوية للعلاقات البريطانية-الصينية وان نتائج زيارة الرئيس شي تعكس الاختراقات الهامة في العديد من القطاعات الرئيسية لاقتصادينا مثل النقل منخفض انبعاثات الكربون والطاقة والعقارات والتعليم والبنية الاساسية."

وقال لوكالة انباء ((شينخوا)) يوم الخميس الماضي "كما تم الترحيب بتفاصيل زيادة تحسين قوانين تأشيرات السفر للسياح الصينيين، خاصة لاماكن مثل اسكتلندا التي تتعطش لسوق السياحة الذي يتلقى عددا متزايدا من السياح الصينيين كل عام."

وأضاف "يرتبط الاقتصادان حاليا بروابط المنفعة المتبادلة واعتقد ان ذلك سيستمر في المستقبل المنظور."

السلام والتنمية يعودان بالنفع على العالم

لكونها اكبر دولة سكانا في العالم وثاني اكبر اقتصاد, تحتاج الصين إلى التعاون مع دول أخرى مع ازدياد دورها الدبلوماسي الهام, حسبما قال باردو.

واضاف ان استراتيجيات الصين لتحقيق السلام والتنمية تغذي مسؤولياتها الجديدة الحالية وتفيد الشعب الصيني وشعوب العالم اجمع.

ومنذ تأسيسها عام 1949, ايدت الصين اقامة علاقات دولية من اجل السلام وكذا التعايش الصادق والودي مع الدول الاخرى على اساس المساواة.

وقال بينيت إن فكرة اقامة مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية حكيمة وعميقة وتحمل الازدهار المشترك في جوهرها.

وتعد مبادرة الحزام والطريق الصينية والبنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية والبريكس وغيرها من مكونات المجتمع التى تهدف إلى التوصل إلى مستقبل مشترك ومزدهر ومتناغم.