سول 2 نوفمبر 2015 (شينخوا) في بناية تبعد عن الفندق الذي أقام فيه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بسول خلال زيارته التي اختتمها لتوه لكوريا الجنوبية تقع جامعة دونجوك، وهي مدرسة بوذية يدرس بها الآن عدد غير قليل من الطلاب الناطقين بالصينية.

وقد جذبت مجالات كوريا الجنوبية الرئيسية مثل فنون الاداء وصناعة الافلام الاف الطلاب الصينيين في السنوات الاخيرة.

وتعد الصين وكوريا الجنوبية اكبر مصدر للتبادل الطلابي لكل منهما ويدرس قرابة 63 الف طالب صيني في كوريا الجنوبية حاليا في حين يدرس 62 الف طالب من كوريا الجنوبية في الصين.

وتفاعل لي اليوم, اخر ايام زيارته لكوريا الجنوبية, مع قادة الشباب من البلدين وزار مركز ابتكار محلي. وفي تصريحاته, القى الضوء على خطة ريادة الاعمال الضخمة والابتكار في الصين التي تهدف إلى اعادة هيكلة الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد الكبير على التصنيع وصادرات المنتجات الرخيصة.

وخلال الاجتماع مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون-هي السبت, قال لي إن الصين تأمل بالدمج بين مبادرتها "الحزام والطريق" ومبادرة اوراسيا في كوريا الجنوبية وفكرة ريادة الاعمال والابتكار مع استراتيجية تعزيز الاقتصاد الخلاق فى كوريا الجنوبية ومبادرة "صنع في الصين 2025" والكورية الجنوبية "حركة الابتكار الصناعي3.0."

كما دعا الى بذل جهود مشتركة مع كوريا الجنوبية لاستكشاف اسواق الدول الاخرى في التعاون فى قدرة الانتاج العالمية.

وأعرب لي عن امله في التنفيذ المبكر لاتفاقية التاجرة الحرة بين الصين وكوريا الجنوبية الموقعة في يونيو.

وقال رئيس الجمعية الوطنية تشونج وي-هوا امس الاحد لرئيس مجلس الدولة الصيني الزائر ان البرلمان الكوري الجنوبي سيبذل كل الجهود لاكمال التشريع المحلي بشأن الاتفاقية الثنائية بحلول نهاية العام الجاري.

ومن المتوقع ان تمثل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين معلما لاقامة منطقة تجارة ثلاثية مع اليونانية والشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية فيما بعد.

ومتعهدا باتاحة وصول اكبر للسوق امام الشركات العالمية, شجع لي الشركات الكورية الجنوبية متعددة الجنسيات، خاصة التي تتمتع بمميزات تنافسية قوية في الالكترونيات وصناعة السيارات للاستثمار أكثر في الصين.

وفي الوقت ذاته, أعلن البنك المركزي الصيني عن قراره رفع حصة الاستثمار لكوريا الجنوبية بموجب نظام مستثمري المؤسسات الاجنبية المؤهلة المحسوب بالرنمينيي الى 120 مليار يوان (18.9 مليار دولار) بالمقارنة بالحجم السابق البالغ 80 مليار يوان ( 12.6 مليار دولار).

واطلق هذا النظام في ديسمبر 2011 لتوسيع دائرة الاستثمار بالرنمينبي في الصناديق المالية الخارجية على البر الرئيس الصيني، ما يسمح للمستثمرين الاجانب المؤهلين باستثمار اموال بالرنمينبي في سوق الاوارق المالية فى البر الرئيس.

وتعد الصين حاليا اكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية واكبر سوق صادرات واكبر مصدر للواردات، فيما ان كوريا الجنوبية ثالث اكبر شريك تجاري للصين ومن المتوقع ان يبلغ حجم التجارة بينهما 300 مليار دولار هذا العام، بزيادة 60 ضعفا خلال العقدين الماضيين.

واثبت التفاعل الاقتصادي النشط بين الصين وكوريا الجنوبية نفسه في تدفق المواطنين الضخم. فعلى سبيل المثال, يتم تسيير اكثر من الف رحلة جوية بين البلدين اسبوعيا. وفي 2014, سجل مواطنوهما 10.37 مليون زيارة متبادلة في زيادة بلغت 26.2 بالمئة على أساس سنوي.

وتوسطت سول لاستئناف قمة الصين -اليابان- كوريا الجنوبية بعد توقف دام ثلاثة اعوام ونصف العام. وكان اجتماع الزعماء يجرى سنويا من 2008 و2012 قبل ان يتوقف بسبب استفزازت اليابان المتعلقة بقضايا اقليمية وتاريخية.

وخلال لقائه بابي امس الاحد بعد القمة الثلاثية, طالب لي اليابان بمعالجة القضايا الحساسة في العلاقات الثنائية على نحو ملائم عملا بروح البحث في التاريخ كمرآة.

وفي الوقت ذاته, دعا لي لبذل جهود ملموسة للحفاظ على وتقوية القوة الدافعة الايجابية في الانفراجة بين الصين واليابان ولا سيما استئناف الاجتماعات الدورية بين زعماء الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

واعرب ابي عن رغبته في زيادة تنمية العلاقات مع الصين قياما على الوثائق السياسية الاربع الموقعة بين البلدين, وقال إن اليابان ستواصل سعيها نحو تحقيق التنمية السلمية بناء على تفكرها في تاريخ الحرب العالمية الثانية والالتزام بـ"سياسة الدفاع."

وشهدت العلاقات الصينية اليابانية تعافيا تدريجيا منذ توصل البلدين إلى اتفاق مبدئي من اربع نقاط في نوفمبر من العام الماضي الذي مهد الطريق لاجتماع كسر الجليد بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وابي.

وخلال قمة الصين - اليابان - كوريا الجنوبية الاحد الماضي, اقترح لي على الدول الثلاث توطيد الثقة المتبادلة على اساس اقامة ارضيات مشتركة للقضايا الكبرى ولاسيما التاريخية وتحمل مسؤولية حماية الاستقرار الاقليمي وبخاصة السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وفي بيان مشترك للسلام والتعاون في شمال شرق اسيا, صدر عقب القمة الثلاثية أكدت الدول الثلاث مجددا على معارضتها الثابتة لتطوير اسلحة نووية في شبه الجزيرة واي عمل من شأنه ان يتسبب في احداث توترات على شبه الجزيرة او ينتهك قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة.

ومستشهدا بالتكامل الاقتصادي بينهم والامكانات الكبرى في التعاون في مجال قدرات الانتاج, حث لي الدول الثلاث على استكشاف انماط التعاون الجديدة من اجل تحقيق نتائج مربحة للجميع بدلا من الدخول في منافسة شرسة.

وفي الاعلان, اتفقت الدول الثلاث على تقوية شراكتهم في النمو المستدام واستقرار السوق المالية ومكافحة تلوث الهواء والسيطرة عليه والوقاية من الامراض المعدية والسيطرة عليها ومراقبة المخلفات البحرية وبحوث القارة القطبية والصناعات عالية القيمة المضافة.

كما وعدت الدول الثلاث بتبادل الخبرات واستكشاف التعاون الاقتصادي والرياضي من اجل الالعاب الاوليمبية الشتوية في بيونغتشانغ 2018 والالعاب الوليمبية الصيفية في طوكيو 2020 والالعاب الوليمبية الشتوية في بكين 2022.

وشهدت الصين واليابان وكوريا الجنوبية, التي يمثلون النصيب الاغلب من الاقتصاد الاسيوي ونسبة هامة من الناتج العالمي, زيادة سنوية بلغت 12 بالمئة في التجارة بينهم خلال العقد الماضي.