بكين 11 نوفمبر 2015 (شينخوا) سيدعم حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ المقرر لقمة مجموعة العشرين القادمة واجتماع قادة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والباسيفك (الأبيك) التنمية الاقتصادية العالمية والتعاون الإقليمي.
وسيسافر شي إلى أنطاليا بتركيا لحضور قمة مجموعة العشرين بدءا من 14 نوفمبر وحتى 16 نوفمبر وسيسافر بعد ذلك إلى مانيلا بالفلبين لحضور اجتماع قمة الأيبك من 17 نوفمبر وحتى 19 نوفمبر الجاري.
ومن المتوقع أن تظهر زيارة الرئيس التي ستستمر لمدة ستة أيام ثقة الصين في تنميتها الاقتصادية وانفتاح التعاون متبادل النفع في سياق فرص وتحديات الاقتصاد العالمي.
توافق جديد بشأن النمو
جاءت قمة مجموعة العشرين العاشرة في انطاليا في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد العالمي مشاكل عديدة ومن بينها التباطؤ في النمو وسياسات مختلفة وانتقال وتغيرات وزيادة الغموض.
وخدمت الصين وكيانات اقتصادية ناشئة أخرى ودول نامية كمحرك في النمو الاقتصادي العالمي لسنوات عديدة بعد انتشار الازمة المالية العالمية في عام 2008.
وشهدت الكيانات الاقتصادية الناشئة تباطؤا في النمو منذ بداية هذا العام بينما تواجه الدول المتقدمة زيادة التشكك في ارتفاع أسعار الفائدة.
ودخلت مجموعة العشرين وهي منتدى تعاون دولي يمثل حوالي 80 في المائة من التجارة العالمية مرحلة حازمة في تحولها من آلية مواجهة المخاطر الى آلية الحوكمة الاقتصادية بعيدة المدى.
وفي مواجهة هذه الخلفية ستجذب المجموعة كمنصة اساسية للتعاون في التنمية العالمية، انتباه العالم لخطتها في استمرار تعافي الاقتصاد العالمي والنمو القوي.
وقال لي باو دونغ نائب وزير الخارجية الصيني في إفادة صحفية أمس إن "زيارة الرئيس شي في قمة العشرين تظهر الاهتمام الكبير الذي توليه الصين لتعاون مجموعة العشرين."
وأضاف لي أنها "تعكس أيضا أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الدول لدعم النمو الاقتصادي العالمي بشكل مشترك وتعزيز حوكمة الاقتصاد العالمي ودعم الاصلاح الاقتصادي والتحول."
وسيحضر شي جميع الاحداث الرسمية ويطرح وجهات نظره حول الوضع الاقتصادي ودعم التعاون لمواجهة التحديات واستكشاف محركات جديدة للنمو الاقتصادي خلال القمة.
وسيتحدث شي أيضا عن افكار عامة حول الاجتماع حيث ان الصين ستكون الدولة المستضيفة لقمة العشرين في عام 2016.
وقبيل القمة سيحضر شي اجتماعا لقادة مجموعة دول البيركس وهي آلية تعاون مزدهرة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وسيلقي كلمة ليحث على المزيد من التعاون والتواصل مع مجموعة البيركس والتنمية المشتركة.
وقال خبراء إنه وسط التنمية السريعة للكيانات الاقتصادية الناشئة والدول النامية, وافقت معظم الدول على مبادئ تأسيس آلية دولية ومراقبة القواعد الدولية والسعي إلى العدالة الدولية.
وقال تشن فنغ ينغ رئيس مركز البحث الاقتصادي العالمي في المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة إن "العالم كله يتطلع إلى حضور الرئيس شي جين بينغ في قمة العشرين في انطاليا."
وأضاف تشن أنه من المتوقع ان تقدم الصين خطة وان تقوم بإسهام لدعم النمو المستدام والسليم للاقتصاد العالمي.
إرشاد للتعاون الإقليمي
مثل قيمة مجموعة العشرين، سيركز اجتماع قادة مجموعة البيركس في مانيلا أيضا على "شمولية" النمو الاقتصادي العالمي.
وقال تشن إن التشابه في مواضيع الاجتماعين يظهر ان منطقة آسيا والباسيفك والعالم كله يواجه نفس التحديات.
وتعد التنمية الإقليمية مهمة شاقة طويلة المدى لقمة الأبيك, المنتدى التجاري والاقتصادي الأرفع والأكثر تأثيرا في المنطقة, التي يواجه اندماجها الاقتصادي فرصا جديدة وتحديات.
وتقدمت محادثات التجارة الحرة الثنائية ومتعددة الاطراف في منطقة آسيا -الباسيفك خلال العام الماضي.
ووقعت الصين في الأول من يونيو الماضي اتفاقية تجارة حرة مع كوريا الجنوبية وهو أكبر اتفاق تجارة حرة ثنائي وقعته الصين من حيث حجم التجارة.
وصدق مجلس الشيوخ الاسترالي في وقت سابق من هذا الاسبوع على تشريعات تضم اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واستراليا ليتخلص من العقبة الاخيرة لتطبيق الاتفاقية التي تم توقيعها في شهر يونيو الماضي.
ودخلت مفاوضات حول الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وهي اتفاقية تجارة حرة تضم الدول العشر الاعضاء في مجموعة الآسيان وست دول أخرى, من بينهم الصين مرحلة حازمة.
علاوة على ذلك تم نشر النص الكامل لشراكة عبر الباسيفيك يوم الخميس الماضي بعد شهر من توقيع الدول المطلة على المحيط الهادي الـ12 اتفاقا حول أكبر منطقة تجارة حرة في العالم.
ويهدف قرر اعضاء قمة الأيبك التصديق على خارطة طريق لدعم تقدم منطقة التجارة الحرة في منطقة آسيا الباسيفك في اجتماع قادة مجموعة الأيبك الاقتصادي الـ22 الذي تم عقده في بكين في شهر نوفمبر العام الماضي إلى تقوية الوحدة الإقليمية وتحديد اهداف التنمية طويلة المدى.
وبمجرد تأسيس اتفاقية التجارة الحرة في منطقة آسيا الباسيفك, أكبر اتفاقية تجارة حرة في العالم لن نستطيع فقد تجنب مأزق لكن سنكشف أيضا عن حيوية اقتصادية أكبر من الترتيبات التجارية الإقليمية الأخرى. وإذا تم استكمالها فإنها ستضيف قيمة 2.4 تريليون دولار أمريكي لناتج الاقتصاد العالمي.
وقال كين والير, مدير مركز دراسات الأبيك الاسترالي في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن إنه من المهم للاندماج الاقتصادي الإقليمي في منطقة آسيا الباسيفك دعم تأسيس اتفاقية التجارة الحرة لمنطقة آسيا الباسيفك.
وسيفسر شي في مانيلا سياسة الصين حول التعاون في منطقة آسيا-الباسيفك وتطبيق التوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع الأبيك في بكين.
وسيتحدث شي أيضا عن التقدم في تأسيس الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 (مبادرة الحزام والطريق) وستجلب المبادرة التي اقترحتها الصين فرصا للمنطقة والعالم.
وقال تشن إنه من المتوقع ان يناقش الرئيس وقادة في المنطقة التنمية الإقليمية والتعاون متبادل النفع والشراكة المستقبلية بين الكيانات الاقتصادية الإقليمية خلال اجتماع قمة الأيبك القادم.
فرص جديدة للتنمية العالمية
وسيثير أي نمو كبير في تشكيل سياسات الصين الاجتماعية والاقتصادية اهتمام العالم حيث انها أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم.
واندمجت وتداخلت تنمية الصين بشكل تدريجي مع باقي العالم بينما ارتبطت التنمية العالمية أيضا بحلم الشعب الصيني بمستقبل أفضل.
وأيد شي خلال الجلسة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر سبتمبر الماضي طريق تنمية عادل ومنفتح وشامل من أجل الحد من الفقر في العالم.
ووضع الاقتراح الذي تم نشره في الآونة الأخيرة حول خطة الصين الخمسية الـ13 (2016-2020) التي تم التصديق عليها في جلسة للحزب الشيوعي الصيني في شهر أكتوبر الماضي هدفا "لتحقيق نمو متوسط" للبلاد واشار إلى افكار الابتكار والتعاون والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة لتحقيق الاهداف.
وسيتحدث شي خلال قمة مجموعة العشرين القادمة واجتماع الأيبك مع المشاركين عن الاقتراح وسيفسر سياسات وتدابير الصين لتعميق الإصلاح ودفع إعادة بناء الاقتصاد وتحديثه بشكل شامل.
وقال تشن إن "الصين ما زالت المساهم الأكبر في النمو الاقتصادي العالمي."
وتتطلع دول العالم لتقوية التعاون مع الصين من أجل تقاسم المزيد من الإيرادات من إصلاح وتنمية العملاق الآسيوي.
وخلال العامين القادمين سيظل المجتمع الدولي يتوقع تنمية الصين المستدامة ويأمل في ان تعمل البلاد كمحرك لتعافي الاقتصاد العالمي.
وستندمج الصين أكثر مع باقي العالم وستصل إلى نتائج متبادلة النفع.
وقال شي خلال كلمته التي القاها خلال زيارته إلى بريطانيا الشهر الماضي إنه بضخ حيوية جديدة وجلب المزيد من الفرص للتنمية المشتركة مع دول أخرى ستكون تنمية الصين من دون شك جزءا من اتجاه التنمية العالمية.
الرئيس الصيني يحث على تسريع بناء الممر الاقتصادي بين الصين وروسيا ومنغوليا |
رئيسا الصين ومنغوليا يتبادلان التهنئة في ذكرى بدء العلاقات الثنائية |