كوالالمبور 18 ديسمبر 2015 (شينخوا) إن استئناف الاجتماع الثلاثي لقادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية ومواصلة تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" والإقامة المرتقبة لمجموعة الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) بحلول نهاية العام الجاري، يعد إيذانا بدخول التعاون الإقليمي في شرق آسيا عهدا جديدا من الفرص الجديدة في عام 2015.
وبفضل التواصل والتنسيق المعمقين بين مختلف دول المنطقة، شهد التعاون في منطقة شرق آسيا المزيد والمزيد من التقدم السريع، الأمر الذي سيضخ قوة دفع في التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي لدول المنطقة.
-- تكامل الآسيان
فقد أعلنت رابطة الآسيان في نوفمبر الماضي خلال قمتها الـ27 أن مجموعة الآسيان، التي تتألف من مجموعة سياسية وأمنية ومجموعة اقتصادية ومجموعة اجتماعية - ثقافية، ستقام يوم 31 ديسمبر عام 2015.
وسعيا لتحقيق هذه الخطة، خفضت الدول الأعضاء للآسيان الضرائب بالنسبة لبعضها البعض. وفي الوقت ذاته، قامت أيضا بخفض الحواجز غير الجمركية وتنسيق اللوائح والمعايير التكنولوجية وتبسيط إجراءات الجمارك، ما منح وبقوة دفعة للتدفق الحر للسلع والخدمات والاستثمارات والعمالة ورؤوس الأموال في المنطقة.
وفي الواقع يلعب تكامل رابطة الآسيان، التي يصل عدد سكانها إلى 600 مليون نسمة ويزيد وتمتلك سوقا ضخما، دورا إيجابيا للغاية في التعاون بمنطقة شرق آسيا.
فمن جانبه، ذكر الأستاذ يانغ باو يون الباحث الكبير في جامعة ثاماسات التايلاندية أنه "نظرا لكون الآسيان تلعب دورا بارزا في التعاون بمنطقة شرق آسيا، يشكل بناء مجموعة الآسيان إلى حد ما أحد أساسات التعاون في منطقة شرق آسيا".
وباعتبار الآسيان منظمة تعاون إقليمي معقدة، فإن تطويرها يقدم خبرة لتشكيل آلية تعاون لمنطقة شرق آسيا.
أما ويتشاي كينتشونج تشوى نائب محافظ بنك (كاسيكورنبانك) إن معظم الدول الأعضاء بالآسيان مازالت دولا نامية، الأمر الذي يتيح فرصا تجارية كبيرة لدول شرق آسيا ذات الاقتصادات المتقدمة نسبيا مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف ويتشاي أن العديد من دول شرق آسيا، بما فيها الدول الأعضاء بالآسيان، وقعت اتفاقات تجارة حرة مع بعضها البعض، الأمر الذي حفز التجارة والاستثمارات الإقليمية.
وشاطره الرأى أو إي سون الباحث الزميل بكلية أس. راجاراتنام للدراسات الدولية بجامعة نايانغ التكنولوجية السنغافورية، قائلا إن الفرص التي تصاحب إقامة مجموعة الآسيان، ولا سيما المجموعة الاقتصادية للآسيان، عريضة النطاق.
ولفت إلى أن "إلغاء أو خفض التعريفات الجمركية بين دول الآسيان على السلع سوف يحسن بكل تأكيد التجارة بين أعضاء الآسيان في وقت لا تمثل فيه التجارة الداخلية للآسيان سوى ثلث حجم التجارة الخارجية للآسيان"، مضيفا أن إنشاء سوق واحدة وقاعدة إنتاج واحدة للآسيان سيجعلهما أيضا مقصدا أكثر جذبا بالنسبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وسيساعد على دمج اقتصاد الآسيان مع الاقتصاد العالمي على نحو أفضل.
-- التعاون بين الصين والآسيان
تعد الصين أكبر شريك تجاري للآسيان وتعد الآسيان ثالث أكبر شريك للصين. وتجاوزت قيمة استثماراتهما المتبادلة 150 مليار دولار أمريكي، ويهدف الجانبان إلى الوصول بحجم تجارتهما الثنائية إلى تريليون دولار بحلول عام 2020. وبتطوره النشط وإمكاناته الضخمة، أصبح التعاون بين الصين والآسيان أحد أهم مكونات التعاون في منطقة شرق آسيا.
وفي الوقت نفسه، تعطى مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية زخما جديدا للتعاون الإقليمي.
ولاقت مبادرة "الحزام والطريق" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ترحيبا، إذ إنهما ستساعدان على خلق ترابط أكبر في المنطقة فيما "تساعدان الدول النامية على تطوير ثمة حاجة ماسة إليه في البنية التحتية"، هكذا ذكر وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان.
وقال حنيفة أمان "نقر بأن الصين قدمت إسهامات كبيرة تجاه بناء مجموعة الآسيان من خلال مبادراتها للتعاون العريض ومبادرة تكامل الآسيان"، مضيفا أن علاقات الآسيان مع الصين عميقة ومتعددة الأوجه وعريضة النطاق.
وذكر الباحث أو إي سون أيضا أن المجموعة الاقتصادية للآسيان يمكن أن تعمل بشكل جيد مع مبادرة "الحزام والطريق" الصينية باعتبارهما مكملين لكل منهما الآخرى في تعزيز الرخاء والتناغم الإقليميين والعالميين، موضحا أن المجموعة الاقتصادية للآسيان يمكن أن تسير بمحاذاة مبادرة "الحزام والطريق".
وأشار أو إي سون إلى أن المجموعة الاقتصادية للآسيان تمكن الصين من التفاعل بصورة أوثق وأيسر مع أقرب جيرانها ككل وهي تطبق مبادرة "الحزام والطريق"، مضيفا أن هذه المجموعة ستحتاج إلى قدر كبير من الترابط عبر البر والبحر والجو لكي تتكلل بالنجاح، وهنا يمكن أن تكمل مبادرة "الحزام والطريق" هذه الجهود.
وأوضح أن المجموعة الاقتصادية للآسيان ككل يمكن أن تصبح محورا عظيما لمبادرة "الحزام والطريق" في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى الإنخراط في تعاون مع دول في جنوب آسيا والشرق الآوسط وشرق إفريقيا.
-- آليات التعاون
إن التنمية المستمرة للتكامل الاقتصادي سهلت خلق آلية تعاون جديدة وحفزت على تطوير الآليات القائمة، إذ أبرمت الصين والآسيان اتفاقا لإقامة نسخة مطورة من منطقة التجارة الحرة بينهما وتجرى حاليا مفاوضات بشأن الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية واتفاقية التجارة الحرة بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
وذكر يانغ أن الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية يمكن أن تقدم إسهامات كبيرة للتعاون في شرق آسيا وتساعد على تحسين آلية اجتماع قادة الآسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية (10+3).
وقال ويتشاي إنه "نظرا لكون الدول الثلاث تمثل قاطرات اقتصاد منطقة شرق آسيا، فإن التواصل بين قادتها يمكن أن يساعد على تعميق الفهم المتبادل والتعاون فضلا عن تبديد سوء الفهم، الأمر الذي يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للتعاون في منطقة شرق آسيا".
وأستؤنف الاجتماع الثلاثي لقادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية في مطلع نوفمبر، ما أعطى قوة دفع جديدة لاجتماع قادة (10+3) الذي يعد بمثابة القناة الرئيسية للتعاون في منطقة شرق آسيا.
وقد استؤنفت آلية التعاون الثلاثية بعد توقف دام ثلاث سنوات ونصف بسبب التوترات الإقليمية المتصاعدة.
وفي إعلان مشترك صدر عقب الاجتماع ، أكدت الصين واليابان وكوريا الجنوبية مجددا التزامها بعقد الاجتماع الثلاثي على أساس دوري.
وفيما فسروا هذا الاجتماع بأنه علامة على دفء العلاقات، يعرب الخبراء في المنطقة عن اعتقادهم بأن استئناف القمة سيساعد على تحسين الأمن والتعاون في شمال شرق آسيا ويدفع أيضا محادثات التجارة الحرة بين الدول الثلاث إلى الأمام .
الصين تدعم بناء مجموعة الآسيان رحبت الصين يوم الثلاثاء باقامة مجموعة الآسيان، وتعهدت بتقديم دعم قوى لتكامل الآسيان >>> |
تعليق: المجموعة الاقتصادية معلم مهم لتكامل الآسيان |