بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 19 يناير 2016 (شينخوا) أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين المصريين أن المقال الموقع بقلم رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ بصحيفة ((الأهرام)) المصرية اليوم (الثلاثاء) يعد بمثابة "خارطة طريق" لمستقبل العلاقات بين الصين ومصر ودول المنطقة العربية.
وبدأ الرئيس شي اليوم زيارة للمنطقة تشمل المملكة العربية السعودية ومصر والجمهورية الاسلامية الإيرانية ، ومن المقرر أن تستمر حتى 23 يناير الجاري.
ويصل الرئيس الصيني للقاهرة غدا الأربعاء في زيارة تستمر من 20 الى 22 يناير الجاري.
وقال السفير محمود علام رئيس وحدة الصين بالمجلس المصري للشئون الخارجية ، إن مقال الرئيس شي يعد بمثابة "خارطة طريق لمستقبل العلاقات بين مصر والصين ، وكذلك بين الصين والدول العربية".
واضاف علام لوكالة أنباء (شينخوا) ان الرئيس الصيني بعث بالعديد من الرسائل من خلال مقاله، معتبرا إياه وثيقه هامة تضاف إلى "وثيقة السياسة الخارجية الصينية تجاه الدول العربية"، والتي أعلنت منذ ايام.
واوضح أن ما ورد بالمقال يؤكد على العلاقة الاستراتيجية بين الصين ومصر بشكل خاص والدول العربية بصفة عامة، وأن تلك العلاقات الاستراتيجية هي امتداد لعلاقات عميقة وعريقة تمتد لنحو ألفي عام.
ورفعت الصين مستوى علاقاتها مع مصر إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبكين في ديسمبر 2014.
واشادت الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بما تناوله الرئيس الصيني في مقاله بصحيفة الأهرام، وخاصة ما أكده من احترام بلاده لارادة الشعب المصري وأنها لاتتدخل في الشئون الداخلية للدول.
وشددت بكر لـ (شينخوا) على أن مقال الرئيس الصيني رسم ملامح العلاقات الصينية – المصرية، والصينية – العربية ويحدد طريق دعم وزيادة التعاون المشترك بينهما خاصة وأنه سيتم اطلاق عام الثقافة الصينية – المصرية خلال زيارة شي لمصر.
وأشادت باقدام الرئيس الصيني على هذه الخطوة، والتي تؤكد عمق النظرة الصينية وحرصها على التواصل مع مصر ليس على المستوى الرسمي والحكومي فقط وانما أيضا على المستوى الشعبي، بما يعمق ويرسخ ويحافظ على قوة ومتانة العلاقات بين الجانبين.
وكانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية في عام 1956.
ويحتفل البلدان العام الحالي بمرور 60 عاما من العلاقات الدبلوماسية، وبهذه المناسبة يدشن الرئيسان شي والسيسي عام الثقافة الصينية – المصرية خلال الاحتفال الذي يقام بالأقصر جنوب القاهرة بهذه المناسبة.
ووصف طارق السنوطي رئيس القسم السياسي بالأهرام، المقال بأنه "طفرة كبيرة" في العلاقات المصرية – الصينية ، لافتا إلى أن "الرئيس شي تمكن بكفاءة من تحديد ملامح واضحة لهذه العلاقات، واستطاع أن يرسم الطريق الذي تسير عليه العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة".
وقال السنوطي لوكالة أنباء (شينخوا) إن أهمية المقال تبرز في أنه تحدث عن مستقبل العلاقات المصرية – الصينية والعربية – الصينية، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين وكذلك مع المنطقة العربية، مؤكدا أن طريق التنمية لابد وأن يتم بين الحكومتين والشعبين.
واشار إلى أن الرئيس الصيني عندما تحدث عن تأييده لارادة مصر ودعمها فهو يبعث برسالة مهمة ليس للحكومة المصرية فحسب وانما للشعب المصري ايضا، وبما يؤكد عدم تدخل الصين في الشأن الداخلي المصري واحترامه لارادته الحرة في اختيار من يحكمه.
وأضاف أنه ابرز ايضا أهمية مبادرة طريق الحرير التي اطلقها الرئيس الصيني في عام 2013، والتي من شأنها أن تحقق الاستفادة الكبيرة لمصر ولدول المنطقة العربية باعتبارها جزءا مهما من هذا الطريق، خاصة وأن هذه المبادرة تنسجم وتتسق مع افتتاح مصر لقناة السويس الجديدة وهو ما من شأنه تعزيز التعاون بينهما.
وأشاد السنوطي بتأكيد الرئيس الصيني على ضرورة اللجوء إلى الحلول السلمية في أزمات المنطقة، واستبعاد التدخل في الشئون الداخلية للدول أو الحلول العسكرية في أي نزاع بالمنطقة.
من جانبه، قال أحمد سلام المستشار الاعلامي المصري السابق ببكين ان المقال يؤكد على قوة وعمق العلاقات المصرية – الصينية، مشيرا إلى أن الرئيس الصيني ركز في المقال على عراقة وتاريخية الروابط بين البلدين، ومتانة العلاقات بين القيادتين السياسيتين في البلدين.
ولفت سلام لوكالة أنباء (شينخوا) الى ان المقال يؤكد على أن الجانب الصيني ينظر باهتمام بالغ للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وان الرئيس الصيني يولي أهمية كبيرة لتعظيم وترسيخ العلاقات مع مصر باعتبارها نقطة انطلاق للعلاقات الصينية مع دول المنطقة العربية، وأن لمصر دورا مهما جدا عربيا وأفريقيا.
وأضاف أن المقال ركز أيضا على مبادرة "الحزام والطريق"، وأهمية دور قناة السويس في اطار هذه المبادرة، وأن مبادرة "الحزام والطريق" ليست حلما صينيا وانما يمكن أن تكون حلما مشتركا لكل الدول العربية، وأن هذه المبادرة من شأنها أن تنقل دول المنطقة نقلة نوعية كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
واشار إلى حرص الصين على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني بالشرق الأوسط، لانجاح مبادرة وحلم طريق الحرير ، بما يعني العمل على تسوية الازمات السياسية بالمنطقة حتى تكون الأجواء مهيئة لذلك.
وأكد سلام أنه بعد مطالعته لهذه المقالة، اصبح على ثقة أكبر في أن العلاقات المصرية – الصينية ستتطور بشكل أسرع خلال هذه الزيارة التي ستشهد توقيع الكثير من الاتفاقيات ، مشيرا إلى ما أبداه شي من استعداد لبذل كل الجهود مع السيسي لتعزيز الثقة بين بلديهما.