بكين 22 يناير 2016 (شينخوا) يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ حاليا بزيارة إلى مصر، هي الأولى له إلى مصر بعد توليه منصبه، حيث تسهم الزيارة في دفع تنمية العلاقات الثنائية إلى الأمام وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، الأمر الذي سيشكل انطلاقة جديدة نحو مزيد من تنمية العلاقات الصينية المصرية.
وكانت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس صيني إلى مصر في يناير عام 2004 حيث قام الرئيس الصيني السابق هو جين تاو بزيارة مصر، وخلال فترة الـ 12 سنة ما بين الزيارتين شهدت العلاقات الثنائية بين الصين ومصر تطورا سلسا.
وخلال زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو، تم الاتفاق على تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، الذي واصل مسيره في إقامة 6 دورات لعبت كل منها دورا ايجابيا في تعزيز وتعميق التعاون والتبادلات بين الصين ومصر والعالم العربي ككل.
وكما قال الرئيس هو خلال الزيارة إن المنتدى يعتبر آلية تفضي إلى تعزيز تطور علاقات التعاون الصينية ـ العربية ، ما أدى إلى إقامة منصة جديدة لتنمية العلاقات الصينية المصرية.
وتوصل الجانبان خلال الزيارة إلى توافق بشأن التعميق الشامل للعلاقات بين الصين ومصر وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مثل النفط وإنشاء قطارات الإنفاق والسياحة، لتكون الزيارة تاريخية للعلاقات بين الصين ومصر وبين الصين والعالم العربي.
ومنذ ذلك الحين عرفت علاقات التعاون الإستراتيجية الصينية ـ المصرية تطورا كبيرا، ما أثر بشكل ايجابي على تطور العلاقات بين الصين والدول العربية الأخرى .
وشكلت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين في ديسمبر عام 2014، حدثا هاما للعلاقات المصرية الصينية، إذ تم خلالها رفع مستوى العلاقات إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين ما فتح صفحة جديدة لتطوير علاقات التعاون الإستراتيجية بين البلدين.
ووضعت هذه الزيارة حجر الزاوية لتطوير العلاقات الثنائية في ضوء أن مصر تعد أول دولة عربية وأفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية وأسست علاقات تعاون استراتيجي معها .
وفي بيان مشترك وقعه شي والسيسي حول إقامة الشراكة تعهد الرئيسان بتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والتكنولوجي فضلا عن التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية.
وتعهد الزعيمان بالتعاون في مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
ومن جانبه قال الرئيس السيسي إنه يتطلع إلى مشاركة الصين في مشروعات محور قناة السويس وتعهد بأن تقدم مصر ظروفا مواتية لجذب استثمار الشركات الصينية.
وبفضل التعاون الثنائي في بناء " الحزام والطريق" وقناة السويس الجديدة، تم خلق نمط جديد للتعاون بين الجانبين.
وأطلق الرئيس الصيني مبادرة " إحياء طريق الحرير " خلال جولته بدول أسيا الوسطى ودول جنوب شرقي أسيا في سبتمبر وأكتوبر 2013 على التوالي ، تحت عنوان "التشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" ، و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين".
وأطلق الرئيس شي مبادرة حلم الصين التي تهدف إلى ازدهار البلد و النهوض بالأمة وإسعاد الشعب الصيني بينما أعلن الرئيس السيسي عن الحلم المصري الذي يسعى من خلاله للنهوض بالشعب المصري، وهذا يؤكد على التوافق في نفس الآراء والمفاهيم.
وقام الرئيس السيسي بزيارة ثانية للصين في سبتمبر عام 2015 وحضر بالنيابة عن الشعب المصري احتفالات الصين بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية .
وأتت هذه الزيارة في توقيت مناسب على ضوء تطلع الجانبين إلى دعم العلاقات على أساس المنفعة المتبادلة .
وقال الرئيس شي خلال اجتماعه مع الرئيس السيسي إن علاقات الشراكة الصينية-المصرية تعتبر علاقات قوية، حيث يتعاون البلدان مع بعضهما في مجالات عدة، إلى جانب التبادلات الوثيقة التي تتم بين السلطات المحلية والمجالات الإنسانية والعسكرية، فضلاً عن محافظة الجانبين على تنسيق وثيق فيما يتعلق بالشؤون الإقليمية والدولية.
وأضاف الرئيس السيسي إن مصر تثمن شراكتها مع الصين معربا عن استعدادها للتعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق من حيث البنية التحتية والتجارة.
تعتبر الصين مصر دولة ذات نفوذ وثقل كبير في منطقة الشرق الأوسط ، في وقت استفادت فيه الصين من التنمية السريعة في السنوات الماضية لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وعلى ضوء ذلك يعتبر التعاون الثنائي بين الصين ومصر بمثابة وسيلة فعالة تعود بالمنفعة المشتركة على البلدين
وبفضل الزيارة التاريخية للرئيس شي لمصر ستشهد العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين الصين والمصر المزيد من التنمية .