بكين 11 مايو 2016 (شينخوا) إن الجولة الخارجية المزمعة لوزير الخارجية الصيني وانغ يي والتي تشمل زيارة رسمية لقطر وحضور الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي غدا (الخميس) وزيارة رسمية لتونس يومي الجمعة والسبت تركز على دفع تطبيق الثمار التي طرحتها زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمنطقة الشرق الأوسط في يناير الماضي، وإبراز محاور الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية تجاه المنطقة، ودفع التبادل بين الحضارتين الصينية والعربية.
ويعد هذا الاجتماع بمثابة أول مشاورات رفيعة المستوى من نوعها بين الصين والدول العربية منذ زيارة الرئيس شي التاريخية للمنطقة. ومن المتوقع أن يلقى فيه وانغ يي خطابا افتتاحيا ويلتقي خلاله الأمين العام لجامعة الدول العربية. كما ستقام على هامشه معارض تشارك فيها شركات صينية مع نظيراتها القطرية في قطاعات السكك الحديدية فائقة السرعة والكهرباء النووية والاتصالات.
وفي الواقع، أصدرت الحكومة الصينية في مطلع العام الجاري وثيقة رسمية هي الأولى من نوعها التي تصدر حول سياسة الصين تجاه الدول العربية،تم خلالها استعراض الروابط التاريخية التي تجمع الجانبين وسياسات ومجالات وآفاق التعاون المشترك لتغدو هذه الوثيقة بمثابة منهج مهم ودليل عمل لتطوير العلاقات الصينية العربية.
كما شرح الرئيس شي في كلمة ألقاها في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة خلال جولته في يناير الماضي موقف ورؤية الدبلوماسية الصينية تجاه المنطقة، وطرح في هذه الكلمة "ثلاثة مفاتيح رئيسية" لحل المشكلات في المنطقة وتتلخص فيما يلي: إن تسوية الخلافات تكمن في تعزيز الحوار، وفك المعضلات يكمن في تسريع عجلة التنمية، وحسن الاختيار يكمن في تطابق الطريق مع الخصائص الوطنية.
ومن ثم، تعد جولة وزير الخارجية المرتقبة للمنطقة بمثابة خطوة متابعة لتطبيق وتفسير هذه المفاهيم. كما إن التصريحات التي أدلى بها وانغ يي مؤخرا لوسائل إعلام عربية سلطت الضوء مرة أخرى على إرادة الصين في تطبيق دبلوماسية ذات خصائص صينية تجاه الشرق الأوسط.
وتجاوبا مع أفكار الرئيس شي، من المتوقع أن تؤكد جولة وانغ يي على أهمية حل الصراعات وتحقيق التفاهم عبر الحوار في ضوء إلتزام الصين بالعدالة الدولية وتمسكها الدائم بعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى. كما أكد الوزير أن الصين ستواصل دعمها الثابت لجهود الدول العربية فى الحفاظ على ثقافتها الوطنية الأصيلة وجهودها لتسوية النزاعات الطائفية وإذابة الفوارق العرقية والتصدى لانتشار الأفكار المتطرفة، وأن الصين ترفض التمييز والتحيز بأى شكل من الأشكال تجاه عرق أو دين بعينه.
وفي الوقت ذاته، يتوجه وانغ يي إلى المنطقة وهو على استعداد كامل للمساهمة بأفكار بلاده الإبداعية في حل المعضلات من خلال دفع التنمية ومن أهم تلك الأفكار مبادرة"الحزام والطريق". فمنطقة الشرق الأوسط هي منطقة إلتقاء "الحزام والطريق" وتتميز بمكانتها الهامة المتمثلة في كونها حلقة وصل بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا وتمثل الدول العربية أكثر من ربع إجمالي الدول المشاركة في هذه المبادرة.
وعلى مدى العامين الماضيين، تحققت بعض الإنجازات في البناء المشترك "للحزام والطريق"، علاوة على تشكيل هيكل التعاون الصيني- العربي (معادلة "1+2+3") الذي طرحه الرئيس شي خلال الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى الصيني العربي عام 2014 ويتخذ من مجال الطاقة محورا رئيسيا، ومن مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات جناحين ومن المجالات الثلاثة ذات التقنية المتقدمة والحديثة وهي الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة نقاط اختراق.
وبالنسبة "للمفتاح" الثالث الذي تطرق إليه الرئيس شي والمتمثل في تطابق الطريق مع الخصائص الوطنية، يقترح المحللون والخبراء داخل الصين أن تواصل الصين دفع التعاون مع الدول العربية داخل إطار "الحزام والطريق" بما يتماشى مع الأوضاع المختلفة للدول المشاركة في المبادرة. فعلى سبيل المثال، تدفع التعاون في مجال الاتصالات وتسهل الاستثمار والتعاون المالي في الدول المستقرة نسبيا، وتعزز التعاون في المجالات المتعلقة بتحسين الأحوال المعيشية مع الدول التي تمر بمرحلة انتقالية وتشجع على الاستثمار الصيني فيها، وتقدم الدعم والمساعدة في مجال إنشاءات البني التحتية للدول التي تحتاج إلى إعادة إعمار.
وفي هذا السياق، يمكن التطلع إلى أن يخرج الاجتماع الوزاري السابع للمنتدى الصيني العربي ببيانات تفصيلية تأخذ مصالح الأطراف في الاعتبار في ضوء ما أوضحته وزارة الخارجية الصينية بشأن رغبة الجانبين في دفع الإجراءات الرامية إلى تحسين آلية المنتدى ودفع تعاونهما البراغماتي قدما.
مقالة خاصة: وزير الخارجية الصيني: "الحزام والطريق" فرصة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية |
((أهم الموضوعات الدولية)) مقابلة خاصة: وو سي كه: منتدى التعاون الصيني العربي المرتقب يحمل معنى فريدا على خلفية مبادرة "الحزام والطريق" |