الصورة الأرشيفية
بكين 3 يوليو 2016 (شينخوا) على الرغم من ان بكين كررت مناشداتها للدول الخارجية للقيام بدور بناء في قضية بحر الصين الجنوبي، يبدو ان طوكيو كثفت خطوات تدخلها على حساب الاستقرار الاقليمي وبدون اى تفكير في علاقاتها مع الصين.
وفي السلسة الاخيرة من المناورات اليابانية للسعي من اجل نفوذ اكبر فى هذه القضية، قال كورو بيشو سفير اليابان لدى الولايات المتحدة في اول يوم تولت فيه بلاده الرئاسة الدورية الشهرية لمجلس الامن الدولى، انه سيضع هذه القضية في اجندة المجلس المكون من 15 عضوا فى حالة وجود طلب من أعضائه او أعضاء الامم المتحدة الاخرين.
وبالنظر الى سجل اليابان مؤخرا فى اختطاف الاجتماعات والمنتديات لالقاء الضوء على "قلقها العميق" بشأن بحر الصين الجنوبي، من الممكن بسهولة ان تكون تصريحات بيشو التي ابداها في الاول من يوليو دعوة للاصوات التى تقف ضد الصين, في الوقت الذي تحتل فيه قضية التحكيم التي اقترحتها الفلبين من طرف واحد ضد الصين، عناوين الاخبار.
وتمثل تصريحات بيشو ايضا الممارسة الثانية من نوعها لسياسي ياباني بارز خلال اسبوع، بعد ان قال نائب وزير الخارجية الياباني شينسوكي سوجياما في وقت سابق إنه كان "يراقب بشكل وثيق" كيف تحكم محكمة للامم المتحدة في قضية التحكيم.
واظهرت اليابان اهتماما استثنائيا في زيادة تضخيم القضية واثارة حدة التوترات في المياه، على الرغم من انها ليست طرفا في نزاع بحر الصين الجنوبي.
وتهدف اليابان بفعل ذلك الحصول على مكاسب فى جبهات عديدة، وزيادة نفوذها فى المقام الاول ضد الصين فيما يتعلق بجزر دياويو في بحر الصين الشرقي.
ودافع آخر هو تقوية تحالفها مع الولايات المتحدة, التي تفرض نفسها، باعتبارها أعلى سلطة في العالم، على قضية بحر الصين الجنوبي في محاولة واضحة لاحتواء الصين.
بينما ستحصل اليابان من خلال حيلها لاشعال النيران في بحر الصين الجنوبي على سمعة الشرطى المخلص للولايات المتحدة، الا انها ستجعل طوكيو بالكاد فى وضع ملائم في التعامل مع بكين.
وبالنسبة لاي مراقب صاحب رؤية ثاقبة، فإن ما فعلته اليابان في الاشهر القليلة الماضية بشأن بحر الصين الجنوبي ادى فقط إلى تعقيد القضية ويهدد بزعزعة الاستقرار الذي استمر لعقود طويلة في المنطقة.
النار تحرق من يلعب بها. ولتجنب هذا المصير, يتعين الا تضيع اليابان الوقت اولا، وان تتوقف عن اية افعال مضادة قد تجعل التسوية السلمية الاخيرة للنزاعات أبعد ما يكون عن تحقيقها.